على بعد أيام من تخليد الذكرى السادسة لانطلاق حركة 20 فبراير، عقدت اللجنة الوطنية للقطاع النسائي للنهج الديمقراطي دورتها العادية يوم الأحد 5 فبراير 2017، بالمقر المركزي بالرباط، وبعد استماعها للتقرير العام الذي قدمته السكرتارية الوطنية، وتقارير الفروع، ومناقشتها لمستجدات الساحة السياسية، ومميزات الأوضاع العامة للنساء، وبعد تقييمها لأداء التنظيم في مجال العمل النسائي، وللبرنامج المنجزة في الدورة السابقة من طرف السكرتارية الوطنية واللجان المحلية للعمل النسائي، وبعد مصادقتها على خطة العمل للمرحلة المقبلة، تبلغ ما يلي: – إن احتداد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ينعكس على أوضاع النساء بشكل عميق، إذ تتزايد العطالة في صفوفهن أكثر من الرجال، ويشكلن الفئة الأكثر معاناة من الفقر والأمية، ويعشن أصعب الظروف حين يضطرن ألى اللجوء والنزوح بسبب الحروب والنزاعات المسلحة، وينعكس سياسيات القوى الأمبريالية العدوانية ضد الشعوب على النساء بشكل أقوى تتجلى بشكل كبير في الأوضاع المأساوية للنساء الفلسطينيات تحت عنف الاحتلال. – إن النساء المغربيات كجزء من نساء العالم، توجدن في قلب الأزمة ويكتوين بلهيبها، إذ تتراجع نسبة نشاطهن، وتتعرضن أكثر للتسريحات الجماعية جراء الإغلاقات غير القانونية للشركات، وتتدهور أوضاعهن الصحية بسبب أزمة الصحة العمومية، وتنعكس أزمة القيم في المجتمع عليهن، وتعاني الفتيات بشكل أشد من سياسات الإجهاز على المدرسة العمومية، كما تضطر النساء إلى تحمل مسؤولية تدبير واقع الفقر والحاجة لدى الأسر سواء كن معيلات وحيدات لها أم لا…إلخ – تتواجد النساء في قلب النضالات المتعددة للشعب المغربي وقواه المناضلة، وتحتل مكانة بارزة في الحركة الاجتماعية، وتواجه سياسات الإجهاز على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، من ضمنها حركة النساء السلاليات التي تواجه لوبيات العقار التي يدعمها المخزن، والحركة النضالية لإميضر ضد الجرائم الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للشركة المنجمية، والحركات المناهضة لتفويب المدارس العمومية للخواص في عدد من المدن، وحركة الأساتذة المتدربين، وحركة الأطر العليا المعطلة، والنضالات النقابية كعاملات زراعيات أو ضحايا الطرد التعسفي، ونضالات سكان الأحياء الفقيرة المطالبة بالحق في السكن والحق في الصحة، والحركة النضالية في القرى التي تعاني التهميش وغيرها… – تشكل النساء بالمغرب جزءا من نساء العالم اللواتي يتواجدن في صلب نضالات الشعوب ضد القفر والحاجة، وضد الحروب والنزاعات وضد العنصرية والاحتلال، وتشكل مساهمة النساء في تدبير شؤون العالم رهانا لأنسنة السياسة ، وجعل الإنسان في قلب اهتمامها، وإسترجاع العلاقة الطبيعية للإنسان مع الأرض، وتجسيدا لهذا الأمر أكد العالم سنة 2015، من خلال القرار 1325 للأمم المتحدة، على ضرورة مساهمة النساء في بناء السلام وتحقيق المجتمع المستقر والآمن حتى يكون سلاما دائما ومستمرا. إن اللجنة الوطنية للعمل النسائي للنهج الديمقراطي، وهي تحيي كافة الرفيقات والرفاق في مختلف الفروع على الدور الذي يؤدونه في مسار بناء وتصليب التنظيم، وعلى التضحيات التي يقومون بها في مختلف مواقع النضالات الجماهيرية للنساء، فإنها: تعبر عن تضامنها مع النساء ضد كل أشكال الاستغلال والاضطهاد والتمييز الذي تتعرضن له، وتؤكد استمرار مناضلات ومناضلي النهج الديمقراطي في التواجد معهن في قلب معمعان الصراع الطبقي لمواجهة السياسات الطبقية المخزنية التي تجعل من المرأة حطبا لتمرير مخططات النظام الهادفة إلى تجهيل وتفقير الشعب المغربي للاستحواذ على خيراته، وتعطيل قدراته على التحرر وعلى استرجاع ثرواته المنهوبة. تدعو كافة القوى التقدمية إلى الإحياء النضالي المشترك والقوي للذكرى السادسة لانطلاق حركة 20 فبراير المجيدة، وجعلها مناسبة للتضامن مع كل النضالات الشعبية التي تعرفها المدن والقرى في العديد من المناطق، بعد أن ساهمت حركة 20 فبراير بشكل ملموس في نزع الخوف الذي كان يعطل النضال ضد القهر والظلم والاستغلال الذي ترزخ تحته الجماهير الشعبية، وتعبر اللجنة الوطنية بشكل خاص عن تضامنها مع ساكنة مدن الريف في ما تتعرض له من سياسة قمع ممنهجة ومخطط مخزني يستهدف تركيعه وإخضاعه لسياساته الانتقامية، وتطالب اللجنة الوطنية بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بالريف وفي مختلف سجون البلاد. تطالب بالاستجابة لمطالب مختلف الفئات الاجتماعية التي تخوض نضالات مريرة ضد التراجع عن المكتسبات الاجتماعية، والتي وضعت في مرمى الطبقات الحاكمة ومن يمثل مصالحها من أحزاب يمينية رجعية، دينية ولبرالية، في رضوخ غير مسبوق للدوائر الأمبريالية العالمية، التي أوصلت الاقتصاد الوطني إلى العجز عن الاستجابة لابسط متطلبات الحياة الكريمة لكافة المواطنات والمواطنين. تدين استمرار سياسة انتهاك الحريات وحصار المناضلين والمناضلات باستعمال أساليب جديدة للقمع إضافة إلى الاعتقالات والمحاكمات الصورية، من ضمنها المحاولات اليائسة لتشويه صورة المناضلين والمناضلات في صحف المخزن وأجهزته، وتخويف الآخرين بذلك، معبرة عن تضامنها مع كل من استهدفته هذه الأساليب من المناضلين والمناضلات. تستنكر تمادي الأمبريالية العالمية التي ازدادت تغولا في عدوانها على الشعوب، كما تبرز ذلك قرارات الرئيس الأمريكي الجديد، والاستمرار بأساليب وقحة في نشر الكراهية وإشعال فتيل الحروب، وإذكاء العنصرية والميز بين الشعوب، مسجلة باعتزاز الدور المتميز للنساء في مواجهة الإدارة الأمريكية وسياساتها الجديدة، سواء من خلال المؤسسات أو في المظاهرات والاحتجاجات… تجدد تضامنها مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الاستقلال، ومع النساء الفلسطينيات بشكل خاص، ومن ضمنهن الأسيرات اللواتي يتعرضن لأبشع أشكال الاعتداء على أبسط حقوقهن كمعتقلات سياسيات. السكرتارية الوطنية للقطاع النسائي للنهج الديمقراطي