أورقت منشورات عالم التربية، بكتاب جديد للأستاذعبد الكريم غريب، يحمل عنوان: «العربي الصبان: الكاريكاتيرست وفنان الرسم الساخر»، تكمن القيمة الجليلة لهذا المؤلف في تأريخه لمسيرة أحد أهم فناني الكاريكاتير ورائديه في المغرب، الأستاذ العربي الصبان الذي لابد أن القارئ افتقد إطلالته المشاغبة عليه من نافذة جريدة «العلم» كل يوم، من خلال رسوماته الساخرة التي ترصد بأسلوبها التبكيتي اللاذع، مواقف اجتماعية وسياسية واقتصادية تضع المهماز في الجرح. تتوزع هذا الكتاب بالاضافة الى المقدمة، ثلاثة أقسام هي: المرجعية الثقافية والسياسية للرسم الساخر لدى العربي الصبان من رسومات الفنان الكاريكاتيري العربي الصبان . كلمات في حق الكاريكاتيرست العربي الصبان. وقد شارك في تسطير هذه الكلمات، الأساتذة : محمد العربي المساري، رشيد نيني، المهدي المنجرة، محمد بشكار، عبد الباري عطوان، عبد الحميد بن داوود ، خالد فخار، بشير القمري، إدريس علوش، عزيز الركراكي، أمين عبد الله، صالح رواضي، شهيد فتح الله، إبراهيم الشعبي. عبد القادر الإدريسي، محمد الكاوزي، يوسف مومن، بوشعيب الضبار، إدريس الزمراني، عبد الحق الزروالي، حسن يوسفي، سالم كويندي، عبد الجواد الخنيفي، فدوى مساط، محمد حجيوي، أحمد نشاطي، أحمد إفزارن، محمد العوني، بهجت عثمان، محيي الدين اللباد، إبراهيم لمهادي (أبو يوسف) محمد الزواوي، محمد مخلوف ، رهام الهور، أحمد عبد السلام البقالي. ومما أومض في الكلمة الاستهلالية للأستاذ العربي الصبان نقرأ: لقد ارتأى الأستاذ غريب في عمله هذا، توظيف أرشيفنا الشخصي لاستخلاص القدر الممكن من العناصر المكونة لمادة هذا الكتاب، وتقديمها ضمن سياق نوعي متجانس، مما يقتضي وضع تصور مسبق لذلك، يشمل الكتاب من الغلاف إلى الغلاف، والعمل وفق ما تفرضه طبيعة المؤلّف ومجاله المحدد من انتقائية بعينها، وتصرف غير مخل في بعض جوانب مادته المكتوبة، وذلك بهدف تقديم الفنان للقارىء كما هو وليس كما يمكن أن يتصوره. إن التوليفة التي قام بها الأستاذ غريب، وهو المثقف المتمرس، الذي ندر حياته للدراسة والبحث والتأليف الأكاديمي المتوالي في صمت، لتعد تأليفاً آخر لمحتويات أعمالي الفنية التي يضمها هذا المؤلف، وإضافة نوعية تسهم في إعادة الاعتبار لفن الكاريكاتير. كما تعمل على ربط الصلة بينه وبين القارىء. حيث إن عملية كهذه تماثل في جانبها التقني، الأسلوب الذي ينهجه غريب في كتاباته، فهو لايحتاج مثلاً سوى لسماع المتحدث ليحول جوهر كلامه حتى دون سابق تحضير لموضوعه أو ترتيب لأفكاره، إلى نص/ مقالة قائمة الذات كالمقدمة، التي تتصدر هذا الكتاب. ويقول الأستاذ عبد الكريم غريب الذي قام بمجهود جبار لإخراج هذا الكتاب التوثيقي أو السيري الى الوجود: فالعربي الصبان، المثقف والفنان، عند مجالسته العلمية الفنية، تجد فيه الصدر الرحب والتواضع المنقطع النظير، والبساطة الممتنعة التي يتمتع بها هذا الرجل، إنه الفنان الرهيف، الذي تمتزج شخصيته بمهمته الفنية لدرجة التماهي بينه وبين أعماله الفنية من خلال مجالسة ومحاورة المفكر والفنان العربي الصبان لساعات وساعات، استطعنا، كما أسلفنا الذكر، ولوج بنية فكره وفنه، مما قاد اجتهادنا في المرحلة أو الخطوة الأولى، إلى صياغة هذا المؤلف وفق البنية التالية: القسم الأول: تعلق بالمرجعية الفكرية والسياسية للرسم الساخر لدى العربي الصبان؛ والتي تشكلت من أربع عشر مقولة أو محور؛ انطلاقا من حياته ومساره الفني حتى العلاقة بالسياسي والفني الساخر وبالمثقف والسياسي.. القسم الثاني: من رسومات الفنان الكاريكاتيرست العربي الصبان، ولقد توزع هذا القسم إلى خمسة عشر بابا ، حيث تم التركيز في هذا الباب على جملة من المواضيع المحورية، الاجتماعية والثقافية والحقوقية والاقتصادية... القسم الثالث والأخير: وقد خصص لأقلام المفكرين والسياسيين والمبدعين، التكريمية والاعترافية، لما أسداه العربي الصبان من خدمة لوطنه وللأمة العربية ومحور دول الجنوب، هذه الخدمة، التي تجلت بالأساس، في محاربة كل مظاهر التخلف المنبثقة عن ضعف وعي المسؤولين لما ينبغي عليهم القيام به. ولقد اتسعت هذه الكلمات التكريمية والاعترافية لأعمال هذا الرجل، لما يرجع عن ست وثلاثين كلمة في حق العربي الصبان. يقع هذا المؤلف في 367 صفحة من الحجم المتوسط ، وصدر عن مطبعة النجاح الجديدة في الدارالبيضاء.