قال مسؤولون بالشرطة الروسية أمس الجمعة إنهم يشتبهون في أن أرملة متشدد إسلامي من شمال القوقاز تبلغ من العمر سبعة عشر عاما نفذت الهجوم الانتحاري في مترو أنفاق موسكو والذي أسفر عن مقتل 40 شخصا. وكان ما يزيد على خمسين شخصا لقوا حتفهم وجرح مئة اخرون في تفجيرات انتحارية في مترو أنفاق موسكو وفي بلدة باقليم داغستان المضطرب في منطقة شمال القوقاز هذا الاسبوع مما أثار مخاوف من وقوع حملة تفجيرات جديدة داخل العمق الروسي. وأظهرت صور حصلت عليها رويترز من مسؤول بالشرطة في داغستان شابة ترتدي حجابا أسود اللون وتحمل قنبلة يدوية. وفي صورة أخرى ظهرت نفس الشابة تحمل مسدسا. ونشرت تلك الصورة في صحيفة كومرسانت أمس الجمعة. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية القضية ان المرأة تدعى جنة عبدالرحمنوفا وولدت في داغتسان وهي ارملة لمتمرد بارز يدعى أومالات ماجوميدوف عمره 30 عاما قتلته القوات الروسية في الحادي والثلاثين من دجنبر الماضي. وأضاف المصدر أن الشابة استخدمت أيضا اسم جنة عبد اللاييفا. وذكر المصدر أن ماجوميدوف الذى ظهر في الصور ممسكا بمسدس لقب نفسه "أمير المجاهدين بولاية داغستان" وهي جماعة اسلامية محلية. وفي وقت لاحق أعلنت وحدة التحقيقات الرئيسية بمكتب المدعي العام الروسي أن جنة هي المرأة التي نفذت الهجوم. وأفادت الوحدة في بيان "جنة عبداللاييفا المولودة في داغستان عام 1992 فجرت شحنات ناسفة في محطة مترو بارك كولتوري." ولم تعط مزيدا من التفاصيل. وقال مسؤولون ان انتحاريتين أطلقت عليهما وسائل الاعلام الروسية " الارملتين السوداوين" قتلتا مالا يقل عن 40 شخصا بمترو أنفاق موسكو خلال ساعة الذروة يوم الاثنين الماضي. ووقع الانفجار الاول قبيل الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت جرينتش) في قطار أنفاق كان متوقفا في محطة لوبيانكا القريبة من مقر جهاز الامن الاتحادي الروسي (اف.اس. بي). وانفجرت قنبلة ثانية بعد أقل من 40 دقيقة في قطار أنفاق كان متوقفا في محطة بارك كولتوري. وجاءت تفجيرات موسكو وداغستان الاخيرة في أعقاب تنامي وتيرة العنف في العام الماضي في أماكن متفرقة بجمهوريات شمال القوقاز التى خاضت روسيا فيها حربين ضد انفصاليين شيشانيين منذ تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991. وحمل رئيس جهاز الامن الاتحادي الروسي الكسندر بورتنيكوف جماعات متشددة مرتبطة بشمال القوقاز المسؤولية عن الهجمات بيد أنه لم يكشف مزيد من التفاصيل عن التحقيقات. وأعلن متمردون اسلاميون من الشيشان المسؤولية عن تفجيري مترو موسكو يوم الاربعاء الماضي وهددوا بمزيد من الهجمات ضد مدن روسية. وقال زعيم المتمردين الشيشان دوكو عمروف الذى يسمي نفسه "أمير امارة القوقاز" انه أصدر أوامره بتنفيذ التفجيرين الانتحاريين في موسكو "لتدمير الكفار" وردا على سياسات رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في شمال القوقاز.