الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار قالت وكالة "إيفي" شبه الرسمية، إن رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، سيتناول الأربعاء المقبل طعام الغذاء على مائدة العاهل المغربي، دون أن تعطي توضيحات أكثر. وإذا تأكد حدوث هذه الالتفاتة من الملك محمد السادس حيال ضيف بلاده الذي سيحل بها لأول مرة منذ تقلده مهام رئاسة الحكومة عقب فوز الحزب الشعبي في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم العشرين من نوفمبر الماضي، فإنها ستعد تأكيدا قويا على المصالحة مع الحزب الشعبي الذي يتزعمه راخوي. وذكر نفس المصدر أن الأخير، سيجري مباحثات مع نظيره المغربي عبد الإله بنكيران. ولم تتطرق الوكالة إلى القضايا والملفات التي ستكون محور المحدثات خلال الزيارة الأولى التي يقوم بها راخوي خارج بلاده والتي ستدوم يوما واحدا. لكن مراقبين يعتقدون أنها ستستعرض أوجه التعاون القائم بين البلدين الجارين في مجالات الهجرة السرية والإرهاب ومكافحة الاتجار الدولي في المخدرات، وقد يقع التركيز أكثر على ملف الصيد البحري الذي يشغل في الوقت الراهن بال الحكومة الإسبانية لما له من تأثير سلبي على أسطول الصيد في إقليم الأندلس وتبحث مدريد عن حل سريع له. وفي نفس السياق نقلت الوكالة الإسبانية عن وزير الاتصال المغربي، مصطفى الخلفي، قوله إن اتفاق الصيد مهم بالنسبة للبلدين،لكنه شدد على ضرورة احترامه لوحدة المغرب الترابية في إشارة إلى الشواطئ الصحراوية التي كانت سبب موقف البرلمان الأوروبي من تجديد الاتفاق. واعتبر الخلفي،أن زيارة راخوي تحمل رسالة قوية وإيجابية وتعكس متانة الروابط القائمة بين إسبانيا وبلاده مضيفا أنها ستمكن من تقوية التعاون بينهما وتدعيم المنجزات المحققة. إلى ذلك طلب نائب برلماني إسباني يمثل مدينة مليلية المحتلة أن يثير، راخوي، مع المسؤولين المغاربة، وضعية الحدود المصطنعة التي تفصل مليلية عن التراب المغربي. وحسب البرلماني يتوجب على، راخوي، إقناع محاوريه في الرباط بأن حدود المدينةالمحتلة يجب أن تعتبر حدودا جنوبية للاتحاد الأوربي وبالتالي على الجانب المغربي أن يراعي هذا الوضع وما يترتب عنه من تسليم وتنازل عن حقوقه التاريخية والطبيعية في قطعة من ترابه الوطني. ويعتقد البرلماني الإسباني عن الحزب الشعبي، أن اعتبار مليلية نهاية وبداية الحدود الأوروبية الجنوبية، يشكل ضمانات للمغرب،لأن اعترافه سيجعل الحدود آمنة من كل الأخطار. ومن المستبعد أن يصغي المسؤولون المغاربة وخاصة الحكومة الجديدة،إلى هذا الطرح من الجانب الإسباني بل سيحرصون على تذكير ، راخوي، أن علاقات طبيعية ومستقرة ونافعة للطرفين ممكنة وضرورية إذا قامت على أساس مراعاة حقوقهما ومصالحهما المشتركة في الحاضر والمستقبل، ما يشير بوضوح إلى أنه سييتم الاكتفاء في المرحلة الأولى من اللقاء بين البلدين، باستكشاف للمواقف ورسم ملامح الطريق للعلاقات الثنائية على المدى القريب والمتوسط.