نصت اتفاقية 1911 بين فرنسا و ألمانيا على إنشاء خطوط للسكك الحديدية تربط أهم المحاور في المغرب، لينفجر الخلاف الكبير الذي نشب بين فرنسا و إسبانيا على احتلال المغرب، و عملية تسطير الحدود، و خصوصا مشكلة ضم مدينة العرائش التي تنازع عليها الطرفان إضافة إلى ألمانيا، مما عجل بتدخل إسبانيا العسكري، و إنزال القوات البحرية بالمدينة سنة 1911 أي قبل توقيع معاهدة الحماية، مما يكرس نظرية الأهمية القصوى التي شكلتها مدينة العرائش للإمبرياليين عموما و الإسبان تحديدا بما أنهم لم و لن ينسوا ما قاله الملك فيلبي 2 " وحدها العرائش تساوي كل إفريقيا "، ثم خروجهم المهين على يد المولى إسماعيل سنة 1689، فقد اعتبروا العرائش ملكية إسبانية بموجب عقد مبايعة دفع خلاله ملك إسبانيا فيلبي 3 من أجل العرائش مقابلا ماديا ضخما للسلطان المأمون يقدر ب200 ألف دو كادوس، ووثق في عقد مكتوب سنة 1610، لطالما حاجج به الإسبان السلطان مولاي إسماعيل عندما طردهم منها، بدعوى شرعية وجودهم بها و حكمهم لها. غير أن قطبي الاحتلال، أي الفرنسيين و الإسبان وجدوا في الأخير صيغة توافقية و أسسوا معا خطا سككيا مشتركا يربط طنجةبفاس مرورا بالعرائش و القصر الكبير.
تكلف المهندس " لويس موراليس " سنة 1912 بتنفيذ مشروع الخط السككي الرابط بين العرائشوالقصر الكبير، في إطار مشروع أكبر لإنجاز خط " طنجة/فاس "، بمرسوم العقد التشاركي الفرنسي الإسباني. بدأت أشغال هذا الخط البالغ طوله 34 كلم سنة 1913 و استغرق تنفيذه 5 سنوات، و يعزى هذا التأخير إلى ظروف الحرب العالمية الأولى، وقد كلف المشروع 5 ملايين بسيطة، و نفد تحت رعاية مؤسسة الجيش الإسباني. بلغت إحصائيات محطة العرائش لسنة 1943، نقل 128،000 راكبا،و 15 مليون كيلوجرام من السلع و 2000 رأس من الماشية، مما يعكس لنا مدى أهمية هذا الخط و نشاطه وحيويته.
و يبقى السؤال المحير دائما و أبدا، لماذا ألغي هذا الخط ؟ و لمصلحة من ؟