بقلم: فرتوتي عبدالسلام من خيط ناظم لكل الذكريات ، و يتمهل في استنطاق كل التعابير...و ينهار اخيرا و هو يحكي اخر ذكرياته من ارض الغربة لارض الغربة ...و يعيد الزمن الى الوراء ...متذكرا عدوه في تلك الدروب...و تعلمه اولى الحروف و حفظه اولى الايات في "المسيد" و كيف ان عينه لم تكن لتخطء قضيب الفقيه في "المسيد" ...و كيف ان النقط كانت علامة على الحروف...بعضها تحمل نقطا و اخرى كانت خالية منها ...تذكر كل ذلك و كيف ان المدينة القديمة كانت محط كل صادر ووارد ...تذكر الاصدقاء ...كلهم...بعضهم لا يزال يراه فيما اخرون غابوا عن عينيه لسنوات ...لا اخبار الكل غارق في عالمه... و اخذ يخطو في الطريق من جديد ...متذكرا اخر العبارات ...ليتها كانت موحية بجديد او لعلها تحمل انباء سارة ...ظل يمشي ببطء و حمل معه زاده المعرفي ...منقذه من كل الاخطاء و الزلات ...و لم تفارقه استغاثته بالسماء ...ليكفر عن خطاياه ...و ليبدا الطريق من جديد ... في كل مرة كان له نفس الاحساس ...لعله يصهر افكاره من جديد ...عله يقرا واقعه بافكار جديدة ...او علها تكون غنيمة جديدة ...من يدري ؟ ...و انتابه تفكير جديد ...نحن هنا على مسافة من الاخر ...في كل مرة تنتابه نفس الافكار و تجول بخاطره نفس التعابير...