عادت من جديد عجلة الهجرة السرية، من سواحل شمال المغرب إلى جنوب إسبانيا، بعد شهور من الهدنة التي فرضتها الإجراءات الصارمة في حركة التنقل منذ إعلان حالة الطوارئ والحجر الصحي. زادت محاولات الهجرة السرية، خصوصاً مدن الشمال، خلال الأسابيع الأخيرة، ومع كل فيديو ينشره شباب مغاربة وهم يعبرون للضفة الأخرى عبر قوارب الموت، تفتح تساؤلات كثيرة بخصوص العوامل التي تدفع الشباب المغربي الى الهجرة السرية التي تحولت اليوم إلى هجرة علنية بسبب مواقع التواصل الاجتماعي. فالأسباب هي كثيرة ومتنوعة تشمل مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية . حسب المختصين، كانت لأزمة كورونا تداعيات اقتصادية واجتماعية مباشرة على الفئات المهمشة، إذ زادت من تعميق الهوة بين الطبقات الاجتماعية، وأجبرت الكثيرين على فقدان موارد رزقهم، سيما أصحاب الدخل المحدود وأصحاب المهن الصغرى والموسمية، كما أن شبكات التهجير استغلت جائحة كورونا وتداعياتها على شعوب الدول النامية، لتزيد من تكثيف نشاطها. فالأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، تظل محددات رئيسية في رفع وخفض نسبة الهجرة، فكلما زادت حدة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسة في البلاد، زادت محاولات الهجرة السرية، وكلما توّفرت مؤشرات على التنمية وتوافر ظروف العيش الكريم انخفظت تلك المحاولات.