لم يستطع الكثيرون منع نفسهم من البكاء و هم يستمعون لتفاصيل مؤلمة حكتها والدة الشاب التطواني زيد فايز الذي فارق الحياة بفعل الشغب خلال تنقله للقنيطرة لمساندة فريقه، إذ لم تكن الأم حسب ما حكته خلال ندوة حول شغب الملاعب، نظمتها إعدادية الساقية الحمراء بمناسبة مهرجانها الثقافي السنوي في نسخته التاسعة، تتوقع انها لن تراه بعد تلك المرحلة الا و هو مسجى أمامها في كفن ابيض. و بمرارة بليغة و دموع منهمرة، وصفت الأم صدمتها لتلقيها خبر وفاة ابنها ذي العشرين ربيعا في القنيطرة خلال مباراة لكرة القدم، بالفاجعة العظمى، معلقة لكم ان تتخيلوا لحظة الخبر، حين علمت أن ابني الذي ربيته لعشرين عاما راح في طرفة عين، ولكم ان تتخيلوا أيضا الم لحظة إلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل وضعه في التابوث، لقد ظلت طيلة ستة اشهر لا اصدق انه مات. الام التي ترأس الآن جمعية زيد فاير للأعمال الإجتماعية و مكافحة الشغب، تكلفت بمهمة توعية الشباب من خطورة الإنسياق وراء شغب الملاعب، قالت إن جمعيتها انطلقت بثلاث أمهات مكلومات لفقدان فلذات أكبادهن، لكنها وصلت خلال 3 سنوات فقط إلى عشر أمهات، داعية الجميع إلى أخد العبرة مما جرى للأطفال و شباب في عمر الزهور والمعاناة التي تعيشها اسرهم جراء فراقهم. أما العميد يونس الولهاني، رئيس خلية الأمن الرياضي بطنجة، فقد أورد أن العمل على مكافحة الشغب من لدن السلطات الأمنية تطلب تكوينا خاصا يشمل ضبط المرجعيات القانونية المنظمة لعمل الشرطة داخل المنشئات الرياضية، مع توفير وسائل بشرية و لوجيستية لمختلف الخلايا على الصعيد الوطني، والتي تشرف عليها خلية مركزية بالرباط. الولهاني كشف عن الكم الكبير للموارد المادية و البشرية التي يتطلبها تأمين المباريات الرياضية في ظل الخوف من وقوع أعمال شغب، فخلال 240 مبارة هو مجموع مباريات البطولة خلال موسم واحد، يتم تجنيد 120 ألف شرطي، و تحتاج كل مبارات من مباريات القمة ل 2000 عنصر، بالإضافة إلى أسطول كبير من العربات و مصاريف اخرى باهضة تخم الوسائل اللوجستية و الوقود و التعويضات عن التنقل، و هي كلها اموال كانت لتوجه لمجالات ذات أولوية أكبر لو ان الملاعب المغربية كانت خالية من الشغب، حسب المسؤول الأمني و أورد الولهاني أن قوانين الفيفا لا تسمح لرجال الشرطة بالتواجد داخل الملعب، لكن الأمن المغربي يخالف هذا النص من أجل حماية أرواح المواطنين، وهو الدافع ذاته الذي يضظر السلطات المحلية لمنع تنقل الجماهير من إلى أخرى خلال مباريات ذات الحساسية العالية، رافضا اعتبار ذلك خرقا لحرية التنقل المنصوص عليه دستوريا، مشيرا إلى أنه قبل مباراة المغرب التطواني، توصلت ولاية الأمن بسيل من الصور لمشجعين يهددون بتقتيل مشجعي الطرف الأخر، قائلا لو لن تمنع التنقل لحدثت خسائر في الأرواح يقينا. من جهته كشف حسن بلخيدر، الكاتب العام السابق لفريق اتحاد طنجة لكرة القدم، عن جوانب مرعبة لشغب الملاعب، قال إن المكتب المسير لفريق الطنجي كان يتعرض لها، موردا أن بعض ممثلي مجموعات المحبين زاروا مكتب الفريق حين كان في القسم الثاني و قالوا لأعضائه بالحرف أمامكم 5 مباريات لتحققوا نتائج إيجابية و إلا فإستعدوا للثورة. و إعتبر بلخيدر أن المعنين بمكافحة شغب الملاعب يقفون عاجزين اليوم أمام هذه الظاهرة ، بعدما أثبت قانون الشغب عدم قدرته على ردع المشاغبين مشيرا إلى أن المسؤولية في ذلك يتحملها الجميع، بدء بالجماهير و مرورا بالمسيرين، و الحكام ووصولا إلى الجهات الأمنية و الأسرة و المدرسة، داعيا إلى إبتكار أساليب جديدة للحد من الشغب، مثل مبادرة اتحاد طنجة التي خصص من خلالها دعوات للأسر والنساء و الجمعيات، الشيء الذي جعل باقي المشجعين يخجلون من الإقدام على خطوات منافية للأخلاق داخل الملعب.