الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار ذكرت مصادر إعلامية إسبانية إن وزير الداخلية أنطونيو كاماشو، أجرى اليوم الثلاثاء، في الرباط مباحثات مع نظيره المغربي الطيب الشرقاوي. وطبقا لذات المصادر فإن اللقاء بين الوزيرين تناول الملفات التقليدية وهي مكافحة الإرهاب والهجرة السرية والمتاجرة في المخدرات إضافة إلى أوجه التعاون الثنائي الأخرى وتعتبر زيارة، كاماشو، الأولى بصفته وزيرا للداخلية بعد أن تخلى عن المنصب المرشح الاشتراكي لرئاسة الحكومة الفريدو روبالكابا، الذي كان يعمل الوزير الحالي إلى جانبه كاتبا للدولة في الداخلية، لكن كاماشو، يعرف المغرب جيدا وكذا أركان وزارة الداخلية المغربية، فقد زار العاصمة المغربية، بحكم مهامه الأمنية أكثر من مرة، خلال الظروف العادية أو حينما اندلعت أزمات بين البلدين في غضون السنوات الماضية. وتقول ذات المصادر إن زيارة كاماشو، وقد تكون الأخيرة، بعد انتهاء ولاية الحكومة الإسبانية الاشتراكية الحالية، تقف وراءها الرغبة في أقناع السلطات المغربية باتخاذ موقف حازم حيال الهجرة السرية وذلك بالحد من تدفقها، ليوظفه الاشتراكيون في حملتهم الانتخابية. وتشتكي مدريد من ارتفاع غير مسبوق في حركة الهجرة نحو مدنيتي سبتة ومليلية المحتلتين حيث ضاقت فيهما مراكز إيواء المهاجرين بالأعداد التي وصلت إلى الثغرين في الصيف الماضي، حينما يكون الطقس مساعدا للقيام بمغامرات في البر والبحر من طرف المهاجرين، وهكذا تمكن من دخول سبتة حوالي 700 مهاجرا سريا غالبيتهم من الأفارقة وحل ما يقارب نفس العدد على مليلية (600) وصلت نسبة العابرين عن طريق البحر حوالي 95 في المائة بواسطة قوارب صغيرة أو عن طريق السباحة على اعتبار قصر المساحة بين الشواطئ المغربية وسبتة ومليلية. وتضيف السلطات الإسبانية الحالية أن التعاون كان جيدا بين البلدين بخصوص ملف الهجرة السرية حيث تراجع معدلها كثيرا منذ العام 2005. ويبدو أن المغاربة لا يريدون أن يفصحوا صراحة عن مآخذهم على الحكومة الإسبانية حيث لا تقابل جهودهم بالمثل، على الرغم من تصريحات المجاملة الكثيرة التي طالما صدرت عن مسؤولين في الحكومة الاشتراكية خلال السنوات الأخيرة، اثنوا خلالها على موقف المغرب، ردا على انتقادات عنيفة دأبت المعارضة اليمينية على توجيهها إلى حكومة الرباط متهمة المغرب بالتقاعس عن محاربة الهجرة بل يلمحون أحيانا إلى وجود تواطؤ من الجانب المغربي. وبرأي مراقبين فإن وزير الداخلية الإسباني، يريد الحصول على التفاتة من المغرب بهذا الخصوص قد تنفع الحزب الاشتراكي العمالي في معركة الانتخابات التشريعية المقبلة حيث ترشح التوقعات الحزب الشعبي للفوز بها متقدما بنقط كثيرة على الحزب الاشتراكي. وفي هذا السياق، يوجه قادة الحزب الشعبي في مليلية وسبتة لوما إلى حكومة بلادهم مفاده أن الاشتراكيين يجاملون المغرب كثيرا بدليل أن روبالكابا المرشح الاشتراكي، كثيرا ما وصف المغرب بالحليف الصديق في معارك الهجرة والمخدرات وكذا التصدي للإرهاب. ومهما تكن نتيجة زيارة كاماشو إلى الرباط،فإنها لن تؤثر كثيرا في كفة الانتخابات التشريعية، ما يوجب على المغرب القيام بتقييم شامل لعلاقاته مع جارته الشمالية، خاصة إذا أظهر الحزب الشعبي ميولا غير ودية حيال الرباط بعد أن يصل إلى السلطة.