مراكش "مغارب كم": كريم الوافي تمثل النفايات بصفة عامة هاجسا للمسؤولين الجماعيين والمشرفين على تدبير الشأن المحلي بمدينة سبعة رجال، لما لها من مخاطر بيئية وصحية وارتباطها المباشر بصحة الإنسان والحيوانات الأليفة التي تعيش معه. وتشكل النفايات الطبية السامة والأجزاء البشرية المتخلفة عن العمليات الجراحية التي يجري التخلص منها بشكل عشوائي بالمطرح العمومي بمنطقة حربيل على بعد 11 كلم غرب مدينة مراكش على طريق أسفي، خطورة حقيقية على صحة السكان ويساهمان في تلويث فضاءات المدينة الحمراء بسبب الروائح الكريهة التي بدأت تتوغل في اتجاه الحي الصناعي وتأثيرها على مجرى وادي تانسيفت المتواجد على ضفة المطرح العمومي وظهور عاهات وتشوهات عند بعض الأطفال بسبب الثلوت التي تخلفه المزبلة العمومية المتواجدة على مساحة تقدر بحوالي 14 هكتار. وأتبتت بعض الدراسات والبحوث العلمية مسؤولية النفايات الطبية في إحداث أمراض وأوبئة فتاكة وسريعة الإنتشار ،خصوصا وأنها أصبحت أكتر خطورة من أي نوع آخر من النفايات لما قد تسببه من أضرار للبيئة والأفراد بصفة عامة، إذ تصنف النفايات الطبية حسب خطورتها إلى نفايات عادية وهدا النوع لايشكل خطورة على صحة الإنسان وهو عبارة عن النفايات المستهلكة في المستشفيات مثل الأوراق والزجاجات الفارغة وبعض المواد البلاستيكية، ونفايات خطيرة وسامة من ضمنها نفايات باثولوجية وهي أكتر خطورة لكونها تتضمن بقايا غرف العمليات الجراحية التي تشمل أعضاء بشرية مستأصلة وسوائل الجسم من العمليات الجراحية، ونفايات ملوثة وهي تلك النفايات الناتجة عن مستلزمات الجراحة مثل الضمادات الملوثة التي استهلكت والقطن الملوث والإبر البلاستيكية. وتنتج مدينة مراكش يوميا حوالي 900 طن من النفايات 70 في المائة منها عبارة عن مواد عضوية تفرز غازات سامة تتسرب مباشرة إلى الفرشة المائية وتلوت مياه وادي تانسيفت، كما تعمل عوامل الرياح والهواء على نقلها عبر مختلف أجواء عاصمة النخيل، ويشكل الورق المقوى نسبة 14 في المائة والبلاستيك 7 في المائة أي مايعادل 63 طن يوميا، في حين يشكل الزجاج نسبة 1.5 في المائة والحديد 1 في المائة ، و2 في المائة نفايات خطيرة منها النفايات الطبية التي تطرح بدون معالجة إضافة إلى الأجزاء المنتزعة من الأجسام البشرية في العمليات الجراحية التي تجري بمصحات المدينة. وتتوفر مدينة مراكش على خمس مستشفيات من ضمنها المستشفى الجامعي محمد السادس الذي يضم ثلاث وحدات طبية كبرى بالمدينة وهي: مستشفى ابن طفيل، ابن نفيس، الرازي ، وأزيد من 60 مركز صحي تابع للمندوبية الجهوية للصحة بجهة مراكش تانسيفت الحوز، بالإضافة الى عدد من العيادات الطبية الخاصة التي تخلف كميات مختلف من النفايات معظمها ليست نفايات معدية ولاتشكل خطرا بالضرورة على الصحة والبيئة، إلا أنها ليست كالنفايات المنزلية وتتطلب بالتالي معالجة خاصة لتفادي انتقال أية عدوى. وأكد أحمد الشهبوني رئيس مركز التنمية لجهة تانسيفت الحوز،أن مخاطر وضع النفايات بمدينة مراكش وتهديداتها للبيئة والصحة كبيرة،إذ أن المطرح العمومي الذي يستقبل زائر مدينة مراكش بروائح كريهة تعكر منظر النخيل وجماليته، اختير له مكان غير مناسب تتجمع فيه النفايات بدون فرز أولي أو معالجة، ليترك أمر فرزها لعدد محدود من السكان الدين يقومون بعملهم دون تأطير ويواجهون مختلف أصناف المخاطر بحكم تركيبة النفايات التي يجري التخلص منها ، أما المخاطر البيئية فمفعولها واضح لأن المطرح في وضعه الحالي مصدر لإنبعاتات غازية خطيرة تتسرب للفرشة المائية وتؤثر على التربة وتتنقل عبر التيارات الهوائية لتغطي المدينة بسحائب غازية تمس جودة الهواء وكل مناحي المحيط البيئي لسكان مدينة مراكش، إضافة إلى كون نفايات المطرح العمومي بثلوتها تشكل مصدرا لتغذية المواشي التي تعود لحومها إلى أسواق المواد الغذائية. وأضاف الشهبوني ، بأن السبيل الوحيد للتخلص من النفايات الطبية السامة بشكل علمي هو اعتماد نظام أفرنة الحرق الطبية رغم صعوبتها والسلبيات التي تخلفها مثل تصاعد الأدخنة الملوثة للهواء وصعوبة صيانة المحارق، علما أن مستشفى ابن طفيل يتوفر على واحد منها إلاأنه محكوم عليه بالعطالة وعدم الإستخدام مما يفسح المجال أمام استفحال المشكل ويعرض حياة المواطن المراكشي لمخاطر التلوتات التي يفرزها هدا النوع من النفايات.