المشاكل البيئية التي تطرحها التنمية الجهوية التطهير السائل: يشكل ضغط التطهير السائل أحد أهم المشاكل البيئية بالنظر لحجم التلوث الذي تسببه مختلف المقذوفات السائلة وتأثيرها على الموارد المائية السطحية والجوفية. ورغم توفر مراكش على محطة لتطهير المياه المستعملة، فإن نسبة الربط بشبكات التطهير التي تقارب %80 في مدن مراكشوالصويرة، منعدة تماما في العديد من مراكز الجهة. والمحطات الاربع الموجود في أمزميز، ايت اورير اوكيمدن وامتنانوت مهجورة لأسباب مرتبطة بتسييرها. كما أن نفايات مصانع الزيوت ومقذوفات مصانع الجلد ووحدات صناعية أخرى تلقى في الطبيعة بدون معالجة مسبقة غير أن تدبير محطة معالجة المياه العادمة بمراكش دخلت مرحلتها الثانية والمياه العادمة المعالجة ستوجه لسقي المساحات الخضراء ومسالك الكولف في المدينة. النفايات الصلبة تبلغ كمية النفايات الصلبة في المنطقة 616 طنا في اليوم، بنسبة جمع تصل %85، إلا أن أغلب المطارح عشوائية، وهي تتلقى جميع انواع النفايات (المنزلية ، الصناعية والطبية) وتتسبب في تلويث المجال الطبيعي، ويوضح مثال المطرح الحالي لمراكش الموجود على جانب وادي تانسيفت، هذا الوضع الذي يولد مشاكل بيئية على ثلاثة مستويات: تلوث الهواء، تلوث الموارد المائية، وتلوث التربة، بالاضافة الى الاحتلال غير الملائم للمجال وتدهور الطبيعة. وتقدر كمية النفايات الخطيرة التي تنتجها المنطقة بحوالي 510 أطنان سنويا بالنسبة للنفايات الطبية و16981 طنا سنويا بالنسبة للنفايات الصناعية، يضاف إليها مشكل النقط السوداء لنفايات وانتشار الاكياس البلاستيكية. نقص وتدهور الموارد من المياه: الزراعة المسقية تستهلك لوحدها %80 من الموارد المائية المتوفرة وتشكل أحد مصادر تلوث الموارد المائية. ومشكل التلوث غير المرئي يطرح بشكل خاص في المناطق المسقية، ذلك ان استعمال كميات مهمة من الاسمدة والادوية النباتية يؤدي الى ترسب هذه العناصر في التربة والتي يمكن ان تتسرب الى الاعماق بسبب مياه السقي مما يؤدي الى تدهور المياه الجوفية اوتجرفها المجاري وتؤدي الى تلوث المياه السطحية والمياه المخزنة في السدود. جودة المياه المسجلة عموما سيئة على مستوى %64 من العينات المدروسة في المحطات، الا أن جودة المياه الجوفية في المنطقة أي الحوض المائي للحوز وحوض البحيرة جيدة على العموم. وتتمثل الإكراهات الضاغطة على الموارد المائية في التوزيع غير العادل والمتقطع للموارد المائية، الاستغلال المفرط للمياه الجوفية الجفاف المزمن أكثر فأكثر، الحاجيات المتزايدة من المياه، تآكل التربة ومشكل توحل السدود. تدهور الغابات ان الاستغلال المفرض للأراضي الغابوية من أجل تلبية حاجيات السكان من العطب وزحف الاراضي الزراعية والتوسع العمراني على حساب المجال الغابوي اهم عوامل تدهور المجال الغابوي التي تتجلى في مظاهر سلبية مثل تزايد وتيرة التعرية على مستوى الاحواض والمنحدرات، وغياب التجدد الطبيعي للانواع النباتية المحلية مثل شجرة الاركان وتدهور التنوع البيئي وهشاشة الانظمة الإيكولوجية التلية التي يتم احياؤها في إطار عمليات مكافحة التصحر بمدينة الصويرة. التدهور الناتج عن استغلال المقالع إذا كان لاستغلال المقالع أثر اقتصادي واجتماعي مهم في الجهة فإ ن ذلك لايستثني انعكاسها السلبي على البيئة، وتشير المعطيات المتوفرة بأن عدم احترام المقتضيات والإجراءات التي تضمنها دفاتر التحملات تؤدي إلى تدهور المجال الطبعي المحيط بمواقع الاستغلال. اشكاليات السكن واعداد التراب يعرف تطور المدن والمراكز الحضرية الكبرى نموا سريعا وبالتالي فإن النظام الحضري للجهة يعرف اختلالا كبيرا في بنيته سواء من حيث التوزيع الديمغرافي للسكان أو علي مستوى انتشار الأنشطة السوسيواقتصادية المنتجة للثروة في هذه التجمعات. والهيمنة الجهوية لمدينة مراكش من حيث ديناميكية النمو تبقى محدودة، وحدها التجمعات القريبة من مراكش تتأثر نسبيا بهذه التنمية التي تشهدها المدينة، والمجال النظيف لمراكش يمتد فقط في محيط 30 إلى 40 كلم، كما أن المدن المتوسطة مثل الصويرة، قلعة السراغنة وبنكرير ورغم اختلافها بالنظر لأنشطتها الاقتصادية تقوم بوظائف مهمة تؤطر مجال العلاقات حسب مستواها. وعاصمة الجهة مراكش تهيمن علي جميع المستويات ولا تستفيد الجهة من ديناميكيتها إلا بشكل محدود. الصحة والبيئة الفرق الواضح بين التطهير والتزود بالماء الصالح للشرب وصرف المياه العادمة والتدبير غير الصحي للنفايات الصلبة والسكن غير اللائق كلها مظاهر تشكل مخاطر علي الصحة وتساهم في استفحال بعض الأراضي المنقولة. وتظهر الخريطة الوبائية ظهور أمراض مزمنة مثل أمراض الشرايين والضغط والسرطانات والسكري، وهي أمراض تجد تفسيرها في ارتفاع معدلات الحياة وتغير انماط الحياة (التغذية والتمدن) و أيضا الاعتداءات العصرية التي تتعرض لها البيئة (تلوث الهواء، التلوث الكيمياوي) واستعمال المياه العادمة في السقي في بعض الحقول يؤدي الى مشاكل بيئية ومخاطر تهدد صحة السكان. تدهور المآثر والآثار التاريخية. تشكل الصويرة و مراكش وجهات سياحية بامتياز بالنظر الى تاريخها والمآثر التاريخية العمرانية التي تتوفر عليها إلا أن هذه المآثر تتعرض للتدهور بفعل عوامل متعددة (بيئية، مناخية).