سيرا على نهجها الذي اختطته ، وترسيخا لسنتها الحميدة في إحياء سيرة المختار عليه أفضل الصلاة والسلام ، أعطت حركة التوحيد والإصلاح بساحة المسيرة يوم السبت 16 أبريل 2016 انطلاقة فعاليات مهرجان السيرة النبوية في نسخته الرابعة ، تحت شعار : " المرء مع من أحب " وقد عرف حفل الافتتاح حضور كل من رئيس الحركة المهندس عبد الرحيم شيخي ونائبه الأول مولاي عمر بنحماد ، وجاءت كلمة شيخي منوهة بمبادرة فرع حركة التوحيد والإصلاح بمدينة العرائش ، داعية إلى نشر هذه السنة الحسنة ، معتبرة أن التعريف بالسيرة النبوية من صميم عمل الحركة،وأن التعرف على الحبيب المجتبى مفتاح الهدي إلى الصراط المستقيم ، إذ لا يستقيم حب النبي بغير معرفته عليه أفضل الصلاة والسلام ومدارسة سيرته والتأسي بخلقه النبيل، منوها في الوقت ذاته بتنوع مواد المهرجان الذي جعل من سيرة المصطفى منهج عمل وتكافل اجتماعي وإبداع فني ورياضي.
وعرف اليوم الثاني من فعاليات المهرجان تنظيم مرسم للأطفال صباحا بالشرفة الأطلسية تحت إشراف الأستاذ عزيز سليم ، ومحاضرة مساء بقاعة المكتبة الوسائطية عبد الصمد الكنفاوي ، بعنوان " موقع المحبة من حقوق المصطفى ﷺ "أطرها الدكتور محمد عزالدين توفيق والذي تطرق في مداخلته لموقع محبة النبي ﷺ من بين هذه الحقوق ، مشيرا إلى أنه عند استعراضنا لهذه الحقوق الواجبة في حقه ﷺ نجد أنها كلها مرتبطة بالمحبة ، فإذا أحببناه اتبعناه و اقتدينا به وعظمنا شريعته ورضينا بالدين الذي جاء به وأكثرنا من ذكره .
وخصص اليوم الثالث من فعاليات هذا المهرجان للأنشطة الاجتماعية والتكافلية من خلال تنظيم زيارة للمرضى بالمستشفى الإقليمي "للامريم" و زيارة للأطفال المتخلى عنهم بدار الحنان ،و نزلاء دار المسنين، وكذلك زيارة لجمعية التضامن لإدماج المعاق ، كان الغرض من هذه الزيارات تعزيز خلق التضامن وعيادة المريض والتكافل والمواساة ، باعتبارها حقا من حقوق المسلم على أخيه المسلم .
واستأنفت فعاليات نفس اليوم من المهرجان بأمسية شعرية في مدح خير البرية ببهو دار الثقافة بين أحضان تلكم الردهة التاريخية حيث يحلو للشعر أن يفرد أجنحته ويحلق بمتذوقيه في عالم الكلمة الصادقة وإيقاعها الفريد مع الشاعرين المجيدين : الأستاذ أحمد الحريشي والأستاذ عبد السلام السلطاني ليوقعا ببصمتهما المتميزة فعاليات أمسية صهرت الزجل البليغ والقصيد الباذخ في بوثقة حب المصطفي،وزاد من تألقها تسيير سلس ومتميز للدكتور مصطفى العطار، فكانت النتيجة شلال نور وطهر يهم الأرجاء ، وواحة يقصدها الصب فيرتوي ظمؤه وتسكن لوعته.
ووعيا بأهمية الفن الهادف ودوره في خدمة السيرة النبوية خصص المنظمون صبيحة اليوم الرابع من فعاليات هذا المهرجان لمسابقة إنشادية بين المؤسسات التعليمية الخاصة بقاعة الربيع، أسفرت عن فوز كل من مؤسسة أية لوكوس ومؤسسة النافورة.
كما عرف مساء نفس اليوم تنظيم محاضرة بعنوان " العمل التطوعي معلم من معالم التأسي بالنبي ﷺ ،أطرتها الأستاذة نعيمة بنعيش عضو مجلس الشورى لحركة التوحيد والإصلاح ومديرة معهد عائشة أم المؤمنين للدراسات الشرعية بطنجة ، وأكدت الأستاذة بنيعيش في مداخلتها على ان العمل التطوعي من أجل الأمة ومن أجل الآخر كان يملأ حياة الرسول ﷺ وفكره ومخططاته التي تجاوزت الدنيا إلى الآخرة ،و أنه صلى الله عليه وسلم عاش بالعمل التطوعي قبل أن ينزل عليه الوحي ،وأضافت المتحدثة قائلة : لا يمكن للإنسان المؤمن أن يكون مؤمنا حقا دون أن يكون منخرطا في العمل التطوعي ، فالانخراط في هذا الأخير هو حالة إنسانية فطرية عاشها ﷺ قبل أن ينزل عليه الوحي ويوجهه لفعل ذلك ، فعله بالفطرة وتوجه لخدمة الناس ، وعرف بخصلتين أساسيتين هما أساس العمل التطوعي في كل زمان ومكان وهما الأمانة والصدق ، والبعد عن المصالح الفردية والبحث عن الامتيازات والمكاسب.
وجاء اليوم الخامس من المهرجان تنافسيا بامتياز حيث كان للجمهور الرياضي موعد مع محفل للرياضة والألعاب بالملعب البلدي .
كما كان لعشاق الثقافة موعد مساء نفس اليوم بقاعة المكتبة الوسائطية عبدالصمد الكنفاوي مع نهائيات أصناف مختلفة من المسابقات الثقافية بين المؤسسات التعليمية (مسابقة السيرة النبوية ، مسابقة المونولوج ، مسابقة الحديث ، مسابقة الشعر)
وختامه كان مسكا يوم الخميس 21 أبريل 2016 بحديقة الأسود حيث أسدل الستار عن أسبوع متميز من الأنشطة المتنوعة بين ما هو فني و رياضي و ترفيهي و ثقافي ،وقد أحيت الأمسية الختامية كل من الفرقة الإنشادية “فتيات المنى للإبداع ” برآسة الأستاذة منى غيلان ، بالإضافة إلى المؤسستين الفائزتين في المسابقة الإنشادية : مجموعة آية لوكوس، و صغار مؤسسة نافورة العرائش الخاصة ،والذين بدورهم قدموا فقرات متميزة.
كما عرفت الأمسية تقديم وصلة فنية من الطرب الأندلسي للمجموعة الكبرى للمديح والسماع والإنشاد الصوفي برآسة الفنان محمد العمراني. و قد حضر الحفل-بالإضافة إلى جمهور غفير- وفد من مختلف الدول العربية يضم المشاركين في أسبوع التضامن الإفريقي شرق أوسطي بطنجة. وعرف الحفل أيضا توزيع جوائز قيمة و تتويج للفائزين في مختلف المسابقات ( الحديث – المونولوج – الشعر – السيرة النبوية..) وكذا الفائزين في الدوري الرياضي و أيضا الفائزين في مسابقة الأنشودة.
وللإشارة فقد عرفت فعاليات المهرجان تنظيم ثلاث دوريات في كرة القدم للفئات الصغرى شارك فيها النسيج الجمعوي الرياضي بالعرائش ، بالإضافة إلى دوري في الكرة المصغرة للكبار تنافست فيه الجمعيات الاجتماعية و التنموية المسهمة في هذه الفعاليات ، دون أن ننسى كذلك معرض الكتب و معرض اللوحات الزيتية التي أنجزها الفنانون : عزيز سليم ، دعاء سليم ، المهدي الذهبي ، وهم من أنجز جداريتين بشارع عمر بن عبد العزيز في موضوع شعار الدورة الرابعة لمهرجان السيرة النبوية بالعرائش .