بعد 1984 بدأ مخطط افساد العلاقة بين الاستاذ والتلميذ, فبعدما خافت المخابرات المخزنية من قوة العلاقة بين التلميذ والاساتذة في الستينات والسبعينات والثمانينات, حيث كان احترام التلميذ للأستاذ كاحترام الابن لأبيه أو أكثر, وكان القسم كله يصمت عندما يتحدث الاستاذ, وكان تلاميذ الثانوي والاعدادي في مستوى تعليمي عال ووعي كبير, فكان التلاميذ يخرجون في مظاهرات ويرددون شعارات ثورية قوية تدل على نضجهم المبكر, هنا تيقنت المخابرات أنه لو بقيت العلاقة بين الاستاذ والتلميذ جيدة فسينتج عن ذلك أجيال متعلمة وواعية وراقية تطالب بحقوقها بكل جرأة وقد تغير الوضع السياسي بسرعة وهذا ما لا يصب في مصلحة المخزن, لذا ،كي يحافظ المخزن على سلطته التقليدية خطط لجعل العلاقة بين التلميذ والاستاذ كعلاقة القط مع الفأر ولإنجاح المخطط تم سن مناهج ومقررات تنمي في التلاميذ البلادة والغباء بدل الوعي والمعرفة. ثم تلا ذلك السماح للتلاميذ الفاشلين بالنجاح بأضعف معدلات ممكنة في التحصيلات التعلمية. والهدف هو تكديس أكبر عدد من الكسالى داخل الاقسام. وبطبيعة الحال التلميذ الكسول لا يستطيع فرض نفسه داخل المؤسسة لفراغ عقله. من اي معرفة علمية يعوض كسله داخل القسم بالشغب والفوضى لإيثارة زملائه والتعبير عن وجوده. وفرض شخصيته ...بعد ذلك تم اغراق المجتمع بالقروض البنكية ورفع الاسعار ونشر المخدرات بشكل علني وحماية المروجين لكي تنحرف الاسرة وتتمزق ولا تخصص أي وقت لتربية الابناء الذين يربيهم الشارع بسلبياته, وعندما يجتمع في التلميذ الكسل وتربية الشارع فانتظر الاعصار... ولكي تكتمل الخطة تم سن عدة مذكرات تقلل من سلطة الاستاذ وقيمته داخل المؤسسة وترفع من سلطة التلميذ وليس المقصود التلميذ المجتهد بل ذلك الوحش الصغير الذي صنعوه وبما أنهم متأكدين الآن بأن المدارس أصبحت تعج بالتلاميذ الكسالى المشاغبين منعوا بمذكراتهم طردهم أو اخراجهم من القسم وتركوا الاستاذ في مواجهتم والنتيجة اليوم هي تطاول التلاميذ على معلميهم ...وبعدما كانت مدارس السبعينات تعج بالتلاميذ والطلاب المجتهدين الواعين المحترمين لمعلميهم أصبحت اليوم تعج بجحافل الكسالى الفارغي الرؤس منعدمي الضمير وهمهم فقط الشغب والتخريب واضاعة الوقت... لكن المخزن يعرف أن هذا الجيل لو بقي هكذا سوف يخرب الوطن بأكمله ورغم ذلك يصفقون له ويضمونه بين الاحضان حفاظا على مصالحهم الوسخة والركوب على جهله وفراغ عقله. لتقديم ابنائهم على انهم هم ورثة العلم والمعرفة. وهم خلاص الوطن من الغرق في مستنقعات الجهل .وان ابناءهم هم احق بتقلد زمام الامور... فالجهلاء الهمجيون لا يبنون الاوطان بل يخربونها...