بقلم عمر عاشي- تحتضن مدينة أكادير، ابتداء من بعد غد الأربعاء، معرض "أليوتيس" الأول الذي يعتبر موعدا هاما للنهوض بمنتوجات الصيد البحري وتثمينها، والمساهمة في جعل هذا القطاع محركا حقيقيا للنمو بالنسبة للاقتصاد المغربي. ويأتي تنظيم هذا المعرض، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد، بعد أزيد من سنة على إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية قطاع الصيد البحري تحت إسم "أليوتيس"،وتتوجه أساسا لمهن الصيد البحري، والزراعة المائية، وتثمين المنتوجات البحرية. وتتوخى الدورة الأولى للمعرض، حسب المنظمين، أساسا إحداث أرضية للتبادل بين فاعلي القطاع البحري، وفضاء يزخر بفرص الأعمال بالنسبة للمقاولات المغربية والأجنبية، فضلا عن توفير واجهة عرض تعكس قدرات قطاع الصيد البحري المغربي. ويرتقب أن يشارك حوالي مائتي عارض و300 علامة تمثل أزيد من 15 بلدا من جميع أنحاء العالم في هذا الموعد الدولي الذي يتواصل إلى غاية 29 يناير الجاري. ولم تذخر جمعية معرض "أليوتيس"، تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري، أية وسيلة لجعل هذا الحدث يعكس الدينامية الجديدة التي يشهدها القطاع، وبالخصوص التمكن من التأليف بين المهنيين حول أهداف الاستراتيجية العمومية الجديدة. ويضم المعرض، الذي ستتم تهيئته على مساحة 5 هكتارات، فضاء للعرض تصل إلى 16 ألف متر مربع تخول للمهنيين المغاربة والأجانب عرض مستجدات الأقطاب الرئيسية للقطاع متمثلة في قطب الموارد البحرية، وقطب الأسطول البحري وآليات الصيد، وقطب تثمين المنتوجات البحرية، والقطب الدولي، والقطب المؤسساتي، وقطب التكوين. ويتضمن الشق العلمي تنظيم ندوات ينشطها خبراء وطنيون ودوليون ذائعو الصيت. وسيتم أيضا التطرق لمواضيع تغطي مجمل سلسلة قيمة القطاع، خاصة تدبير الموارد، وتثمين المنتوجات البحرية، وتوجهات الاستهلاك. وتقف وراء إحداث المعرض، حسب المنظمين، أهداف كبرى، من بينها جعله حدثا ذا إشعاع دولي يعكس صورة مغرب دينامي يتجه نحو الأمام، وأرضية لعقد الشراكات والنهوض بها، وموجها للاستثمار في القطاع، إلى جانب التعريف بمشاريع القطاع على المستوى الدولي وتعبئة مهنييه حول اهداف استراتيجية "أليوتيس". كما سيتوجه المعرض، في اليومين الأولين، لمهنيي القطاع للسماح بعقد لقاءات أعمال، في حين سيفتح اليومان الأخيران أمام العموم، حيث يراهن المنظمون على توافد أزيد من 100 ألف زائر. وفضلا عن كونه فرصة للنهوض بمنتوجات الصيد البحري وتثمينها، خاصة تلك غير المستغلة كليا أو جزئيا، يشكل هذا الحدث كذلك فرصة ممتازة كي يكتشف المواطن المغربي مجددا عالم الصيد البحري والمنتوجات البحرية. ويزخر المغرب، بسواحله الممتدة على 3500 كلم ما بين المحيط الأطلسي والمتوسط، بثروات بحرية هامة جعلت مياهه تصنف من بين الأغنى بالأسماك في العالم. وتقوم استراتيجية التنمية المندمجة "أليوتيس"، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في شتنبر 2009، على ثلاثة محاور تتمثل في الاستدامة، والجودة، والتنافسية. وأوضحت المديرة العامة للمكتب الوطني للصيد البحري السيدة أمينة فكيكي أن كلمة "أليوتيك"، ذات الأصول اليونانية، تستهدف كيفية استغلال الموارد المائية الحية، الأمر الذي لن يتأت في الوقت الحاضر دون إدماج أبعاد تدبير المورد والانشغال بتجديده في إطار مقاربة للتنمية المستدامة. واعتبرت أن السلطات العمومية والمهنيين مدعوون لتنسيق جهودهم لرفع التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية، والتنوع الحيوي، وتجديد وجودة الموارد. وتتجلى في هذا الصدد أهمية تأهيل وتحديث مختلف مكونات قطاع الصيد البحري التي تحددها استراتيجية "أليوتيس". ويتعلق الأمر بضمان استمرارية المورد للأجيال القادمة مع إعطاء رؤية وضحة للمستثمرين من أجل تنمية مستدامة للقطاع. ويتجه المخطط نحو مضاعفة الناتج الداخلي الخام لقطاع الصيد البحري بثلاث مرات في أفق 2020 لرفعه إلى أزيد من 21 مليار درهم وجعل هذا المجال قاطرة للاقتصاد المغربي. وأشار المندوب العام للمعرض عبد الفتاح الزين إلى أنه "انطلاقا من اعتقاد غير مكترث مفاده أن مخزون الأسماك كان غير قابل للاستنزاف، فإن اليقين بشأن حدود إنتاجه وضرورة تدبيره بصرامة انبثق أمام طلب عالمي متزايد بقوة على المنتوجات البحرية. وفي هذا السياق، وضعت السلطات العمومية "أليوتيس" كاستراتيجية تنموية طموحة في خدمة القطاع البحري كفيلة بضمان تطوره بشكل فعال ودائم". كما أعرب عن قناعته بأن المعرض سيساهم في التأليف بشكل أفضل بين مهنيي القطاع وتمكينهم من تملك الاستراتيجية الجديدة.