أكدت صحيفة "إيل باييس" الاسبانية اليوم الأربعاء أن مختطفي المتطوعين الغربيين الثلاثة بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري استفادوا من دعم الأجهزة الأمنية التابعة للبوليساريو. وأوضحت الصحيفة التي تتصدر مبيعات الصحف الاسبانية استنادا إلى مصادر مطلعة بالمنطقة أنه "من أجل عبور نقط المراقبة التابعة للجيش الجزائري والبوليساريو اعتمد المختطفون على دعم من الأجهزة الأمنية" التابعة للبوليساريو. وأكدت "إيل باييس" أن المختطفين الثلاثة وصلوا ليلة الاثنين الثلاثاء إلى شمال تومبوكتو في مالي موضحة أن هذه المنطقة يسيطر عليها القيادي ب"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الجزائري مختار بلمختار الذي سبق أن اختطف سنة 2009 ثلاثة متطوعين إسبان في موريتانيا. وأوضحت أن عملية اختطاف "المتطوعين الأجانب بمخيم الرابوني نفذت بأمر من رئيس إحدى الكتائب (خلية إرهابية) العاملة بمالي يمكن أن تكون بقيادة مختار بلمختار وليس بتنفيذ مباشر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". يذكر أن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" كان قد اختطف في شهر نوفمبر 2009 ثلاثة متطوعين كاطالانيين أعضاء بالمنظمة غير الحكومية الاسبانية "برشلونة للعمل التضامني" بعد أن تم اعتراض قافلتهم في شمال موريتانيا. وكانت وسائل الإعلام الاسبانية قد أكدت إذاك أن الإرهابي الذي احتجز هؤلاء المواطنين الإسبان بمالي هو الجزائري مختار بلمختار الملقب ب "أمير الصحراء" في منطقة تمتد من جنوبالجزائر وشمال موريتانيا إلى مالي والنيجر وتعبرها طرق تهريب المخدرات والأسلحة والسيارات المسروقة والمهاجرين غير الشرعيين. وحسب وسائل الإعلام الاسبانية فإن الجزائري مختار بلمختار الذي "يعتبر الرجل القوي بتنظيم القاعدة في منطقة الساحل" سبق له أن تلقى تدريبا في معسكرات القاعدة في أفغانستان قبل أن يعود إلى الجزائر حيث قام بأدوار "هامة" في صفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وكان الموقع الإعلامي "إينبريميثيا " الاسباني قد أكد أول أمس أن مرتكبي عملية اختطاف المتطوعين الغربيين الثلاثة في مخيمات تندوف تلقوا مساعدة من قبل عناصر من "البوليساريو" موضحا أن "القيام بعملية الاختطاف وتنفيذها لم يكن ليكتب لها النجاح بدون الحصول على دعم من داخل" مخيمات (البوليساريو). وأبرز الموقع الإعلامي أن "تمكن الخاطفين الذين كانوا يرتدون زيا عسكريا من اختراق منشآت تخضع لرقابة محكمة من قبل ميليشيات (البوليساريو) على متن سيارات ذات الدفع الرباعي دون أن يلاحظ أي أحد ذلك والقيام بعد ذلك باختطاف ثلاثة متطوعين دون مقاومة يوحي بأن مرتكبي عملية الاختطاف التي لم تتبناها أية جهة لحد الآن تلقوا مساعدة من قبل عناصر من البوليساريو". تجدر الإشارة إلى أن عملية اختطاف المتطوعين الغربيين الثلاثة يوم الأحد الماضي كانوا يعملون بالمخيمات التي يسيطر عليها "البوليساريو" في تندوف فوق التراب الجزائري تؤكد المخاوف التي عبر عنها مرارا وتكرارا العديد من الخبراء الدوليين الذين نبهوا إلى تنامي سيطرة "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وجماعات إرهابية أخرى تابعة له على منطقة الساحل والصحراء. وقد سبق للخبير الدولي في قضايا الأمن الدولي تشيما خيل أن حذر من إمكانية ارتفاع وتيرة تنفيذ عمليات إرهابية أو إجرامية على الصعيد الدولي كترويج المخدرات وتهريب الأسلحة بمنطقة الساحل والصحراء مؤكدا أن مناطق شاسعة في الصحراء والساحل أصبحت ميدانا لتنفيذ عمليات من قبل الجماعات الإسلامية المسلحة مثل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وغيرها من الجماعات الإرهابية. وكان الموقع الإعلامي (كوريو ديبلوماتيكو) الاسباني قد أكد مؤخرا وصول العشرات من السيارات ذات الدفع الرباعي والالاف من الرشاشات (كلاشنيكوف) في أواخر سبتمبر الماضي إلى تندوف. وحسب الموقع الإعلامي الاسباني "فقد تم تسليم هذه الأسلحة التي كانت تشكل جزءا من ترسانة العقيد معمر القذافي إلى مرتزقة البوليساريو التي حاربت إلى جانب نظام الديكتاتور الليبي منذ بداية التمرد المسلح".