تنشر الأستاذة والكاتبة حورية فيهري فصولا من روايتها "رحلات بنكهة إنسانية" على موقع "العرائش أنفو" على حلقات يوميا. فصل أخر من رواية رحلات بنكهة إنسانية للكاتبة حورية فيهري 4- نعم فللمواقف الانسانيةنساؤها ورجالها… مهما كانت بساطتها فانها لا ينبغي بحال من الأحوال أن تبخس ولا ان تنسى ولا ان تمحوها صفحات الذاكرة في تلك الليلة الليلاء والظلمة السوداء لم يكن يتخلل ذاك الهيقم ولا هاد امواج المحيط هادة ولا هزيز ولا دوي الريح ولا انهمار الأمطار بشدة بل تخللها انين واي انين انه انين صبي لم تتوقف الاوجاع عن انهاك جسده النحيف اشتدت حرارة جسده وارتوت وسادته ماء كمادات مؤقتة لم ينجح استعمالها في إيقاف الحمى ولا الام التسمم الحادة …تعود القهقرى كلما صاخت السمع لتفزعها فكرة الخروج بعد منتصف الليل بهذا الجو الماطر…الطرقات خاوية .. والشوارع ودعت زوارها مبكرا… الاستمرار بالترقب ليس هينا بحثت عن حذاء!!! لم تجد غير ذاك الحذاء البلاستيكي لا تدري ربما انتعلته بطريقة غير سليمة …. ركبتاها كانت تصطكان من شدة الخوف… حسمت أمرها حملته وقد بدأ لون وجهه يميل للزرقة مع انين خافت مكتث للحظات تنظر من خلف الباب ليتراءى لها ضوء سيارة أجرة قادما من بعيد … ما به!؟ حالته سيئة اسرعي اسرعي،فتح السائق الباب وهو يمسك الصبي متأثرا مسكين .اتركيه على راحته .يبدو انه تسمم … انطلق بسرعة كبيرة توقف أمام المستعجلات حمل الصبي بسرعة .. تبعته مهرولة وهو يبحث عن الطبيب فجأة وجدت الصبي بين يدي الطبيب المعالج الذي كان يحقنه لم تجد اثرا للسائق.. .. مر أكثر من ساعتين لتخرج حاملة الصبي ومعها وصفة دواء إضافية…. لم تكد تقف حتى فوجئت بيد تحمل الصبي عنها مرة أخرى انه السائق …مرت لحظات ليقف … أمام صيدلية المناوبة بقيت واقفة بعدما سلمها الصيدلي بعض الأدوية ليشير لها السائق خذي الدواء كله… لن يتبقى لي مال ان اشتريته … خذي وانا اكمل الباقي… ما بقي لديها اشترته دواء …لم يتبق لديها الا دريهمات …. قليلة…. عاد ليفتح الباب مرة أخرى ويأخذ الصبي ويسرع به لباب المنزل كانت الأمطار ما فتءت تنهمر بقوة ….تبللت ثيابهم حينما مدت يدها الضعيفة التي كانت تهتز ارتباكا ل لتسلمه الدريهمات لا لا ادخلي فالصبي مريض لكنك لم تأخذ لا أجرة الذهاب ولا الاياب .. انا مسامح لا اريد شيئا ثم أسرع ليستقل سيارته وثيابه مبتلة مياها ويبصم بموقفه بصمة إنسانية بدفتر رحلات بنكهة انسانية. يتبع…..