الدار البيضاء "مغارب كم": عثمان صديق إنه العربي الصبان عميد الكاريكاتيريست المغاربة. ولد عام1948 بمدينة القنيطرة. قضى عقودا في التعبير والإبداع في مجالي الكاريكاتير والرسم الساخر. معروف بشخصية المهماز الكاريكاتيرية. والمهماز شخصية نقدية شعبية تنتقض الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية المبتذلة في المغرب وخارج المغرب. عمل رساما كاريكاتيريا في الصحف المغربية، ومنع من العمل فيها لأسباب سياسية. كتب عنه كثير من المفكرين والصحفيين المغاربة والعرب أمثال المهدي المنجرة وعبد الباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي وغيرهما. هو *مهماز* يمشي على الأرض. رجل قاطن في نبض الشعب. عيناه في كثير من الأحوال مطرقتان إلى أسفل. كثير التأمل دقيق الملاحظة. عيناه الصغيرتان المنكمشتان قليلا تبديان كثيرا من الخجل. ووجهه الدائري لا يخلو من ابتسامة عفوية متجددة. إنه إنسان طيب إلى حد كبير. يتقبلك في اللحظة والثانية، لا يضع أمامك حواجز للتأقلم مع شخصه، بل يلجمك من الوهلة الأولى بقبول فيتلاشى كل قيد. يهبك الوقت الذي تريديه، لا يجيب حتى ينتهي سؤالك، ويستفيض في إجاباته دون ملل. مستعد للإجابة عن أي سؤال. وكل سؤال يأخذه بجدية منقطعة النظير. إنه الرجل الستيني. بشرته إلى البياض أقرب. تملك فن الرسم منذ نعومة أظافره. بدأ بنشر الكاريكاتير بشكل منتظم منذ عام 1968. أسهم في إصدار صحف مغربية متخصصة في الكاريكاتير، كان أولها صحيفة "أخبار السوق" سنة 1978، وآخرها تجربة "المقلاع" سنة 2000. التحق بطاقم جريدة "العلم" حيث اشتغل رساما كاريكاتيريا ومحررا صحفيا، وقضى تجربة أخرى في جريدة "لوبنيون" بالفرنسية . شكلت مضامين إبداعاته أفقا إبداعيا، نقديا بامتياز. تتملك رسوماته ذكاء وامتناعا منقطعي النظير. تصدت رسوماته للرشوة والمحسوبية واستغلال النفوذ ونهب المال العام، وتجذرت أمام التطرف والنفاق الاجتماعي والسياسي. سخرت من واقع الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير في العالم العربي. تطرقت تجاربه الإبداعية إلى كل الإرهاصات التي تحول في نظر العربي الصبان دون النمو والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. عرف العربي الصبان ب"مهمازه" الذي جاوز الحدود،شخصية كانت شاهدة في جل رسوماته، أوكله العربي الصبان حق الترافع على حقوق الشعب. لم تخف شخصية "المهماز" تذمرها من الواقع السياسي والاجتماعي فحسب، بل أججت في سكونه رغبات جامحة من أجل التحرر من الاستعباد والظلم الاجتماعي. مسار العربي الصبان ارتضاه لنفسه. وكما يقول هو: سخرت كل حياتي خدمة للكاريكاتير. طريق شكلت لدى البعض تحديا يثير القلاقل. منع العربي الصبان من النشر في صحافة بلاده عام 1986 لأسباب سياسية، أفرزها رسم كاريكاتوري ينتقد العلاقة بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية وإيران إبان تلك الفترة. صيته ذاع إلى أبعد من الحدود الوطنية. حيث شارك في عدة معارض دولية، شخصية وجماعية في كل من فرنسا وتونس وموسكو ومصر وبلغاريا والبرازيل وغيرها من الدول الأخرى. كما كان عضوا مؤسسا لأول رابطة لرسامي الكاريكاتير العرب بدمشق برئاسة الكاريكاتيريست المغتال ناجي العلي سنة1980. كما تحصل على عدة جوائز في كل من المغرب ومصر وسوريا. بالإضافة إلى اختيار "المهماز" شخصية وطنية من طرف إذاعة طنجة عام 1981. ويبقى العربي الصبان الإنسان مرتحلا في زمانه. مستقرا إلى اليوم مع أفراد أسرته في مدينة الرباط. يرشف فناجين القهوة في مقاهيها. ويسير متأملا بين أزقتها وشوارعها. وكان العربي الصبان قد انقطع عن نشر رسوماته في الصحف المغربية، غير أن رسما أخيرا كان قد صدر عنه ينتقد الزعيم الليبي معمر القذافي عقب الثورة الحالية للشعب الليبي.