انطلاقا من جماعة اولاد يوسف التابعة لإقليمبني ملال، أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الإثنين انطلاقة أشغال إنجاز الطريق السيار، الرابط بين برشيدوبني ملال، والذي يمتد على طول 172 كلم، وسيتطلب إنجازه استثمارات بقيمة ستة ملايير و50 مليون درهم. ويندرج هذا المشروع والذي قدمت لجلالته شروحات حوله، ضمن المشاريع المهيكلة والمواكبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، التي تشهدها جهة تادلة أزيلال والمناطق المجاورة، إضافة إلى الرفع من وثيرة النهوض بقطاعات الأنشطة الاقتصادية بالمنطقة، خاصة الفلاحة والصناعة الغذائية والسياحة وكذا لتهيئة التراب الوطني، نظرا للأثر الجهوي القوي المتوقع بالنسبة للمنطقة، التي تزخر بموارد وافرة، تتمثل في مناجم الفوسفاط بخريبكة، وفلاحة ذات جودة عالية ببني ملال، إلى جانب مخزون مهم لمياه جبال الأطلس. وتتجلى أهمية المشروع كذلك في تقريب المنطقة من الأقطاب الاقتصادية الرئيسية، وربطها، انطلاقا من بنية تحتية حديثةتوفر شروط تعزيز وتسريع تنمية الجهات، التي يمر منها، خاصة سهل تادلة وجبال الأطلس الكبير (أزيلال)، والأطلس المتوسط (خنيفرة). وستنتهي الأشغال بمشروع الطريق السيار برشيد - بني ملال إلى يونيو2013. وقد جرى تقسيم المشروع إلى خمسة مقاطع، تهم بني ملال- قصبة تادلة (22 كلم)، وقصبة تادلة- واد زم (40 كلم)، وواد زم- خريبكة (33 كلم)، وخريبكة-بن احمد (38 كلم و500 متر)، وبن احمد- برشيد (38 كلم و500 متر). وتتشكل أشغال هذا المشروع على تتريبات تقدر ب 35 مليون متر مكعب، وإنجاز 148 منشأة فنية، بينها، على الخصوص، أربعة جسور كبرى، على أودية بوكروم، وأم الربيع، ودرنة، والريشة، إلى جانب مفرق رئيسي للطريق السيار، سيمكن من ربط الطريق الجديد بشبكة الطرق السيارة، في اتجاه الدارالبيضاء، شمالا، ومراكش جنوبا. وقد تم تمويل المشروع من خلال مساهمات الصندوق العربي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والبنك الأوروبي للاستثمار، وحكومة جمهورية الصين الشعبية. كما يعتبر مشروع الطريق السيار، برشيد- بني ملال، أحد أهم مقومات العقد البرنامج، برسم الفترة الممتدة من 2008 إلى 2015، الذي وقع في ثاني يوليوز 2008 بطنجة، بين الدولة والشركة الوطنية للطرق السيارة. هذا، وقد رصدت للمشروع قيمة مالية حددت في بقيمة 15 مليار درهم، ويهم 384 كلم من الطرق السيارة، ويتضمن بالإضافة إلى ذلك، مشاريع الطريق السيار المداري للرباط (41 كلم)، والطريق السيار الجديدة- آسفي (140 كلم)، والطريق السيار الدارالبيضاء- برشيد، عبر تيط مليل (30 كلم و500 متر). ويكتسي مشروع الطريق السيار برشيدبني ملال إضافة إلى اعتباره رافعة تنموية كبيرة ستكون لها انعكاسات جد إيجابية على جميع المستويات، أهمية ذات طابع سوسيو اقتصادي خاصة توفير الشروط لتشجيع الاستثمار وفتح آفاق جديدة للتشغيل والحد من البطالة إضافة إلى تحويل المنطقة برمتها إلى وجهة سياحية لكونها تزخر بكافة المقومات والمؤهلات المجالية والمواقع التي تنتظر التعريق بها والترويج لها. أما فيما يتعلق بالتسويق والميدان التجاري برمته فإن المشروع سيعمل على الحد من الوسطاء والمضاربين، أي أن « سلة الجهة» أو «قفة الجهة» لن تظل مثقوبة بسبب نقل الخيرات الفلاحية من منتوجات زراعية وفلاحية دون أن تستفيد الجهة من القيمة الاقتصادية التي يجب أن تدرها هذه التجارة. كما وضع جلالة الملك الحجر الأساس لبناء مستشفى محلي بمدينة سوق السبت إقليم الفقيه بن صالح تقدر قيمة إنجازه الاجمالية بما قيمته 39 مليون درهم، وسيغطي الاحتياجات الصحية والتطبيبية لحوالي 250 ألف نسمة تشمل 9 جماعات منها سبع جماعات قروية، ما سيمكن المواطنين من القرب من الخدمات الصحية وإنقاذ العديد من الأرواح وسيعزز البنية الصحية بالمنطقة. وقدمت لجلالة الملك، بهذه المناسبة، شروحات حول المستشفى الذي يندرج إحداثه في إطار السعي إلى تعزيز البنيات الاستشفائية بالمدينة وتحسين الشروط والمؤشرات الصحية للمواطنين. وسيمكن هذا المشروع، الذي سيتم تشييده على مساحة أربعة آلاف متر مربع، من تقوية عرض صحي قريب ومتواز وتوزيع أمثل للموارد الصحية المتوفرة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المستشفى ثمرة شراكة بين وزارة الصحة والمجلس البلدي لسوق السبت، ويروم الرفع من مستوى التأطير الطبي الكمي والكيفي بالمنطقة، وتخفيف الضغط على المركز الاستشفائي الجهوي وخلق قطب جديد للتنمية الصحية. وحسب بلاغ لوكالة المغرب العربي للأنباء فإن المشروع الذي سيتم تشييده خلال ثمانية عشر شهرا، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 45 سريرا، مصحة للطب العام (عشرة أسرة) ومصحة للجراحة العامة (عشرة أسرة) ومصحة لطب الأطفال (عشرة أسرة) وأخرى لأمراض النساء والتوليد (عشرة أسرة)، إلى جانب قسم للمستعجلات (سريران) وآخر للجراحة (ثلاثة أسرة) وقسم للفحص بالأشعة ومختبر وصيدلية . كما يذكر أن شبكة البنيات الصحية بإقليمالفقيه بنصالح، الذي يبلغ عدد سكانه 463 ألف نسمة، تشمل مستشفى محليا وأربعين مؤسسة للعلاجات الصحية الأساسية ومصحتين خاصتين وثلاثة مختبرات للتحليلات الطبية الخاصة . وبحسب المؤشرات الاستشفائية لإقليمالفقيه بنصالح، فإن هناك سريرا لكل 6430 نسمة في مقابل المعدل الوطني البالغ سرير لكل 1151 مواطن، وطبيب لكل 5650 نسمة في مقابل طبيب لكل 3164 وطنيا، ومؤسسة صحية أساسية لكل 11560 نسمة في مقابل مؤسسة لكل 11895 وطنيا.