تنشر الأستاذة والكاتبة حورية فيهري فصولا من روايتها "رحلات بنكهة إنسانية" على موقع "العرائش أنفو" على حلقات يوميا. فصل أخر من رواية رحلات بنكهة إنسانية للكاتبة حورية فيهري 5- فصل اخر من روايتي : ‘رحلات بنكهة انسانية تذكرة سفر بعنوان "مروءة استثنائية تتغير الأمكنة ويتغير التوقيت لكن هناك مواقف شتى تتشابه في احايين كثيرة في جوهرها ولبها و وتتلاقى اغصانها المثمرة خيرا لتمنح ظلا ظليلا واريجا نفاذا يتخلل الافئدة التواقة للعطاء والخير ليغمرها حبا وودا يحفز المرء على بذل الجهد ومفارقة ذرات الشر بداخله وملازمة الخير والود…. ا تتعدد الرحلات وتتعدد المواقف سواء كانت رحلات داخلية او خارجية قريبة او بعيدة جوار بيتك او بعيدة عنه لكنها تتعدد وتتنوع تذكرتها هذه ليست كباقي التذاكر فهي لم تكن تذكرة ورقية بقدر ما كانت تذكرة إنسانية ….. خلف المرأة البدوية ذات اللحاف الأبيض المزركش ازهار وبغرفة يغلب عليها طيف الظلمة اشار اليها بحركة حاجبيه اشارة ذات دلالة وهو يسرع ليقاطع المراة قبل ان تستشعر وجوده المفاجى وهو يقول :. : ساذهب معها لتاخذ ملابسها الموجودة بسيارتي ا وبعدها نعود للمبيت. ….ي عندكم… ….. لا داعي للخروج الان لقد جلست الفتاة الان دعها ترتاح وانا اعطيها ملابس ترتديها…. بقي واقفا بالباب مطاطا الراس وهو مصمم على طلبه فيما حاولت المرأة ان تقنعه بأن يتركها معها…. لم تمكث الفتاة مطولا لتستجيب لطلبه لتقوم من مكانها وكان لسان حالها يقول: لأرى ما يريد…. تبعته خارجا والمرأة في أثرها وزوج المرأة في أثرهم.. خطوات معدودة بعد خروجهم من البيت التفت السائق ليخاطب المرأة وزوجها قائلا سوف نحضر ملابسنا من السيارة ونعود ادخلا للبيت لا تنشغلا بنا…سنعود بعد لحظات لا داعي لتبقيا هكذا متعبين في انتظارنا….!!! بخطوات يغلب عليها طابع الهرولة سبقها ورأسه للارض وهو يرمقها بطرف عينيه وهو يغمغم غ: اسرعي ولا تلتفتي تعاملي على طبيعتك .... لم تفهم شيئا….!!! صباحا تواصلت مع هذا السائق جارها وقفت بالمحطة تنتظره ،قالت له انها تريد احضار بعض الوثائق من المنزل وانه يتحتم عليها ان تذهب للقرية…. بعد أخذ ورد اتفقا على ان يمر عليها بطريق العودة بعد الانتهاء من عمله بعد العصر توقف بالمكان المحدد ومعه امرأة كانت تجلس بالمقعد الخلفي قال لها لقد بقيت كل اليوم اصلح هذا التاكسي… هل أصلحته جيدا ؟ نعم !!! ثم أردف قائلا: لهذا تأخرت عنك اخذ الاوراق التي سأذهب لاحضارها ونعود ، لن نتأخر اليس كذلك؟ سأحاول أن أسرع……!!!! قصد السائق الدوار وهو يسلك تلك الطريق المعتادة كانت الزوابع الرملية تتصاعد بين الفينة والأخرى مخلفة حبيبات لا تكاد ترى على أعينهم متسللة من نوافذ السيارة المهترئة ..... بعد ان قطعوا مسافة ليست بالهينة بدأت السيارة تتمهل رويدا رويدا في حركتها لتفاجئهم مفاجئة غير سارة!!!! بعد محاولات مستميتة من السائق لتحريكها كللت بالفشل، بادرتهما المرأة الجالسة س : …….!!!!!!!!!!! بالخلف قائلة ماعساكما فاعلان الان والظلمة بدأت بالنزول ...........................................؟ اجابها السائق لا أدري،باي دوار ستتوقفين ؟!!! لم يتبق الا خطوات قليلة على الوصول لمنزلي؟ ارتبكت الفتاة التي لم تحسب حسابا لمفاجأة صعبة كهذه،التفتت إلى السائق وهي تقول؟ ماذا أفعل الان؟ ثم جالت ببصرها في محيطها لترى ظلال منازل حجرية تبدو من بعيد …أشجار متفرقة واصوات حيوانات تأتي من بعيد…. التفتت بغتة الى المرأة التي كانت تتفحصها مليا وبادرتها قائلة : اجي تمشي معايا لداري تباتي معايا ،فين عتعطي الراس والظلمة ها هي جات وباقا الطريق طويلة مكاين فين يصاوب هاد مول التاكسي مسكين طوموبيلتو …!! ياله معايا احسن ليك راه الليل هذا تخافي على راسك ومول التاكسي خليه يمشي بحال وو يشوف كيدير مع طوموبيلتو فهاد الليل!!!!! وكأنها كانت تنتظر هذه الدعوة على احر من الجمر وافقت وقد تهلل وجهها فرحا ولم لا من يرفض دعوة خففت عنها كابوسا فاجاها على حين غرة…!! التفتت إلى السائق الذي وافقها وعلامات الارتياح على وجهه إذ الدعوة ازاحت عن كاهله مسؤولية أمانها!!! تبعا المرأة إلى داخل المنزل الطيني جلست على الأرض مفترشة لحافا رثا فيما أسرع زوج المرأة ووجهه قد تهلل فرحا وطربا بولوجهما بيته… مسكين مول التاكسي وهاد البنت تخسر بينا التاكسي فالخرجة ديال الدوار وملحقاو فين يباتو ودابا جبتهم يباتو عندنا ……….. فالطاكسي كاين شي صيكان كان الرجل بجلبابه الرمادي يتفحصهما وعيناه تلمعان ايه .. ايه مرحبا نمشي نوجد اتاي .... ………..كانت تتبعه وهي تقول علاش تمحن فراسك كن خليتي المرأة تعطيني لحوايج نبات بيهم … قطعي الحس وزيدي قدامي عافاك وهضري بشوية …!!! علاش….؟؟؟!!! كانت خطوات تلاحقهما التفت السائق واذا بزوج المرأة أثرهما يمشي على أطراف أصابعه صاف غادين بحالكم ولا…؟!!! لا ارجع انت ونحن نحضر الملابس ونعود اجابه السائق بحذر وتوجس !!! … عاد ادراجه وكأنه مرغم بدأ السائق يسرع الخطى وهي تتبعه حتى اختفيا عن الانظار وابتلعهما الظلام… خاطبها قاىلا: ماذا تنتعلين؟!! صندال صيفي…. سنعود ادراجنا من نفس الطريق، سنمر من أمام منزلهما ولن ندخل سنكمل طريقنا إلى قريتنا كوني حذرة !!!لا أدري اي صوت!!! لم!!!؟ هيا اسرعي!!! بسرعة فائقة قطعا المسافة …. توجها صوب القرية … كانت تهرول وراءه وهي تقول: والان ما الأمر لم فعلت هذا؟!!! سنذهب إلى القرية؟!! واش انت بعقلك كيفاش نمشي فهاد الليل ؟!! والطريق وعرة والخلاء… ماذا لو أعترض طريقنا أحدهم وآذانا لم لا نبقا عندهما وانت تذهب صباحا وتحضر من يصلح سيارتك؟ هما امرأة حالتهما مر لكن لو ذهبنا اقل مرارة من ......... مكوثك مع هؤلاء لقد ولجت الى فم الأفعى ذاك الرجل مجرم خطير ولص وخرج للتو من السجن أعرفه عز المعرفة لا شفقة ولا رحمة بقلبه لو تركتك لن اامن شره قد يؤذيك والان لدينا حل واحد هو الهروب من هنا قبل ان يكتشف أمر غيابنا قد يلحق بنا ساضحي بالطاكسي وليكن ما يكون أمامنا ست كيلومترات تقريبا… كحالت علينا صاف ….. محاين هاذي فهاد الليل يا له جري قبل ميفيق بينا بدون تردد وكأنها حسمت أمرها بدأت تركض بأقصى سرعة او بل قد استوعبت اي موقف هي تعيشه اللحظة…!!! الخوف والرعب مزيج من المشاعر المتضاربة اعترتها لحظتها وهي تلهت وقلبها يكاد يتوقف سألته : دابا متأكد عارف الطريق دابا نتوهو؟ عارف غير زيدي ومتخافيش صعب ان يحدد المرء وجهته بأرض خلاء مليئة بالأحجار الحادة الصلبة مليئة بالعقارب والثعابين بهذا الجو الحار من ايام فصل الصيف القائظة…. خيل إليها في كل خطوة وفي كل عثرة ان ثمة حشرة تلسعها لتنتفض بين الفينة والأخرى فيما كان السائق يشفق عليها ويضيى بمصباح يدوي صغير بجيبه يستعمله بكل حرص وحذر قائلا: اصبري قد يرانا حيوان او انسان ما بسبب هذا المصباح…. كانت تدعو الله ان ينجيهم من الأذى بهذا الليل والظلام الدامس اخرج من جيبه عصا غليظة وقصيرة خلي هذي معاك وصلنا لهاد الدوار من الممكن ان يعترض سبيلنا احدهم ،اهربي انت حينها واتركيني اتدبر امري انا اخاف ان يعترض طريقنا مجموعة من الكلاب المتشردة او ذئب هائم بهذا الليل وكان الدم تجمد بعروقها وهي تتخيل هجوم مجموعة الكلاب المتشردة تلك…. بصيص امل وظل فرحة بات يلوح أمام ناظريها وهي ترى تلك الأسوار الحجرية الحمراء تبدو بصعوبة أمامهما مكثت مدة طويلة وهي تنتظر فتح الباب… سمعت صوتا عميقا يأتي من داخل البيت استدار السائق عائدا ادراجه… الى اين؟ الى حيث تركت سيارتي قد يسرقها أحدهم…. ست كيلومترات من جديد في انتظارك!!!؟؟؟ لا حل اخر المهم انت الان امنة هرول من جديد في اتجاه الكيلومترات الستة أمامه مساحات شاسعة أرض وعرة حر ….. وأشياء أخرى….لكنه مستعد بصدر رحب ليتحمل وخزات الأعشاب الشائكة ليصل الى سيارته ويقودها من جديد بعدما قاد موقفا انسانيا املته مروءته الاستثنائية ……!!!!!