كتب صديقي الدكتور عادل العوني تدوينة على حائطه الفايسبوكي جاء فيها: "أن التلميذ المجتهد عندما يظن نفسه سيحصل على 20/20 فإذا وجد نقطته 16/20 يبكي ويغضب وينسى أن 16/20 هي كذلك نقطة جيدة. هذا الأمر يقع كثيرا في الحياة ومنه ما حدث لحزب العدالة والتنمية". هذه التدوية، القصيرة العميقة، فتحت لي المجال للحديث عن بعض السيناريوهات التي وقعت وتقع لبعض التلاميذ في المدرسة، وتحاكي ما يقع اليوم في عالم السياسة. من هذه السيناريوهات: أن التلميذ المجتهد قد يدرك ظلم أستاذه له لكنه يكتم غضبه دون احتجاج علني؛ احتراما لأستاذه، وحفاظا على هدوء القسم والسير العادي للدرس. ومنها أيضا، أن التلميذ المجتهد قد يكتم غضبه واحتجاجه خوفا من التعنيف،ولما لا كتابة تقرير،واستدعاء الإدراة وإحالته على المجلس التأديبي ظلما وعدوانا ..كل شيء وارد. ومنها، أن التلميذ المجتهد قد يخاف على سمعته داخل المؤسسة، وعلى مساره الدراسي؛ فيتجاهل هذا الظلم؛ حتى لا يستغل بعض التلاميذ الحادثة لتصفية حساباتهم مع الأستاذ،ويتحمل هومسؤولية هذا الانتقام. ومنها، أن التلاميذ الكسالى يدركون الظلم الذي تعرض لهزميلهم في القسم؛ لكنهم يصمتون تملقا للأستاذ ، وطمعا في النقطة،ونكاية وحسدا في صديقهم المجتهد . ومنها، أن الأستاذ يخاف أن يتعرض للإحراج من طرف التلميذ المجتهد بأسئلته الذكية والمفاجئة والجريئة؛ فأحسن طريقة لتجنب هذا الإحراج هو القمع وخصم النقط. لكن، المشكلة ليست في التلميذ المجتهد، ولا في سلوك التلاميذ الكسالى؛ وإنما في الأستاذ الذي سيفقد احترامه أمام التلاميذ "المجتهدين والكسالى والمطرودين" على حد سواء، وسيشيع خبره في ساحة المؤسسة، وهذا أمر لا يليق به كأستاذ، خصوصا وأنه صاغ ميثاقا للفصل الدراسي بمعية التلاميذ "التعاقد الديداكتيكي"، وحذر من مخالفته، وتعهد بأنه هو الضامن الوحيد لتنفيذ بنوده...فهمتوني ولا لا