تمتد جهة الدارالبيضاء الكبرى ، التي تتكون من 10 جماعات حضرية و8 قروية، على طول 50 كيلومترا من الساحل الأطلسي، تبلغ مساحتها الاجمالية حوالي 1615 كيلومترا مربعا بكثافة سكانية تقدر ب 4100 نسمة لكل كيلومتر مربع، يحدها شمالا وجنوبا وشرقا جهة الشاوية ورديغة وغربا المحيط الأطلسي. ووفقا للاحصاء العام للسكان سنة 2004، يبلغ معدل نمو السكان 1.5%، كما حددت نسبة الأمية في 25%، ويعيش 6% من السكان في أحياء فقيرة، وتختلف معدلات الفقر بين 2.8% و 12.4%، بينما وصلت نسبة اليد العاملة النشيطة إلى 48.5% مقابل معدل بطالة بلغ 14.2% . وتعيش الجهة عدة مشاكل تؤثر على واقعها البيئي منها ملف التطهير السائل الذي تم تفويض تدبيره إلى شركة ليدك، باستثناء بعض الجماعات، ويقدر حجم المياه العادمة المنتجة يوميا في الجهة، حسب وكالة الحوض المائي لأبي رقراق الشاوية ب 000 330م3، أي ما يعادل 120 مليون م3 في السنة، ويتراوح حاليا الربط بشبكة التطهير بين 50 و 90%، أما المناطق غير المستفيدة من هذه الخدمة فتلجأ إلى التطهير المستقل (الحفر الصحية) أو إلى القذف المباشر في الطبيعة، ولم يتم لحد الآن إيجاد أي حل للحد من ذلك أو معالجة الحمولات الملوثة الناتجة عن المقذوفات المنزلية (3.5 مليون نسمة)، والصناعية (2689 وحدة صناعية). كما تعرف المنطقة خصاصا في محطات معالجة المياه العادمة (محطة العنق للمعالجة الأولية مع مصرف مياه في البحر طوله 3.6 كلم، ومحطة المكتب الوطني للمطارات بإقليم النواصر المتوقفة عن العمل بسبب تجاوز الكم المحتمل )، في حين يتم تصريف المياه المستعملة بالمحمدية على رصيف الميناء، مما يسبب تدهور موارده السطحية والجوفية. بدوره يعتبر التطهير الصلب معضلة بيئية أخرى، ويقدر الانتاج السنوي للنفايات المنزلية على صعيد الجماعة الحضرية للدارالبيضاء، بمليون طن، بنسبة إنتاج تعادل 0.95 كلغ في اليوم لكل ساكن، تتميز هذه النفايات باحتوائها على نسبة عالية من المواد العضوية 70% ومن الماء من 65 إلى 70% ، وقد تم تفويض تدبير النفايات المنزلية والمماثلة من طرف الجماعة الحضرية إلى القطاع الخاص وتم تقسيم المدينة إلى 3 واجهات للتدخل، أسندت إلى 3 شركات خاصة مختلفة تتكلف بجمع النفايات وكذا تنظيف الطرق العمومية، وذلك منذ مارس لسنة 2004، وتقدر نسبة جمع النفايات على صعيد الجهة ما بين 80 و 100% . تشحن جميع النفايات صوب «المطرح العشوائي» لمديونة الذي يستقبل يوميا ما يناهز 3 آلاف طن على مساحة تقدر ب 76 هكتارا، بينما يستقبل المطرح العمومي للجماعة القروية الشلالات الممتد على مساحة ستة هكتارات، ما يقدر ب 235 طنا يوميا من نفايات المحمدية، هذا في الوقت الذي يوجد فيه مطرح آخر عشوائي بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي «سيدي مومن»، يمتد على مساحة 11 هكتارا والمتواجد قرب الساكنة الذي أغلق دون إعادة تأهيله. وتتسبب المطارح العشوائية المتواجدة بالجهة في عدة مشاكل بيئية منها تسرب صديد النفايات نحو المياه الجوفية (الآبار المجاورة والفرشاة المائية)، وكذا انتشار الأمراض، تنضاف إليها المطارح المؤقتة والنفايات الخضراء والهامدة، وانتشار قطاع تدوير النفايات غير مقنن. وتقدر كمية النفايات الخطيرة الناتجة عن القطاع الصحي ب 1030 طنا سنويا، فيما ينتج القطاع الصناعي كمية سنوية من النفايات الخطيرة تقدر ب 93227 طنا، أخذا بعين الاعتبار أن الجهة لاتتوفر على وحدات خاصة لمعالجة النفايات الخطيرة. وفي هذا الإطار يهدف البرنامج الوطني للتطهير السائل وتصفية المياه العادمة، إلى الوصول إلى معدل الربط الاجمالي لشبكة التطهير السائل بالوسط الحضري، إلى 75% في سنة 2014، و80% في أفق سنة 2020 و 100% في سنة 2030، إضافة إلى تخفيض التلوث المنزلي ب 50% سنة 2014، و 80% سنة 2020 ، و 100% سنة 2030، وكذا معالجة المياه العادمة على المستوى الثلاثي وإعادة استعمالها بنسبة 100% في أفق 2030، كما سيتم بالجهة إنشاء 4 محطات لمعالجة المياه العادمة وتقوية وتوسيع شبكة التطهير لخمسة مراكز قروية. أما بخصوص الجانب المرتبط بتدبير النفايات المنزلية والمماثلة، فمن بين ما يتضمنه البرنامج إنشاء مطرحين مراقبين ما بين 2010 و 2012 وإغلاق وتأهيل مطرحين عشوائيين في إطار الاتفاقيات الموضوعاتية، وذلك بإقليم مديونة وعمالة المحمدية.