تسعمائة طن من النفايات تطرحها مدينة مراكش يوميا 65 بالمائة منها نفايات رطبة بإفرازات غازية سامة تتسرب مباشرة إلى الفرشة المائية وتلوث مياه وادي تانسيفت، الذي يتواجد على ضفته المطرح العمومي. تلك واحدة من الخلاصات التي قدمت في المائدة المستديرة التي احتضنها قصر بلدية مراكش خلال الأسبوع الماضي والمنظمة في موضوع «تدبير النفايات وإعادة استغلالها» من قبل معهد سرفانتس بالمدينة الحمراء بتعاون مع جامعة القاضي عياض ومركز التنمية لجهة تانسيفت و مجلس المدينة، وشارك فيها الخبيران الإسبانيان فرانسيسك كاستيلس والفونسو ديل بال والباحث المغربي أحمد الشهبوني، إضافة إلى الاستاذ لخطيب ممثل «أجندة 21 ». النفايات الصلبة التي تفرزها مراكش و تتجمع بشكل عشوائي بالمطرح العمومي تضم ، حسب الأستاذ أحمد الشهبوني، 70 بالمائة من النفايات العضوية، أي ما يناهز 630 طنا يوميا، و14 بالمائة من الكارطون و1.5 بالمائة من الزجاج و 4 بالمائة من الثوب و2 بالمائة نفايات خطيرة، منها النفايات الطبية التي تطرح بدون معالجة، إضافة إلى الأجزاء المنتزعة من الأجسام البشرية في العمليات الجراحية التي تجرى بمصحات المدينة، و7 بالمائة من البلاستيك، أي ما يعادل 63 طنا يوميا. مخاطر هذا الوضع حسب الباحث المغربي أحمد الشهبوني لا تحصى و تهديداته للبيئة و الصحة أكبر مما يمكن تصوره. فالمطرح العمومي اختير له أسوأ موقع ممكن، فهو يوجد بالضفة اليسرى لوادي تانسيفت بطريق تامنصورت، والنفايات تتجمع فيه بدون فرز أولي أو معالجة، ليترك أمر فرزها لعدد محدود من السكان الذين يقومون بعملهم دون تأطير ويواجهون مختلف أصناف المخاطر بحكم تركيبة النفايات المشار إليها أعلاه. أما المخاطر البيئية فمفعولها واضح لأن المطرح في وضعه الحالي مصدر لانبعاثات غازية خطيرة تتسرب للفرشة المائية وتؤثر على التربة وتتنقل عبر التيارات الهوائية لتغطي المدينة بسحائب غازية تمس جودة الهواء و كل مناحي المحيط البيئي لساكنة مراكش. ويضاف إلى كل ذلك كون نفايات المطرح العمومي بتلوثها تشكل مصدرا لتغذية المواشي التي تعود لحومها إلى أسواق المواد الغذائية.