الدار البيضاء "مغارب كم": حنان غالب أعلنت معظم الزوايا الدينية بالمغرب دعمها لمشروع الدستور المغربي الجديد. فبعد المسيرة المساندة للدستور التي نظمتها الطريقة القادرية البوتشيشية نهاية الأسبوع الماضي بالدارالبيضاء ، وخروج الزوايا "التيجانية، العلوية ..الناصرية" ببيانات داعمة للإصلاح السياسي الجديد بالمغرب بقولها "نعم" للدستور. ومن جهتها دعت الزاوية الصديقية في بيان وقعه الشيح عبد المنعم عبد العزيز بن الصديق، إلى التصويت الإيجابي على مشروع الدستور المغربي الجديد. واعتبرت أن الاستجابة لمشروع الإصلاح الدستوري بمثابة السير بالمغرب لمرحلة انتقال تاريخية يبني فيها المغاربة مجتمعا ديمقراطيا. واعتبر بيان الزاوية الصديقية أن التصويت ب "نعم"، يحقق مقصدا عظيما من مقاصد الدين الإسلامي، يتمثل في حفظ حقوق الناس، ودفع المكروه عنهم، وجمعِ، كلمتهم وسد الباب في وجه كل من يريد طرق مسالك الشر والفتنة، وفي هذا وحده خير عظيم. وتنشط بالمغرب العديد من الزوايا الدينية "الشادلية، التجانية، والكتانية والشرقية، الناصرية، العلوية .. والبوتشيشية القادرية.. " ودعت مختلف هذه الزوايا كافة المواطنين والمواطنات للتصويت ب "نعم" على اعتبار أنها " زاويا صوفية تؤمن بضرورة قيامها بواجبها الوطني والديني". وتلعب الزوايا الدينية بالمغرب دورا اجتماعيا محوريا، فمنذ هيكلة الحقل الديني في المغرب، أنيطت بها وظيفة حماية ما سمي ب "الأمن الروحي للمواطنين والتماسك المذهبي للأمة"، خاصة بعد أن تبين أن "التصوف السني المغربي" من شأنه أن يكون أداة فعالة لحماية وحدة المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية في مواجهة "الفوضى المذهبية" وسياسات الإختراق المذهبي وشيوع التيارات التكفيرية وزحف ظاهرة التشيع المدعومة من إيران. وتكمن أهمية التصوف السني على اعتبار أنه أحد "الثوابت الدينية للمملكة المغربية" في كونه أحد الأسلحة للتصدي للتيار السلفي الجهادي والأفكار المتطرفة التي نشرها هذا التيار منذ سنوات في المغرب، والتي أدت إلى تناسل خلايا التطرف وتصاعد أعمال الإرهاب باسم الدين وتهديد أمن الأشخاص والممتلكات وكذا تهديد أسس النظام السياسي الملكي في المغرب، وفي كونه يمكن أن يتحول الى درع واق ضد زحف التشيع . و كان هذا التوجه واضحا ، من خلال رسالة وجهها الملك محمد السادس باعتباره "ممثلا للإمامة الكبرى وحاميا لحمى الملة والدين" إلى المشاركين في الدورة الوطنية الأولى للقاء (سيدي شيكر للمنتسبين للتصوف) بقوله "إنكم في لقائكم هذا كطائفة واحدة، مشربكم واحد وقصدكم واحد.. خدمة الدين والوطن، أما خدمة الدين فمنهجكم القويم فيها يتمثل أساسا في الاعتصام بالكتاب والسنة وإشاعة العلم وتهذيب النفس بالإكثار من الذكر، وأما خدمة الوطن فتتمثل أساسا في القيام بالواجب نحو الإمامة العظمى التي تمثلها إمارة المؤمنين والحرص على خصوصيات المغرب الثقافية".