هل تمت إحساس في الدنيا أروع من الإحساس بالحب ؟أو على الأقل الإحساس بطعم السعادة ، نعم هناك من هو أشد روعة وأروع لذة إنها لذة الفراق . ربما قد يسألني البعض : ومتى كان الفراق لذيذا ...؟ وهل نشعر حقا بهذه اللذة ؟ سأجيبكم بكل بساطة : نعم ، بل هي اللذة عينها لكننا للأسف لانكتشفها إلا في اللحظات الأخيرة أو في الحلقة الأخيرة من مسلسل الحب الذي يعيشه كل واحد منا ، نتتبع أثر الأحداث ونتورط داخل هذا المسلسل المسمى "بالحب" والغريب في الأمر أننا نكره الفراق ونحن من أردنا ذلك لأننا أخرجنا الحلقة وقمنا بتشخيص الأدوار وفي نهاية المطاف نبكي ، نتألم ..ونتحصر على فراق الأخر ، هذا الأنا الذي ليس بأنا ، لكن مرور الأيام ، وتوالي السنوات تجعل من بطارية قلبنا تشتغل مرة أخرى ، عندها نحس معها باللذة الفراق ونسخر من الأخر ، وكأننا نحتاج لحقنة الثقة بالنفس . لازالت أتذكر كتاب النسيان للروائية العالمية أحلام مستغانمي :" نسيان كوم " (هل ثمة ماهو ّأكثر سعادة من الفراق )(ص19) وهي قولة شهيرة للكاتبة السورية غادة السمان . وكم يمضي الفراق بلا لقاء ولكن لا لقاء بلا فراق ( من أقوال : ناصيف اليازجي ) ، فلا أدري لماذا نحزن على فراق من أحببنا رغم معرفتنا أنه مهما عشنا لأجل الأخر لا بد وأن نفترق والموت هو أول من يفرق بين الأحباب وقد صدق الشاعر حين قال :" ياطالب الفراق مهلا لا يغرنك العناق *فطبع الزمان غدر وآخر الصحبة الفراق ". وكما يقال" الحياة مليئة بالحجارة لاتتعثر بها ، بل إجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح " فالفراق أحبائي القراء ،الفراق ليس سوى محطة من محطات الحياة نلتقي ونفترق ثم نلتقي ونفترق مرة أخرى . فلا تجعلوا من الحزن رفيقا ولننسى مافات ولانحزن(كتاب لاتحزن لدكتور عائض القرني ) لأن الحزن لايدوم والسعادة لاتدوم وإنما لكل شيئ وسط وإعتدال في عالم إختلطت فيه العديد من المصطلحات ولازالت أذكر إحدى المقولات التي تأثرت بها فكريا وهي التي نشرت على أحد المواقع الإلكترونية: تحت عنوان هل مزال بوسعنا أن نكون سعداء اليوم ؟ "هل مازال بوسعنا أن نكون سعداء؟ فالعالم يتغير من حولنا بسرعة لا نكاد نضبط لها إيقاعا. والحياة التي تسري فينا تسحبنا بعيدا عن ذواتنا، فلا تترك لنا أثرا لألفة تجمعنا بأنفسنا ولا بالعالم الذي نعيش فيه" للباحث الملقب بزعيم الفلاسفة الجدد بالمغرب" عبد الصمد الكباص " . ومنه نكتشف أن الحياة وما تخفيه لنا من أنباء ولقاءات وأشياء اخرى تجعلنا نؤمن حقا بضرورة وجود الفراق ، وأن نكون دائما على إستعداد تام لهذه اللحظة . لحظة الفراق . فراق الأحباب......، فراق الأصحاب .....، فراق الزوج... ، فراق الحبيب.... ، فراق الأستاذ .... -------------------------------------------- 1- الكاتب : يحي بنضيف بارك الله فيك.مزيدا من الكتابة.وبالتوفيق .