أشاد وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريز روبالكابا بالدور الذي لعبته الاستخبارات المغربية في تحرير المتطوعين الإسبانيين اللذين اختطفا قبل تسعة أشهر من «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، واللذين وصلا إلى مطار برشلونة مساء أول أمس على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الإسبانية. وقال ألفريدو بيريز روبالكابا في ندوة صحفية عقدها مساء أول أمس بمقر السفارة الإسبانية بالرباط عقب لقائه مع نظيره المغربي الطيب الشرقاوي أول أمس الإثنين، إن الاستخبارات المغربية لعبت دورا أساسيا في الإفراج عن الرهينتين منوها بالعلاقة الجيدة التي تجمع البلدين. وأكد وزير الداخلية الإسباني أن تعزيز التعاون بين الرباط ومدريد يحظى ب`»الأولوية»، مبرزا التزام بلاده بالعمل من أجل علاقات «مرنة ومستقرة» مع المملكة المغربية، مشيرا أن بلاده تولي أهمية بالغة للعلاقة مع المغرب الذي وصفه ب»الجار والشريك والحليف». وكان لقاء الوزير الإسباني بنظيره المغربي الطيب الشرقاوي قد أكد حسب بلاغ مشترك تم تعميمه على وسائل الإعلام عقب ختام هذه المباحثات، التزام البلدين بتنسيق وتكثيف جهودهما لمواجهة كل التحديات التي يطرحها الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء وانعكاساتها على مجموع دول المغرب العربي وحوض البحر الأبيض المتوسط . وتناولت المباحثات مجموعة من القضايا المشتركة سواء في المجال الأمني ومحاربة الجريمة المنظمة والإرهاب أو في مجال محارب الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات، كما تناول هذا اللقاء على الخصوص التوتر الأخير الذي وقع بين البلدين جراء الأحداث الأخيرة التي عرفتها مدينتا سبة ومليلية المحتلتان، رغم أن هذا الموضوع لم يتطرق له البلاغ المشترك، لكن الوزير الإسباني في جوابه على سؤال في الموضوع خلال الندوة الصحفية المذكورة قال «إن تلك الأحداث أصبحت جزء من الماضي» في إشارة إلى أن أجواء التوتر بين البلدين بدأت تسير في اتجاه التهدئة. وقد حمل البلاغ المشترك رغبة الوزيرين «الأكيدة في مواصلة العمل لتعزيز التعاون القائم بين البلدين» مشددين على «أهمية استمرارية التشاور والتنسيق والتواصل وتكثيف اللقاءات الثنائية بينهما». وبخصوص تدبير ملف الهجرة غير الشرعية، أورد المصدر ذاته أن الطرفين «جددا التزامهما بضرورة تبني مقاربة شمولية ومندمجة طبقا لروح المناظرة الأورو-إفريقية حول الهجرة والتنمية التي انعقدت بالرباط في يوليوز 2006 والتي جعلت من احترام حقوق وكرامة المهاجرين إحدى أولويات العمل المشترك». وفي هذا السياق، أكد وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريز روبالكابا على أن المغرب «حليف استراتيجي يتحلى بالمصداقية وبروح المسؤولية»، وبخصوص مكافحة تهريب المخدرات قرر الجانبان تفعيل اللجنة المشتركة لمحاربة المخدرات من أجل العمل، في أقرب الآجال، على بلورة إستراتيجية عمل مشتركة تروم بالأساس الحد من المظاهر المستجدة للتهريب خصوصا تلك المتعلقة بالمخدرات الصلبة وطرق عمل الشبكات بما فيها تبييض الأموال. واتفق الوزيران في مجال التعاون الأمني، حسب نفس المصدر، على الرفع من مستوى التعاون بين مصالح وزارتي الداخلية في البلدين، وفي هذا الإطار قررا تفعيل اللقاءات الدورية للجنة الأمنية المشتركة وفتح مراكز شرطة مشتركة في مدينتي طنجة والجزيرة الخضراء على غرار ما هو معمول به بين إسبانيا وفرنسا، بالإضافة إلى الرفع من عدد ضباط الربط وتطوير عملهم. نشير إلى أن هذا اللقاء انطلق صباح أول أمس الإثنين بمباحثات على انفراد بين الوزيرين استغرقت أزيد من ساعتين ونصف قبل أن يترأس الوزيران اجتماعا موسعا حضره، خبراء البلدين وكبار المسؤولين الأمنيين.