إذا كان رجال المال و الأعمال منشغلون بمشاريعهم و مصيرها في ظل الكورونا و ما بعدها، والسياسيون يتحسسون مواقعهم و الكراسي التي يحتلونها، فإن تفكير الفلاسفة و المفكرين الأن منصب حول مصير الإنسان و أفقه المنظور، و تراجيديا الموت التي تنقلها وسائل الإعلام بين الفينة و الأخرى و مراسيم العزاء و الدفن الملغاة بقرار أو بدونه، و نحيب الأحبة المكتوم على فراق من يحبون، و القبور الجماعية التي تكاد تكون لمجهولي المصير المنتشرة هنا و هناك. مما يعيد التفكير في ثنائية الحب و الموت أمام هذا العبث الوجودي و اللامعنى المغلف بالخوف والقلق و الهلع و الفزع، هلع و قلق في مواجهة الجائحة و ثوابيت الموت الموزعة عبر العالم، وبين حب للأحبة صار وجودهم مهددا و تشبث ايروسي بالحياة، فكل ما حاق بنا الموت و صار دوي صوته مرتفعا إلا و أصبحت حاجتنا للحب أقوى. فهل بمقدور الحب أن يهزم الموت؟ و هل الموت قادرعلى إلغاء الحب؟ أم أن الحب لا يكاد يكون مجرد وهم نتسلح به في مواجهة جبروت الموت؟. لقد مر العالم بفترات وطفرات من الأوبئة لربما كانت أفضع من الكورونا19 قضت على ملايين البشر، و هذا يوضح أن الوباء كان هو فزاعة الإنسان منذ الأزل، وقد تكون هناك حقب لم نعرفها أودت بالعالم وقلصت من أعداد البشر. و في تقريره الذي نشره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، قال الكاتب رايدر كيمبول إن تفشي الطاعون وضع حداً لفترة حكم إمبراطور بيزنطة في القرن السادس، وقتل الوباء حينها بين 30 إلى 50 مليون شخص، بما يعادل نصف سكان العالم في ذلك الوقت، وبين عامي 1347 و1351، انتشر الطاعون -الذي عُرف في وقت لاحق باسم “الموت الأسود”- مخلفاً نحو 25 مليون قتيل، هذا ما أحصته أوروبا فقط، وربما تكون أعداد الموتى في آسيا وخاصة الصين أكبر بكثير، مع ذلك فإن المراقبين يقولون إن هذا الوباء على قدر وحشيته وفّر فرص عمل كثيرة انعكست على مستوى المعيشة، وخلال القرنين الخامس عشر والسابع عشر أودى الجدري بحياة قرابة 20 مليون شخص، أي نحو 90% من السكان في الأمريكتين، وهو ما ساعد الأوروبيين على استعمارهما وتغيير تاريخهما حسب رؤية بعض المحللين، وبين عامي 1817 – 1823 أودى وباء الكوليرا بحياة الملايين قبل أن تتفشى الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918 لتقضي على نحو 50 مليوناً شخصا على مستوى العالم، ليعود الفيروس بعد 50 عاماً ليقضي على مليون شخص في العالم بين عامي 1968 – 1970 سمي وقتها إنفلونزا هونغ كونغ، و بعدها سيظهر الجيل الأول من فيروس كورونا بين عامي 2002- 2003 الذي انتشر سريعاً في 26 دولة، وأصاب أكثر من 8000 شخص وقتل 774 منهم، ومع اختفاء الكورونا الأول ظهرت إنفلونزا الخنازير ثم إيبولا بين عام 2009 و 2019 مزهقة أرواح 575 ألفاً للأول، و11 ألفاً للثاني، وعلى الرغم من أن الجيل الثاني من كورونا لم يبالغ في القتل حتى الآن لكنه الأكثر رعباً و قلقا في العالم، وبالغ بعض الإعلاميين و السياسيين فأضفى عليه مزيداً من الرعب ليزيد هلع العالم المرعوب بالأساس، خاصة عندما تصرح المستشارة الألمانية بأن 60% من شعبها معرضين للإصابة بالفيروس فإن هذا الرعب و الهلع يصيب الناس بالفيروس قبل أن يصل إليهم، فالرعب أكثر تأثيراً من الفيروسات نفسها، وقد تكون حالة الهلع التي يعيشها العالم الآن ترجع إلى وسائل الاتصال والسفر التي طالما تباهى إنسان الحداثة و ما بعد الحداثة بإنجازها. إذن هل من منقذ من هذا القلق و الموت، و قبله الخوف و الهلع؟ هل حقا الحب قادر على تخليص الإنسان من قلق الموت؟ أم أنه يتخطى ذلك إلى القدرة على قهره و ليس فقط تخليصنا من الخوف منه؟ يقول إستروفيسكي في إحدى رواياته:” قالت قطعة الجليد و قد مسها أول شعاع من أشعة الشمس في مستهل فصل الربيع، أنا أحب و أنا أذوب، و ليس في الإمكان أن أحب و أن أوجد معا، فإنه لابد من الإختيار بين أمرين: وجود بدون حب و هذا هو الشتاء القارس الفظيع، أو حب بدون وجود و ذلك هو الموت في مطلع الربيع” هنا تلازمية الحب و الموت، باعتبارهما أكبر لغزين في الحياة، فكلاهما ضربة قدر صاعقة لا تفسير لها، كما تقول أحلام مستغانمي، و تضيف مع كل حبٍ، علينا أن نربِي قلوبنا على توقُع احتمال الفراق خاصة عبر الموت، والتأقلم مع فكرة الفراق قبل التأقلم مع واقعه، ذلك أنّ شقاءنا يكمن في الفكرة، أي فكرة الحب، لأننا في مواجهة الحب، كما في مواجهة الموت، لا شيء يفيدنا فنحن متساوون، نذهب نحو الإثنين، مجرّدِين من كل الأسلحة ومن كل الأسئلة. و لأن الحب موجود في كل زمان، وفي كل مكان، لكنه يشتد كثافة كلما اقترب من الموت كما يقول غابرييل ماركيز. و عندما نعبر في حياتنا اليومية قائلين “أحبك حتى الموت” أو “أموت في حبك” هنا يبدو التلازم مما يفرض علينا إعادة صياغة الأسئلة الوجودية الكبرى في الفلسفة، التي لم تهمل في مسارها هذا الرابط بين الحب والموت. فعند هايدغر على سبيل المثال، الدازاين Daseinأو الكائن-هنا هو “كائن-من أجل-الموت”، فالموت هو بنية وجوده لأن الواقع-البشريّ عاجز عن تخطّي إمكانيّة الموت، فالموت هو أن تكون الاستحالة الجذريّة لواقع-إنسانيّ ممكنة، فما أن يَنْوَجِد الكائن-هنا حتّى يتقلّد الموت، من هنا يرتبط الزمان عند هايدغر بالموت بشكل وثيق. و يشرح لڤيناس Levinasذلك قائلًا: “إنّ الزمان هو طريقة وجود الكائن المائِت، وبالتالي سوف يخدمنا تحليل الكائن-من أجل-الموت كمصدر لمفهوم جديد للزمان، الزمان كمستقبل الكائن-من أجل-الموت، مستقبل محدَّد حصريًّا بعلاقة الكائن الفريدة بالموت ككائن خارج ذاته” لذلك فالزمانيّة الهايدغريّة زمانيّة محدودة، أمّا جان لوك ماريون في كتاب “ظاهرة الحب: ستة تأملات” فقد تخطّى وهدم مفهوم هايدغر للزمان انطلاقًا من مفهومه للحبّ، فعنده تبقى إمكانيّة الحب غريبة عن إمكانيّة الموت، وذلك عندما نعبر من المستوى الأنطولوجيّ إلى مستوى الإروتيكي. من الناحية الأنطولوجيّة، لا يستطيع الإنسان أن يقرّر وجوده أو عدم وجوده، أمّا عندما ندخل منطق الحب فالمُحِبُ يقرّر جذريًّا أن يحبّ وأن يتقدّم في الحبّ أو يتراجع، وبما أنّ الحب علاقة بالآخر وهو يفترض وجود الآخر، فالمُحبُ يعطي الحبيب وعدًا، بل قَسَمًا، ويجعله يبلغ الحبّ ويصبح بدوره مُحبًّا. في الواقع، إنّ الموت يضع حدًّا للوجود غير أنّه لا يستطيع أن يضع حدًّا للحب، وذلك لأنّه بإمكان المُحب أن يحبّ مَن لم يَعُد هنا، أو من ليس هنا أو من ليس بعدُ هنا، فالاختزال الإروتيكي وعلى عكس الاختزال الأنطولوجيّ يبقى بلا قياس، إذ يتخطّى حدود الوجود والموت. إنّ الإمكانيّة الإروسيّة ليست “إمكانيّة الاستحالة” أي إمكانيّة الموت، بل هي “استحالة الاستحالة” أي استحالة الموت. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ جان لوك ماريون يتوصّل إلى هذا الاستنتاج لأنّه في فلسفته يتخطّى أفق الوجود والكائن والميتافيزيقا ليَدخل أفق الحب مُستبدِلًا الإروسي بالأنطولوجي. فالحبّ أقوى من الموت لأنّه لا يسكن أفق الوجود، بل أفقَه الخاص الذي يتخطّى كلّ أفق ويسبق كلّ أفق، فلا معنى للحب إلّا بفعل الحب، ولا وجود له إلّا في الأبديّة، يقول جان لوك ماريون في هذا الإطار: “يستبق المُحِبُ الأبديّةَ منذ بداية تقدُّمِه، إنّه لا يرغب فيها بل يفترضها مسبقًا”. و يقول غابرييل مارسيل في ما يتعلّق بالعالم وهو يسير نحو الموت، أن الحب أقوى من الموت “إنّ المسألة الجوهريّة الوحيدة تُطرَح بصراع الحب والموت، إذا كان فيّ يقين لا يتزعزع فهو أنّ عالمًا خاليًا من الحبّ لا يمكنه إلّا أن يغرق في الموت، وهو أيضًا أنّه حيث يستمرّ الحبّ، حيث يغلب كلّ ما يَنزع إلى إتلافه، لا يمكن الموتَ إلّا أن يكون مغلوبًا في النهاية” فلا يستطيع الموت إذًا أن يواجه الحبّ، وبحسب تعبير نشيد الأناشيد، في الأصحاح الثامن من كتاب سليمان حيث ينشد “المياه الغزيرة لا تستطيع أن تُطفئ الحبّ والأنهار لا تغمُرُه”. فالموت يصبح عَرَضًا لا يغيّر شيئًا على الإطلاق في جوهر الحب، ولا حتّى وَعد الأبديّة الذي يشكّل جذور الحب، فيصبح الحب بعد الموت أقوى لأنّه يصبح غير مرئيّ أكثر فأكثر ويصبح بالتالي أعمق، و هذا التجسيد لمفهوم الحب ولعلاقته بالموت نجده في رواية روسّو Julie ou La Nouvelle Héloïse حين تكتب جولي لحبيبها: “وداعًا، وداعًا يا صديقي العذب… مع الأسف! أَنْتَهي من الحياة كما بدأتُ لم أعُد أنا من أتحدّث إليك، فأنا بين ذراعي الموت… ولكن هل تحيا نفسي من دونك؟ من دونك أيّ سعادة سأذوق؟ لا، أنا لا أتركك، سوف أنتظرك. إنّ الفضيلة التي فَصَلَت بيننا على الأرض سوف توَحِدُنا في الإقامة الأبديّة، أموت في هذا الانتظار العَذْب: سعيدة جدًّا بأن أشتري بثمن حياتي حقَّ أن أحبّك دائمًا من دون جُرم، وأن أقوله لك مرّة جديدة”. تُعبّر جولي في هذه الرسالة عن حبّها الذي لم يتحقّق فعليًّا في هذا العالم، ولكنّه مستمرّ بعد الموت، متخطّيًا الموت وعَرَضِيّة الفراق. فالحبّ يُدخل الحبيبين في اتّحاد تجاوزي أبديّ لا ينحل. وعن هذا الحبّ الأقوى من الموت يضيف الروائي الكولومبي غابرييل مارسيل قائلًا: “أن نحبّ كائنًا يعني أن نقول: أنت لن تموت. ولكن ما يُمكن أن يكون المعنى الدقيق لقولٍ كهذا؟ من المؤكّد أنّه لا يُختَزَل بتَمَنٍّ، بما هو اختياريّ، بل هو يقدّم بالأحرى طابع ضمانة نبويّة … يمكن أن نعبّر عنها بالتحديد على الشكل التالي: مهما كانت التغيّرات الطارئة في ما هو تحت عينيّ، أنت وأنا سنبقى معًا؛ إنّ الحَدَث الذي وقع وهو من نظام العَرَض لا يمكنه أن يجعل وَعدَ الأبديّة المُتَضَمَّن في حبّنا باطلًا”. فالموت عاجزٌ عن مواجهة الحبّ وعن إبطاله، فأمام الحبّ يبقى الموت عَرَضًا لا يُغيّر شيئًا في جوهر الحبّ، ولا في قوّته، ولا في قَسَم الحبيبَيْن، بل يجمع بينهما إلى ما لا نهاية. فمُنذ أن يتلفّظ المُحِبُ، حسب جان لوك ماريون، بعبارة “أحبّك”، يدخل الأبديّة. إذ الحبّ مطلقًا وحده يستطيع أن يستمرّ بعد الموت الذي يفصلنا عن كلّ ما ليس الحبّ. من هنا يعتبر جان لوك ماريون أنّ زمانيّة الحبّ أبديّة، إنّها تفتح الأبديّة وتسبقها وتستبقها. ولكن يبقى السؤال: ألا ينحلّ القَسَم بين الحبيبين خاصة بعد الموت؟ يجيب جان لوك ماريون وجوابه حلٌ لهذه المسألة، وهو أن يحبّ المُحب بشكل تُصبح لحظة حبّه المقبلة الهيئة الأخيرة لوجوده. ولكن كيف؟ يقدّم إلينا هنا “تعليمًا إسكاتولوجيًّا” يصوغه بطرائق ثلاث: 1- “أحبِب كما لو أنّ لحظة الاختزال الإروسي المُقبلة تشكّلُ الهيئة الأخيرة لقَسَمك”، 2- “أحبِب الآن كما لو كان فعل حبّك المقبل يتمّم آخر إمكانيّة لك بأن تحب”؛ 3- “أحبِب في اللحظة كما لو لم تعُد لك أيّ لحظة أخرى لتحبّ إلى الأبد”. تذكّرنا هذه الصياغة، بصياغة “الأمر القطعيّ” عند كانط، غير أنّ جان لوك ماريون يَعْبُر هنا من الأخلاقيّ إلى الإروسيّ، أي من مستوى الأخلاق التي تبقى شاملة عامة، لا تلمس الإنسان بشيء في عمقه، وفي جسده، وفي إنيّته، إلى مستوى الحب الذي يختبره كلُّ إنسان في جسده، وفي ذاته، ويقوله ويعيشه بصيغة المتكلّم. نحن هنا أمام “أمر إروسيّ”، والإروسيّ على ارتباط وثيق بالإسكاتولوجيّ لأنّ الحبّ وحده يُدخلنا في الأبديّة منذ اللحظة الحاضرة، فلحظة الحبّ هي “ظهور الهيئة الأخيرة”، إنّها اللحظة التي أقرّر فيها أن أحبّ كما لو كانت اللحظة الأخيرة، إنّها لحظة إسكاتولوجيّة، فالحبّ ليس توقٌ إلى الأبديّة وحسب، بل هو ولوجها و المكوث داخلها، وبالتالي فالحب قويّ كالموت كما يقول نشيد الأناشيد، بل هو أقوى من الموت، مادام الموت يقول البير كامي هو ما يعطي للحب شكله مثلما يعطي للحياة شكلها، محوّلًا كل ذلك إلى قدر. فإذا ماتت المرأة التي تحبها فحبك لها سيبقى ثابتًا إلى الأبد، ولولا تلك النهاية لتلاشى، ولولا الموت لكانت الحياة سلسلة من الأشكال المتلاشية، ولحسن الحظ، هناك ما هو ثابت، الموت. و يشدد الفيلسوف والشاعر الفرنسيّ المعاصر جان لوي كريتيان Jean-Louis Chrétien، على الرابط بين قوّة الحبّ وقوّة الموت. فعندما ندخل الحبّ وهو مطلق يُختَزَل كلّ شيء به و فيه، ولا يعود هناك شيء خارجًا عنه، فالحبّ يتملّك الإنسان الذي يلِجُه ويصبح المكان الذي يسكنه المرء مكانًا لا يطاوله الفساد. عندما يمتلك الحب الإنسان يُدخله في منطقه الذي يفوق كلّ منطق ويتخطّاه، لأن للحبّ عقلانيّة خاصّة به تختلف عن عقلانيّة العالم، عن العقلانيّة المحدودة. وذلك لأنّه فيض، فيض من الحدس على القصديّة، إنّه “ظاهرة مُشبَعَة” بحسب تعبير جان لوك ماريون. و يبقى الحب إذن غير قابل للفهم وللإدراك بسبب لاتناهيه، هذا اللاتناهي الذي يغمر كيان الإنسان ونفسه ويجعله يبلغ وحدةً أصليّة داخليّة بعد انتهاء الزمان. وعن أبديّة الحبّ يقول أنجِلُس سيليزيوس: الرجاء يتوقّف، يتحوّل الإيمان إلى رؤيا/ لا تعود اللغات مَحكيّة وكلّ ما قد بُنِي/ يختفي مع الوقت: وحده الحبّ يبقى/ فلنركّز إذًا عليه منذ الآن” هذا هو الآن الأبدي المتجلي. و نحن الآن شعوب الأرض نحتاج إلى الإيمان بقيمة الحب، الحب للحب ذاته، حب الإنسانية، حب الحياة، حب الوجود، حب الانتصار على أية مخاطر وبائية، حب تتحول من خلاله العزلة إلى مزيد من الإنفتاح، والخوف إلى الطمأنينة والتماسك، وليس الشماتة، التي تمارسها الجماعات الإرهابية في حق الشعوب. و نحتاج إلى بث روح الإرادة، والقوة لكي نحول من خلالها الخسائر الناجمة عن هالة الهلع إلى مكاسب ثقافية وسياسية واقتصادية ومجتمعية تعد بغد أكثر إنسانية ما دام الحب وحده ما يعطي للموت معنًى، بل إنّه المعنى، وبالتالي فهو يعطي الحياة معنًى، وهي تسير باستمرار نحو اللقاء الأبديّ والفرح الذي لا نهاية له. فما الأبديّة إلّا لحظة حبّ خالدة وأبديتنا هي تخليد أرواح الذين سقطوا جراء الكورونا بتشييد عالم خال من موت مفجع على الأقل ما دام الموت خلاصنا الأبدي. و كل حجر و انتم محبون