حذّرت تقارير أمنية أعدتها سفارات دول المغرب العربي في القاهرة، من موجة نزوح ضخمة للاجئين مصريين إلى دول المغرب العربي وجنوب أوربا وتركيا، إذا تواصل تدهور الوضع الأمني في مصر مع الانسداد السياسي الذي تعاني منه منذ أحداث 30 يونيو. اتفقت تقارير دبلوماسية وأمنية في التحذير من موجة لجوء ضخمة من مصر إلى دول المغرب العربي وجنوب أوربا في الأشهر القادمة، إذا تواصل الانسداد السياسي في مصر، مع ما قد ينجم عنه من صدام بين الحكومة المصرية الحالية ومتشددين إسلاميين. وتشير مصادرنا إلى تقارير قالت إن أكبر عدد من اللاجئين المصريين قد يتدفق إلى ليبيا، ثم يصل في النهاية إلى باقي دول المغرب العربي، ويأتي هذا في ظل التضييق الممارس على المصريين في دول الخليج. ودخلت دول المغرب العربي في اتصالات دبلوماسية مع دول أوروبية حول الوضع في مصر، بعد تحذير تقارير دبلوماسية وأمنية من موجة لجوء ضخمة لمئات الآلاف من المصريين إلى دول المغرب العربي، تركيا وجنوب أوروبا، في حالة تدهور الأوضاع، وهو أمر لا يتمناه أحد لمصر. وتلقت الحكومة، حسب مصدر عليم، تقارير مقلقة من القاهرة تحذر من موجهة لجوء من مصر إلى الجزائر، ليبيا تونس والمغرب، قد يزيد عدد اللاجئين فيها عن مليون مصري إذا لم يتوصل المصريون إلى حل توافقي للوضع في بلادهم، وقال مصدر عليم إن الحكومة تلقت تقارير متعددة حول احتمال تدهور سريع للوضع في مصر أو تدهور تدريجي، يفضي إلى موجة لجوء ضخمة وغير مسبوقة من مصر إلى دول المغرب العربي. وأشار ذات المصدر إلى أن الحكومة أخذت هذه التقارير على محمل الجد، خاصة مع الانسداد السياسي الواقع في مصر حاليا. وتتفق أغلب التقارير الدبلوماسية والأمنية حول خطورة الوضع، خاصة مع ما يجري في سيناء من مواجهة بين السلفيين الجهاديين والحكومة. وأشارت مصادرنا إلى أن هجرة المصريين إلى الغرب لها العديد من الدوافع، أهمها الوضع الأمني الصعب في سيناء شرق مصر، والوضع الحساس في دول الخليج والحرب الأهلية في سوريا. كل هذه العوامل ستمنع المصريين من اللجوء إلى دول المشرق، وهو ما سيحتم الهجرة إلى الغرب والشمال انطلاقا من ليبيا التي تمتلك حدودا مفتوحة وطويلة مع مصر. وتشير المعلومات المتاحة إلى أن دولا في جنوب وغرب أوروبا، خاصة إيطاليا، فرنسا وإسبانيا، تجري حاليا اتصالات مع عدة أطراف، منها الجزائر، وحكومات دول عربية وتركيا لمعرفة الوضع بدقة للتعامل معه قبل فوات الأوان. ورغم أن الوضع حاليا لا يزال في بدايته، إلا أن المخاوف تزداد يوما بعد يوم، مع تمسك كل طرف في الأزمة المصرية بموقفه، وهو ما يرشح الوضع للمزيد من التعفن. وتشير مصادرنا إلى أن نزوح اللاجئين المصريين قد لا يحدث نتيجة وضع أمني سيئ، بل قد يحدث نتيجة تدهور الاقتصاد، مع الانسداد السياسي، أو كلجوء سياسي.