أعلنت السلطات الروسية الاثنين أن التحقيقات المبدئية تشير إلى تورط الانفصاليين الشيشان في تفجيري شبكة قطارات الأنفاق بموسكو، وباستخدام أكثر من 300 كيلوغرام من المتفجرات، في الهجوم الذي دفع بالولايات المتحدة لإتخاذ إجراءات أمنية مشددة في مترو أنفاق نيويورك. وقال مسؤولون روس إن انتحاريتين تقفان وراء الهجمات التي استهدفت قطارين ساعة الذروة الصباحية الاثنين، وتسببت في مقتل 38 شخصاً على الأقل، وإصابة 38 آخرين. وذكرت المصادر أن التحقيقات تنظر في التفجيرين المنسقين على أنهما ضرب من الإرهاب، استهدفا شبكة مواصلات حيوية يستخدمها 7 ملايين شخص للتنقل يومياً. وصرح عمدة موسكو، يوري لوزكوف، أن التفجيرين جرى تنسيق توقيتهما بحيث وقعا لدى اقتراب القطارين من المحطة لإيقاع أكبر عدد من الضحايا. وقال إن الهجمات نفذت بمتفجرات تراوح وزنها ما بين 300 إلى 400 كيلوغرام، وأعلن الثلاثاء يوم حداد رسمي على الضحايا. وقال الناطق باسم وزارة الطوارئ، إن الانفجار الأول، ووقع الساعة 08:00 صباحاً، استهدف محطة "لوبيانكا"، وهي من المحطات الرئيسية لشبكة النقل بالقطارات، وتقع بالقرب من الكرملين ومقر الاستخبارات الروسية في قلب العاصمة الروسية. وفي هذا الهجوم، لقي 14 شخصاً مصرعهم داخل قطار، بالإضافة إلى 11 آخرين قضوا نحبهم على رصيف المحطة. وبعد نصف ساعة، استهدف الانفجار الآخر، نفس خط القطار في "محطة كولتري بارك"، موقعاً 12 قتيلاً، غير أن التلفزيون الروسي وضع الرقم عند 15 قتيلاً. وقال ألكسندر بورتنيكوف، من جهاز "الخدمات الأمنية الفيدرالية"، إن التقديرات الأولية تشير إلى أنه عمل إرهابي من قبل جماعة إرهابية تنتمي لإقليم شمال القوقاز. وأضاف: "ننظر إليه على أنه السيناريو الأكثر ترجيحاً بناء على التحقيقات التي أجريت في مكان الانفجار." وذكر أن بقايا الانتحاريتين، وبحسب الاستنتاجات الأولية، تشير إلى أنهما من منطقة شمال القوقاز" وعلى الفور، اتجهت شكوك المسؤولين الروس نحو الانفصاليين الشيشان بالوقوف وراء التفجيرات. وعلى جانب متصل، دفعت تفجيرات موسكو بالسلطات الأمنية الأمريكية لتعزيز الإجراءات الأمنية في شبكة أنفاق نيويورك، كإجراء احترازي، وفق قائد شرطة المنطقة، بول براون. ومن الهجمات على قطارات روسية: في أغسطس/آب 2004، لقي عشرة أشخاص مصرعهم عندما فجرت انتحارية نفسها في مترو الأنفاق شمال شرقي موسكو. وجاء الهجوم في إثر آخر وقع في فبراير/شباط من العام نفسه، حيث فجر انتحاري حزامه الناسف في قطار للإنفاق بموسكو، موقعاً 40 قتيلاً و100 جريح. وأسفر هجوم انتحاري أثناء حفل موسيقي في موسكو عن مقتل 15 شخصاً عام 2003. ولقي المئات مصرعهم في أحداث "باسلان" عندما احتجز انفصاليون شيشان مئات الطلبة وأطقم التدريس داخل مدرسة عام 2004، وتوجهت أصابع الاتهام للانفصاليين كذلك في إسقاط طائرتين روسيتين نجما عنهما مقتل 89. ويذكر أن انفجاراً استهدف قطار سريع يربط بين موسكو ومدينة سانت بطرسبرغ ، أسفر عن مصرع نحو 30 شخصاً على الأقل، وإصابة 60 شخصاً آخرين، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وشهدت روسيا عدة حوادث على مستوى النقل بالقطارات في روسيا، ففي 13 أغسطس/ آب 2007، خرج قطار "نيفسكي" السريع عن خطه الحديدي، مما تسبب بجرح 60 شخصاً، وقالت موسكو آنذاك إن الحادث ناجم عن انفجار شحنة ناسفة في عملية وصفت بأنها "إرهابية." كما شهدت روسيا في أغسطس/ آب 2009 مقتل أكثر من 30 شخصاً عقب وقوع حادث في محطة "سايانو شوشينسكايا" الكهرومائية، وأشارت تقارير إلى إعلان تنظيمات مسلحة إسلامية مسؤوليتها عن الحادث، لكن موسكو نفت وجود خلفيات "إرهابية"، بعدما عجز الخبراء عن العثور على آثار للمتفجرات في الموقع.