سيكون إنجاز ملعب رياضي من 80 ألف مقعد بالدارالبيضاء، أي ما يعادل مساحة الملعب الرياضي الفرنسي الواقع في ضاحية باريس، إنجازا كبيرا في حالة إتمامه كما تم تجسيده في مطبوع التصميم، وستزيد قوة الإنجاز بارتباط بهوية مهندسيه الذين يتقدمهم مهندس شاب مغربي «عبدو لحلو» الذي كسب خبرة واسعة في ميدان الهندسة المعمارية رغم صغر سنه « 38 سنة»، حيث سبق له إنجاز العديد من المشاريع الضخمة من بينها مثلا، مطار طنجة، مطار الداخلة، محطة القطار فاس.. في هذا السياق، يوضح المهندس عبدو لحلو، في لقاء مع الجريدة، أن تولي مهمة إنجاز ملعب الدارالبيضاء الكبير، يعتبر بالنسبة له تحديا جديدا، لم يبحث فيه عن امتيازات مادية، بقدر ما هو بحث عن كسب رهان تأكيد الكفاءة المغربية. وعن تفاصيل المشروع، يؤكد:«خلافا لكل ما يتم الترويج له، الملعب الكبير سينجز في منطقة سيدي مومن، وكل الترتيبات تم اتخادها، بما فيها توفير الغلاف المالي الذي خصص له 200 مليار سنتيم، ننتظر فقط بعض الإجراءات الخاصة مثلا باختيار شركة البناء، وشركة للهندسة الخاصة بالحديد والإسمنت، ونحن واثقون من إمكانية إنجاز المشروع في موعده المحدد سنة 2013». وتفيد بعض المعلومات، أنه تأكد يوم 16 مارس الأخير، اختيار مكتب الهندسة «أرشي ديزينغ» للمهندس المغربي عبدو لحلو، لإنجاز الملعب الكبير، وسيساعده مكتب فرنسي «سكو» الذي سبق أن أنجز ملعب فرنسا الكبير، ويأتي حضور المكتب الفرنسي بموافقة للجهات المسؤولة المغربية، التي سمحت بالاستعانة بالتجارب الخارجية. وحمل التصميم الفائز بصفقة إنجاز الملعب، خطوطا عريضة وامتيازات تضم العامل البيئي والطقسي، حزام أخضر، تهوية طبيعية، غلاف خارجي للتحكم في الأضواء الطبيعية، إلى جانب مراعاة المقاربات الأمنية والأمن والسلامة. في هذا الصدد، يوضح مهندس المشروع، أنه تم استحضار عدة أبعاد في إنجاز المشروع، كالبعد الثقافي والاجتماعي بهدف الرفع من النمط المعيشي والحياتي لمنطقة سيدي مومن، وذلك عبر تخصيص 20 هكتار محيطة بالملعب كساحات خضراء، بمواقف ومرافق تجارية وترفيهية، مطاعم، معارض، قاعة مغطاة، ملعب خاص برياضة ألعاب القوى،أضف إلى ذلك، أنه تم استحضار ضرورة المحافظة على بنايات الملعب وحمايتها من التعرض للتخريب، باعتماد شرائح بخرسنة خاصة لتحمل الأعداد الكبيرة للجماهير، ولضمان حياة أطول للملعب، بدون اعتماد تكلفة كبيرة للصيانة. ويمكن للملعب الذي خصص له كمساحة للبناء ثماني ونصف هكتارات ، أن يحتضن مباريات في كرة القدم وفي الريكبي، كما يمكنه احتضان مهرجانات فنية من المستوى العالي، واعتماد إنارة تحيط بسقف المدرجات المغطاة كلها. ولضمان حماية فوق أرضية الملعب، تم تخصيص 10 أمتار وحواجز بين المدرجات وأرضية الملعب. ولم يخف المهندس عبو لحلو الذي درس بكندا وبفرنسا قبل أن يعود لأرض الوطن لخلق مكتبه الخاص سنة 1999، أنه تمت مراعاة خصوصيات منطقة سيدي مومن، البيئية والديمغرافية، كما تم استحضار تصاميم التهيئة، ومستقبل المنطقة خاصة في الجانب السكني، ووسائل النقل، إذ يعرف محيط الملعب مرور الترامواي بالإضافة إلى وسائل النقل الأخرى. ويقول لوك دولامان ، أحد مهندسي شركة : «سكو» الشريكة الرئيسية للشركة المغربية، لأحد المواقع الإلكترونية الفرنسية: « الملعب يقع في ميدانٍ مرتفع مطلّ على البحر في حي سيدي مومن. لذلك فإننا حاولنا أخذ ذلك بعين الاعتبار في المشروع، استلهمنا شكل الملعب من شكل حصيّ الصحراء وأشكال الحفريات. سيُحاط هذا الحرم الشاسع بطبقات من الإسمنت تعكس ضوء النهار، على شكل مشربية فسيحة تسمح بالرؤية من دون أن يُرى مَن وراءه، و هو يمكن من توفير تهوية طبيعية، وغالباً ما نجده في الهندسة التقليدية في البلدان العربية.