عبدة والسبل الكفيلة بتجاوزها محور أشغال لقاء تشاوري حول الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة انطلقت أشغاله اليوم الأربعاء بآسفي ويستمر ليومين. ويندرج هذا اللقاء في إطار مسلسل تشاوري يشمل مختلف الجهات المملكة بغية توسيع دائرة المقترحات والأفكار وإغناء مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة بإسهامات الفعاليات المحلية والجهوية. وفي هذا السياق، أكد السيد إدريس لشكر الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، في كلمة بالمناسبة، انفتاح الحكومة على كل المقترحات سواء التي سيعبر عنها من خلال هذه اللقاءات التشاورية والدراسية أو تلك سيتم التوصل بها من خلال الموقع الالكتروني الخاص بالميثاق، مضيفا أن هذه المقترحات سيتم أخدها بعين الاعتبار لبلورة ميثاق متكامل متوافق عليه على صعيد التراب الوطني. واستعرض السيد لشكر، في كلمته، الخاصيات الطبيعية لجهة دكالة-عبدة والمتسمة بوجود شريط ساحلي هام وبعض التشكيلات الغابوية وموارد سطحية وجوفية، فضلا عن توفر الجهة، التي تعد ثاني قطب اقتصادي بالمغرب، على بنية أساسية مهمة تتكون من أربعة موانئ و272 مؤسسة صناعية والعديد من المناطق الصناعية ومن ضمنها المجمع الصناعي للجرف الأصفر الممتد على مساحة 140 هكتار والذي يعد من بين أهم الأقطاب الصناعية بالمغرب إذ يتوفر على أكبر محطة طاقية حرارية. وقال السيد لشكر إن المجال البيئي بجهة دكالة-عبدة يعد هشا نظرا للعوامل الطبيعية وكذا بسبب تمركز بعض الأنشطة الاقتصادية، مشيرا، في هذا الإطار، إلى بعض الاختلالات من قبيل تلوث الهواء الناجم عن الانبعاثات الغازية وإفرازات المصانع وتدهور جودة الموارد المائية بالجهة بسبب المقذوفات المنزلية والصناعية ومياه الأنهار المحملة بالأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية ومشكل النفايات الصلبة وتدهور الساحل والاستغلال المفرط للموارد البحرية. وأوضح السيد لشكر أنه لتجاوز هذه الإكراهات والتأهيل البيئي للجهة تمت برمجة عدة مشاريع تهم مجالات التطهير السائل في الوسط القروي والحضري وتدبير النفايات المنزلية وتحسين إطار عيش السكان والمحافظة على التنوع البيولوجي حيث تم وضع برامج عمل تهم الفترة ما بين 2009 و2012 لتسريع وتيرة الإنجازات المرتبطة بالمشاريع البيئية. ومن بين هذه المشاريع تلك المندرجة ضمن البرنامج الوطني للتطهير السائل والذي ستستفيد الجهة في إطاره من استثمارات بقيمة 3ر611 مليون درهم بالنسبة للتطهير الحضري و285 مليون درهم للتطهير بالوسط القروي، وإنشاء سبعة محطات لمعالجة المياه العادمة وتقوية شبكة التطهير بستة مراكز بالجهة. كما تشمل المشاريع تعميم تزود العالم القروي بالماء الصالح للشرب والكهرباء ومحاربة التلوث الصناعي حيث سيتم إنجاز أربعة مشاريع بغلاف مالي يقدر ب`8ر6 مليون درهم. وتم خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، التي حضرها، بالخصوص، السادة عبد السلام المصباحي كاتب الدولة المكلف بالتنمية الترابية والعربي الصباري حسني والي جهة دكالة-عبدة عامل إقليمآسفي ومحمد يزيد زلو عامل إقليمالجديدة ورؤساء المجالس المنتخبة والمنتخبون ورؤساء المصالح الخارجية وفاعلون جمعويون، تقديم شريط مصور استعرض مختلف الاختلالات البيئية التي تعرفها مدن وجهات المملكة وسلط الضوء على الرهانات الكبيرة المرتبطة بالمجال البيئي. كما تم تقديم عرض حول المؤهلات البيئية والطبيعية والاقتصادية لجهة دكالة-عبدة. وتواصلت أشغال هذا اللقاء الجهوي في إطار أربع ورشات موضوعاتية همت "الصحة والبيئة" و"الحفاظ المستدام على الأوساط الطبيعية" و"التنمية المستدامة في المغرب" و"دور الفاعلين المحليين في تقييم البيئة والحفاظ عليها".