استبعد الخبراء المكلفون من القضاء الفرنسي بالتحقيق في رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية السابق وفاة ياسر عرفات في تقريرهم فرضية وفاة الزعيم الفلسطيني مسموما مرجحين الموت الطبيعي بحسب ما أكده قريب من الملف لوكالة الأنباء الفرنسية. وذكر المصدر أن " التقرير يستبعد فرضية التسميم ويصب في اتجاه فرضية الوفاة الطبيعية"، فيما نقلت إذاعة فرنسا الدولية أن الخبراء خلصوا إلى كون ياسر عرفات توفي "بسبب التقدم في السن وإصابته بالتهاب عام". وكانت أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل، سهى عرفات، قد رفعت في يوليو 2012 دعوى ضد مجهول بتهمة القتل بعد اكتشاف مادة البولونيوم المشعة والعالية السمية على أغراض شخصية لزوجها، حيث ذكر أن هذه المادة قد أعطيت له كما قالت من أحد مقربيه. وتم بنبش جثة الزعيم الفلسطيني الراحل في نونبر من العام الماضي لأخذ عينات، ثم تم توزيع ستين عينة للتحليل على ثلاثة فرق من المحققين السويسريين والفرنسيين والروس، ليقوم كل فريق بعمله بدون تواصل مع الفريقين الاخرين، ثم ظهر أن هؤلاء الخبراء قد خلصلوا إلى نتائج متباينة. وسبق أن أعلن الخبراء السويسريون مطلع نونبر المنصرم ترجيحهم لفرضية تعرض أبو عمار للتسمم بعد أن وجدوا مادة البولونيوم- 210 بكميات أكبر بعشرين مرة مما اعتادوا قياسه، بيد أنهم لم يؤكدوا بشكل قاطع إذا ما كانت المادة المذكورة هي سبب الوفاة. وطالب الرئيس الحالي للسلطة الفلسطينية محمود عباس بفتح تحقيق دولي لكشف ملابسات وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ، حيث استبعد أن يكون قد توفي بسبب الشيخوخة ورجح فرضية تعرضه للتسمم. وكانت أطراف فلسطينية عدة قد اتهمت السلطات الإسرائيلية بالضلوع في تسميم أبو عمار وهو ما نفته سلطات تل أبيب جملة وتفصيلا. وتعليقا على تقرير الخبراء الفرنسيين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ييغال بالمور اليوم الثلاثاء أن التقرير لم يشكل "مفاجأة"، واصفا الاتهامات الموجهة للسلطات الإسرائيلية بأنها "لا اساس لها". وتوفي الزعيم الفلسطيني الراحل عام 2004 في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية بعد ثلاث سنوات من الحصار المضروب عليه من السلطات الإسرائيلية.