ما بك تبدو قلقا هذا المساء ما بك سعيد ؟ اخبرني أنا أعرفك جيدا !!لا يمكنك أن تخفي عني شيئا، مشاكل في الشغل فحسب، طيب حاول أن تنسى، أوكي سأحاول. سعيد كان مصرا هذا المساء على إثارة كل الأسئلة التي راودته، طيب من أين سنبدأ ؟سألت، أجابها: ابدئي أنت، لا أنت، حسنا لدي بعض الأسئلة، أرجو أن تجيبيني بصراحة، قالت له: تفضل، أولا، لماذا أعطيتني بريدك من دون أن أطلبه وأعطيتني الهاتف بعد يوم واحد من الدردشة؟ بسرعة وبدون تردد قالت له ارتاح ليك قلبي (يعلم الله لكم واحد ارتاح قلبك ) قال في نفسه، آه ولكن الهاتف، قاطعته بغضب المنهزم في معركة الحوار، هل أنت تحاسبني؟ الآن أنا لا أحاسبك أنا فقط أريد أن أعرف كم شخصا أرتاح له قلبك للوهلة الأولى، لعل قلبك ممتلئ بالطيبين؟ ! أرجوك، أنا لا أعرف أحدا غيرك، غريب أمر الحواسيب ومزعج ولا أحد يستطيع التكهن بما يجري في الكواليس خلف الشاشات الزجاجية، والنوافذ الويندوز، بلغة شكسبير، أنظري أنا سألتك فأجيبي وإلا فأنت تخفين شيئا عني، ماذا يمكنني أن أخفي؟ أحرجتها أسئلته فقالت:عموما سنلتقي هذا الأحد، أجابها نعم سنلتقي ونضع النقط على ما تبقى من حروف الإحساس بالحب العذري الذي تبعثرت حروفه على ملامس الحواسيب هذه الأيام. ودعها وأغلق المسنجر وتوجه إلى احد مواقع الشعر، ليقرا عن هذا الإحساس العميق الحب سيل لا يستطيع إيقافه أحد لا نملك إلا التسليم له لما يحل بقلوبنا ضيفا وفي رابط آخر دخل إلى قصيدة للسياب يقول فيها: وأيقنت أن الحياة بغير الهوى قصة فاترة واني بغير التي ألهبت خيالي بأنفاسها العاطرة شريد يشق ازدحام الرجال وتخنقه الأعين الساخرة أبيات روعة من شاعر أروع يفيض شعره حبا وإحساسا وألما، أبحر شعرا إلى وقت متأخر وطاف على جميع قصائد الغزل وحفظ بعضا منها، هو يبحث لكن هل سيجد ما يبحث عنه؟ أم هو مجرد وهم يسعى من خلاله نسيان بعض الجراح الغائرة؟. التي قد يمحوها الزمن وقد لا يمحها، يصعب النسيان ويصعب التفكير في من تخلص له، ثم تعلم بعد حين انك كنت تنفخ في رماد، أصر سعيد أن يواجه الواقع وسيخبرها بكل شيء، سيحاورها بجرأة وواقعية اكتر من واقعيتها، هي لأن الوقت أنفاس لا تعود وحان الوقت ليصارحا بعضهما بعيدا عن الحواسيب وغرف المسنجر، فهل سينجحا؟……..