فصل من رواية"رحلات بنكهة إنسانية" للكاتبة حورية فيهري_1 تنشر الأستاذة والكاتبة حورية فيهري فصولا من روايتها "رحلات بنكهة إنسانية" على موقع "العرائش أنفو" على حلقات يوميا. فصل اخر من رواية رحلات بنكهة إنسانية للكاتبة حورية فيهري بعنوان" التذكرة رقم 3 شهم من بنغلاديش" جلس البنغاليون الثلاثة وسط حوض نباتي صغير أمام دكان كبير ‘كانت الظلمة حائلا دون رؤيتهم بشكل واضح توقفوا عن تناول طعامهم الذي تخللته غمغماتهم بلغتهم الأم حين وقفت أمامهم تلك الشابة التي وقفت هنيهة صامتة مترددة تتأمل جلستهم تلك قبل ان تخاطبهم بالإنجليزية قائلة: هل تتكلمون الإنجليزية؟ اجابها أحدهم نعم انا وهو ينظر إليها بتوجس قالت :انا تائهة هنا بروما لقد ظللت طريقي…. تراجعت خطوات قليلة الى الوراء وهي تقول لدي عنوان الفندق الذي أنزل فيه لكن ليس في استطاعتي حاليا ايجاده… توقفوا عن تناول الطعام أمامهم وتناول أحدهم الورقة المدون فيها العنوان تمعن فيها قليلا قبل ان يستخرج هاتفه النقال من جيبه محاولا ان يجد الفندق عن طريق الانترنت عندما لم يفلح في إيجاد ضالتها توجه صوب رجل وامرأة تمسك كلبا ضخما وقفا أمام باب الدكان ،يبدو أنه كان بينه وبين الرجل والمرأة سابق معرفة سهلت له مهمة طلب مساعدتها لمعرفة العنوان المدون على الورقة ،وسرعان ما وجدت مبتغاها بالهاتف كانت تحاول التحكم في الكلب الضخم من خلال السلسلة الغليظة … قالت له بأنه يلزمها ان تستقل المترو للوصول إلى مبتغاها تدخلت الشابة قائلة: هل تمكنت من التعرف على المكان؟ رد عليها الرجل البنغالي قائلا : يجب أن تستقلي المترو المكان لازال بعيدا… شحب وجهها واعتلته علامات العبوس… والخوف … واين توجد محطة الميترو؟ بدأ الرجل يشير بيديه محاولا ارشادها بلغة إنجليزية ركيكة ومتكسرة لمكان محطة المترو قاطعته قائلة الان منتصف الليل ويزيد لا يمكنني أن أبحث عنه في هذه الليلة الظلماء ثم استدارت الى حيث تقف المراة والرجل وقالت له: ما رايك ان تسألها ان كان بامكانها ان تكلم سائق سيارة أجرة لكي يقلني الى حيث أقيم،وسوف أدفع لها ثمن المكالمة،فأنا وصلت للتو لإيطاليا والى الان ليس لدي شريحة هاتف خاصة بالبلد …. ثم استطردت… ترجم لها طلبي بالايطالية بقي صامتا لوهلة قبل أن يبلغ فحوى كلامها للفتاة التي وبحركة آلية وبدون تردد شرعت في الاتصال لتفاجا بالبنغالي يوقفها ليطلب منها التوقف ويتبادلان لفترة كلاما بالإيطالية لم تفهم منه الا اعتراض البنغالي من خلال حركاته ثم ما لبث أن دخل الدكان وجلس خلف مكتب وبدأ يبحث بهاتفه،تبعته مهرولة وهي تقول : من فضلك حاول معها مرة أخرى لكي تتصل بسائق أجرة …رفع رأسه ويداه ممسكتان بالهاتف ثم اجابها : سائق سيارة الأجرة سوف يطلب ثمنا مرتفعا ردت عليه قائلة لا يهم لدي نقود كافية مستعدة ان ادفع له ما يطلب المهم اتصل به دخلت المراة والرجل في أثرها والفتاة تشير له ان كان بالإمكان أن تتصل فأجابها: لن اسمح ان تدفع له ثمنا مرتفعا والمنطقة التي ستذهب لها قريبة لا يمكن….. …انه حقا رجل احن على جيبي مني….! بدا انه حسم أمره واتخذ قراره قرار وان كان يبدو بسيطا الا انه بالنسبة لرجل في مكانه يعتبر تضحية واي تضحية!!! تبادل كلمات قليلة مع البنغاليان اللذين كانا يتابعان ما يجري وهما جالسان وسط حوض النبات ذاك ،بملابسهما البسيطة ….. هلمي بنا خاطبها بإنجليزية ركيكة الى اين؟؟؟!!! ساوصلك ساغامر بعملي….!!! لو علم صاحب الدكان سيطردني… لا اود ان يقع لك اذى بسببي … اسرعي الخطى …اسرعي.. هرولا باتجاه محطة المترو كانت الساعة تقترب من الواحدة ليلا والظلام اشتد سواده … وصلا محطة المترو التي كانت فارغة تماما بعد دقائق صعدا القطار وتوجها صوب مقر إقامتها كان هاتف البنغالي لا يكف عن الرنين ...احجم عن الرد وماهي الا دقائق حتى وصلا المحطة القريبة من مقر إقامتها لكنها لم تكن لتعرف اين هي بالضبط …. بدأ الرجل يسرع الخطى ومن شارع لآخر تارة يسأل بعض الساهرين بالطرقات وعلامات وجهه تشي بالحذر….!! توقفا أمام باب الفندق،ثم سالها بسرعة :هذا هو؟ نعم هو أنا اشكرك جدا لا تقول شيئا … كان وهو يكلمها يرن هاتفه بدون توقف افتحي الباب اولا حتى أتأكد انك لن تبقي خارجا بهذا الظلام الدامس!!! لا تخافي مني لن اؤذيك رغم استمرار رنين الهاتف الذي يطالبه بالرجوع لعمله لم يبرح مكانه حتى تأكد انها فتحت الباب وولجت الى الداخل ليطلق ساقيه للريح ويختفي عن الانظار…. غامر بعمله بليلة ظلماء لفعل الخير فلله ذره من شهم لقد أنار بموقفه الإنساني قنديل الخير في قلبها وللمواقف الإنسانية رجالها……