رد عبد الله العروي، المفكر والمؤرخ المغربي، على الذين ينادون باعتماد الدارجة ضمن المنظومة التربوية التعليمية، بالقول إن " الدعاة إلى اعتماد الدارجة يطلبون مائة سنة ليبنوا الدارجة، حتى تصير لغة الحديث اليومي، ولغة التدريس، وكتابة نصوص يمكن أن يفوز نص منها بجائزة نوبل للآداب، إذن فليمنحوا هذه المدة الزمنية لبناء اللغة المعربة وخدمتها، ليروا النتيجة دون إحداث قطيعة ثقافية مع إرث الثقافة العربية وما تزخر به من كنوز، لايمكن للدارجة أن تعوضها. مائة عام مدة كافية لحدوث التراكم الكافي لتطور العربية وملء الشرخ بينها بنها وبين الدارجة". وأضاف العروي في الحلقة الثالثة والأخيرة من حواره مع يومية " الأحداث المغربية"، موضحا، أننا " نعيش في الحياة اليومية والعادية، وقائع المخاصمات المستمرة بين البنت وأمها بعد الانفصال واستقلال البنت بحياتها بعيدا عن الأم. هذا ماسيقع إذا انفصلت الدارجة عن العربية وصارت لغة مستقلة بذاتها ،إذ لايمكن لهما أن يستمرا في تصالحهما وتساكنهما كما هو الحال الآن، فإما أن تهيمن الدارجة على العربية، وإما أن تستمر العربية في فرض وصايتها على الدارجة، وتسيطر على ابنتها وتتحكم في حاضرها ومستقبلها". وأوضح أنه له يسبق له أن وصل إلى علمه،" نجاح تجربة من التجارب التي دعت إلى التخلص من لغة قائمة الذات، وتبني لغة محلية مازالت مادة في حكم الخام، وتحتاج إلى البناء وتحقيق التراكمات التاريخية حتى تقف على قدميها، وتنافس اللغة التي تسعى إلى إزاحتها". و قال العروي، إن مقامات الحريري هو الكتاب الذي يمثل اللغة الفصحى، مضيفا "القرآن ليس لغة فصحى لأن لغته في متناول الجميع، ولا يحتاج إلى القواميس والمعاجم لفهم لغته". وأردف أن"لغة القرآن تتضمن كلمات كثيرة ليست فصيحة، كلمات خاصة به. أريد في هذه النقطة بالذات الوقوف عند مسألة إعجاز القرآن، لأقول إن إعجازه يتحقق في كون لغته لاتشبه أي لغة عربية أخرى".