مراكش "مغارب كم": كريم الوافي اشتهرت مدينة مراكش التي تغيرت ملامحها خلال السنين الأخيرة، بمدينة الشمس والنخيل والحدائق والشواطئ التي تختلف عن شواطئ المدن الساحلية بكونها غير مالحة ولاتختزن خيرات سمكية، بل شواطئ خاصة تم تشييدها في مناطق خاصة بعيدة عن مركز مدينة مراكش بعضها يمزج الأحمر بالأزرق فيما المتعة تتجاوز حدودها، إذ يستدعي توفر وسيلة نقل خاصة للوصول إليها. ويبدوا أن الشواطئ لم تعد ميزة تقتصر على المدن الشاطئية فقط، فمراكش أصبح لها شواطئ تنوع وتطور خدماتها نزولاً عند رغبة مصطافين يمكن أن يمتد بهم النهار بين ثلوج أوكايمدن وظلال ومياه أوريكا وحدائق المدينة وصباحات ومساءات جامع الفنا ورائحة المآتر التاريخية للمدينة في نفس اليوم، فهناك البحر الإصطناعي "الوازيرية" و"البحر الأحمر" أو مايصطلح عليه بالفرنسية "لابلاج غوج"و"نيكي بيتش"، وهي مجرد مساحات من ماء منعش للسباحة لمن استبدت به الرغبة في أن يستثمر شمس مراكش لوناً برونزياً ومتعة. وإذا كانت معظم الشواطئ الطبيعية في متناول جميع الشرائح المجتمعية ومفتوحة أمام الرواد بدون مقابل، فإن شواطئ مراكش التي تكتفي بمياه الحنفيات والآبار التي تغذيها، ليست في متناول سوى النجوم والمترفين وأغنياء المدينة ومحظوظيها، شواطئ اصطناعية خاصة توفر كل متطلبات المتعة وحتى اللذة، إذ لاتقل تكلفة قضاء نصف يوم ببعضها لأسرة صغيرة عن 5000 درهم. وفي الوقت الذي تنتعش فيه شواطئ مراكش التي تعيش خلال هذه الأيام على إيقاع ارتفاع صاروخي في درجات الحرارة، تبقى أجساد أبناء الطبقات الشعبية والفقيرة بالمدينة الحمراء عرضة لأشعة الشمس الحارقة أمام مسابح بلدية لاتستوعب الأعداد الكبيرة التي تتوافد عليها باعتبارها المتنفس الوحيد للطبقات المعوزة خلال فصل الصيف، مما اضطر عدد الأطفال والشباب إلى تحويل النافورات المنتشرة بحي جيليز إلى مسابح عمومية.