بقلم انطوان لامبروشيني والكسندر اوسيبوفيتش اغرق الاعتداءان الانتحاريان اللذان استهدفا مترو موسكو صباح الاثنين المدينة في حال من الصدمة مع دوي الصفارات ورنين الهواتف الخليوية وهدير مروحيات الانقاذ التي كانت تحلق فوق موقع الانفجارين في وسط المدينة. فقد خرج مئات من سكان موسكو من مترو الانفاق والصدمة بادية عليهم وبعضهم كان يذرف الدموع, فيما كان رجل يحاول غسل الدماء عن وجهه بزجاجة ماء على ما روى مراسل لوكالة فرانس برس من امام محطة بارك كولتوري احدى محطتي المترو اللتين استهدفتهما امرأتان تحملان كيلوات من المتفجرات قامتا بتفجيرها في ذروة الازدحام. وسعى شاب لشق طريق بين صفوف عناصر الشرطة وهو يصرخ "يجب علي قطعا ان استقل المترو" فيما توقفت عشرات من سيارات الاسعاف في الجوار. وقال فيتالي وهو طالب في الحادية والعشرين من عمره فيما كان يخرج من مترو بارك كولتوري "اني مصاب بصدمة". وكان هذا الشاب في احدى مقطورات القطار متوجها الى بارك كولتوري عندما وقع الانفجار لكن قطاره توقف في النفق. وقال "عندما نذهب الى العمل لا نتوقع امورا كهذه". ولوحظ المشهد نفسه على بعد بضعة كيلومترات من هذا المكان, تحديدا امام محطة لوبيانكا في وسط موسكو التاريخي ليس بعيدا عن الكرملين. فشبكة مترو الانفاق في موسكو التي تعد من المعالم التي تفخر بها العاصمة الروسية, هي الاكثر استخداما في العالم مع نحو 5,8 مليون راكب يوميا. وقد سدت عشرات الشاحنات البرتقالية والحمراء اللون الساحة الشهيرة خصوصا لانها ضمت لزمن طويل اجهزة الاستخبارات السوفياتية وحيث يقع اليوم مقر اجهزة الاستخبارات الروسية (اف اس بي). وحطت مروحية في وسط الساحة بعيد الانفجار الاول الذي وقع حوالى الساعة 00,8 بالتوقيت المحلي (00,4 ت غ). واغلق الممر تحت الارض في محطة مترو لوبيانكا. وسمع صوت سائق القطار بعد دقائق قليلة من الانفجار الذي اوقع 24 قتيلا على الاقل وهو يقول "كونوا حذرين". ثم سمع صوت نسائي وهو يعلن في جميع محطات مترو الانفاق العاملة ان الخط المعني مقفل "لاسباب تقنية". وفي كل الاماكن الاخرى من بقية الشبكة تشدد الشرطة عمليات تفتيش حقائب اليد والامتعة. ويخرج الركاب من المحطات وهم يستخدمون هواتفهم الخليوية ليستفسرون عن اقارب لهم. وقالت ليديا سفيستونوفا فيما كانت تخرج من المترو "اني خائفة. اعتقد ان الرعب تملك الجميع" مضيفة "اتصلت بالجميع عندما علمت بما حصل". وقد اضطر العديد من سكان موسكو للذهاب سيرا على الاقدام الى اماكن عملهم بسبب زحمة السير الخانقة التي تسبب بها الاعتداءان وانتشار طواقم الاغاثة.وليست هي المرة الاولى التي تشهد فيها موسكو احداثا مروعة كهذه فقد كانت مسرحا لتفجيرات دامية في مطلع الالفية الثانية تبنى بعضا منها ناشطون شيشان, لكن وتيرتها خفت الى حد كبير في الاونة الاخيرة.