أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن الحصيلة الرسمية للهجوم الانتحاري المزدوج الجمعة ضد الأكاديمية العسكرية بشرشال هو أحد عشر قتيلا منهم تسعة ضباط ومدنيان. وهذا أول رد فعل رسمي للسلطات الجزائرية حول الهجوم الانتحاري الذي كانت مصادر طبية أعلنت انه خلف 18 قتيلا بينهم مدنيان، و35 جريحا. ونشرت وكالة الانباء الجزائرية بيانا لوزارة الدفاع جاء فيه "تعرض نادي الضباط الخارجي بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال مساء الجمعة في الساعة السابعة وأربعين دقيقة (40:18 تغ) لجريمة إرهابية خلفت استشهاد تسعة ضباط ومدنيين اثنين وجرح عشرين آخرين". وأضاف البيان ان كل الجرحى غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج "ما عدا ستة منهم ما زالوا تحت المراقبة الطبية، وواحد في حالة خطيرة". وكان انتحاريان احدهما على متن دراجة نارية فجرا نفسيهما في مدخل نادي الضباط أمام الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال على بعد 100 كلم غرب العاصمة الجزائرية. وهو أول هجوم يستهدف الاكاديمية التي تكون نخبة الجيش الجزائري، منذ طهور الإرهاب في الجزائر في بداية التسعينات. وقالت وزارة الدفاع أن "المجموعات الإرهابية تحاول بهذه العملية الدنيئة تحقيق أهداف إعلامية لفك الحصار المضروب عليها من طرف القوات الأمنية المشتركة التي حققت نتائج فعالة ميدانيا خاصة في الأسابيع الأخيرة". وأكدت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي التي "تترحم على أرواح الشهداء" أنها "مصممة على تخليص البلاد من هذه الشراذم المجرمة و بسط الأمن و الطمأنينة في ربوع الوطن". ولم تتوقف الاعتداءات تماما في الجزائر رغم سياسة المصالحة الوطنية التي انتهجها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في بداية الالفية الثالثة، مانحا العفو للعديد من المقاتلين الإسلاميين الذين سلموا سلاحهم. والأكاديمية العسكرية المشتركة في شرشال انشأتها فرنسا خلال الحرب بعد انزال الحلفاء في 8 نوفمبر 1942 في شمال افريقيا. وقد ظلت مدرسة للضباط بعد استقلال الجزائر. وكثفت المجموعات الإسلامية منذ بداية شهر رمضان اعتداءاتها في شرق الجزائر وخصوصا في منطقة القبائل. واغتيل شرطيان بالرصاص مساء الثلاثاء في الحسناوة في منطقة برج بو عريريج على بعد حوالى 220 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائر، وفق المصدر نفسه. كذلك، قتل عسكري وجرح اثنان آخران مساء الثلاثاء في انفجار قنبلة لدى مرور قافلة للجيش في منطقة طوارقة الجبلية قرب بومرداس (50 كلم شرق العاصمة الجزائر)، وفقا لصحيفة لوسوار دالجيري. وقتل ثلاثة مدنيين وجرح اثنان اخران في 19 اغسطس في منطقة تبعد 25 كلم جنوب تيزي وزو في اشتباك مع مسلحين حاولوا خطف احد سكان هذه المنطقة. وكانت تيزي وزو مسرحا لاعتداء انتحاري تبناه الفرع المغربي للقاعدة، اي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، في 14 اغسطس ضد مفوضية شرطة هذه المدينة وأوقع 33 جريحا بينهم صينيان. وتنسب غالبية الاعتداءات على قوات الأمن الجزائرية الى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي ينشط عناصره في منطقة القبائل.