إن معدلات الربط بمجاري الصرف الصحي بمدينتي مراكشوالصويرة لا يتعدى 80 في المائة، وغير متوفر في الكثير من المراكز في الجهة، ذلك ما كشفت عنه الوثائق المقدمة في اللقاء الجهوي حول الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة المنظم في مراكش أمس وأول أمس 16/17 فبراير الجاري، مبرزة أن مشاكل عديدة تهدد البيئة بجهة مراكش تانسيفت الحوز، والناتجة عن تنمية الجهة ، فعلى مستوى النفايات السائلة أوردت هذه الوثيقة أن عدم كفاية مرافق الصرف الصحي تعد من المشاكل الرئيسية نظرا للتلوث الناتج عن النفايات السائلة المختلفة وتأثيرها على الموارد المائية السطحية والجوفية على الرغم من أن مدينة مراكش لديها محطة معالجة مياه الصرف. وعلى مستوى النفايات الصلبة بالجهة أوردت أن نسبة جمع النفايات تبلغ 85 في المائة وتبلغ كمية النفايات في مراكش وحدها 850 طنا يوميا، لكن الخطير ، والذي ورد في هذه الوثائق، أن معظم المطارح غير مراقبة وتستقبل جميع أنواع النفايات المنزلية والصناعية والطبية مما يولد مواد تلوث البيئة، فالمطرح الحالي لمراكش يقع بجوار وادي تانسيفت وهوما يخلق مخاطر بيئية على ثلاثة مستويات: تلوث الهواء، الماء، التربة، ناهيك عن الاحتلال غير المناسب للفضاء وتدهور المناظر الطبيعية. الماء بدوره يعرف تدهورا في جودته، إذ تبين جودة المياه السطحية المسجلة سنة 2008، أن 64 % من النقط التي شملتها هذه العملية هي مياه غير جيدة.. وترجع ذلك إلى تطبيق كميات كبيرة من الأسمدة والمبيدات مما يؤدي إلى تشبع التربة على العمق من هذه العناصر التي يمكن أن تتسرب إلى باطن الأرض، وهو ما يؤدي إلى تدهور المياه الجوفية وأيضا تلوث السطحية والسدود بسبب جريان المياه، وهذا التلوث عادة ما يتضح من خلال زيادة في محتوى النترات والملوحة. الوثائق أشارت أيضا إلى تدهور الغابات بالجهة نتيجة الاستغلال المفرط والتوسع الزراعي والعمراني لكن دون أن تقدم أرقاما محددة، حيث لخصت هذا التدهور في ازدياد ظاهرة التآكل على مستوى الأحواض المائية وغياب التجدد الطبيعي للأنواع المحلية بما في ذلك أشجار أركان وفقدان التنوع البيولوجي، وضعف النظم الإيكولوجية للكثبان المنشأة خلال عمليات محاربة التصحر بمدينة الصويرة. وعلى المستوى الصحي، كشفت هذه التقارير أن عدد الوفيات ، لأسباب بيئية في الجهة استنادا إلى بيانات 2006 ، يقدر ب 18 % من إجمالي عدد الوفيات نتيجة الضغوط الحديثة التي تعاني منها البيئة كالتلوث الكميائي وتلوث الهواء وغيرها.