من بين المقولات الشهيرة في العصر الحالي هو أن الزمن الدراسي يحدد الزمن السياسي، و نحن الأن نعيش زمن الكورونا و بالتالي فهذا الزمن سيحدد كل الأزمان و المجالات الأخرى يهمنا منها الآن الموسم الدراسي. طبعا الوزارة سارعت منذ بداية انتشار الجائحة ببلادنا إلى توقيف الدراسة الحضورية و بالضبط يوم 16 مارس 2020، لتعويضها بالدراسة عن بعد، التي أثبتت العديد من الإحاصيات و المؤشرات أنها فاشلة، و التي لم يسفد منها إلا حوالي 7.03% من التلاميذ و الذين يبلغ عددهم هذا الموسم 8 ملايين و 208 ألف، في الوقت الذي استفاد من التعليم عن بعد 600 ألف تلميذ و تلميذة، حسب تصريح وزير التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي. و إذا كان التعليم عن بعد باعتباره تجربة جديدة بالمغرب قد أقبلت عليه بحماسة هذه النسبة القليلة جدا فإن هذا الحماس ما لبث يخفث تدريجيا، في الأيام الأخير لعدة أسباب منها مادي و نفسي خاصة سبق و تحدثت في حديث سابق عنها و أن الحجر الصحي المفروض بدأت أتعكاساته السلبية تظهر في شكل تمرد الناس و خروجهم إلى الشارع في العديد من المدن. و بالعودة إلى الموسم الدراسي الذي لا تبدو ملامح نهايته واضحة حتى عند صناع القرار بالوزارة، الشيء الذي دفعهم إلى إطلاق استمارة أو لنسميه استطلاع رأي المعنيين من تلاميذ و أمهاتهم و آبائهم وصولا إلى المدرسين، في أفق تشكيل رؤية لتنزيلها. لكن في غياب معرفة نهاية الجائحة لا يمكن الحديث عن أي خطة اللهم إذا كنا مستعديد لتأمين العودة الى حجرات الدرس و إجراء الإمتحانات الإشهادية في ظل الحجر الصحي، و هذا أمر يتطلب إمكانيات هائلة لا تمتلكها بلادنا بكل تواضع و يعتبر مغامرة غير محسوبة العواقب، لذلك أعتقد أن الحكمة تقتضي اتخاذ إجراءات استثنائية ما دام الأمر يتعلق بوضع إستثنائي و في هذا الصدد أقترح تحت شعار “إنقاذ الأرواح قبل الدراسة و الإمتحانات” ما يلي: الإعلان عن إنتهاء الموسم الدراسي رسميا. إعلان كل التلاميذ ناجحين في المستويات التعليمية، عدا الثانية باكالوريا ما دامت الوزارة قد سجلت أن نسبة النجاح السنة الماضية بلغت 89% بالنسبة للمستوى السادس من السلك الإبتدائي، بينما في المستويات الأخرى تقارب 98% و كذلك بالنسبة لمستوى الثالثة من السلك الإعدادي الذي بلغ 67.9%، بينما في المستويات الإعدادية الأخرى يتجاوز 80% دون الحديث عن نسبة النجاح في الباكالوريا التي شهدت قفزة كبرى الموسم الدراسي الماضي بحيث بلغت %77.96 في حين تصل النسبة بباقي المستويات الأخر إلى أكثر من 90%. ارجاء امتحانات الباكالوريا إلى الأسبوع الثالث من شتنبر المقبل في حال تم احتواء الجائحة و القضاء عليها في أفق شهر يوليوز 2020. إجراء امتحانات الباكالوريا الوطنية و الجهوية في المقروء من المقرر حضوريا، أي في الدروس حيث توقف التلاميذ يوم 14 مارس 2020. اجراء دروس الدعم و المراجعة في الأسبوعين الاول و الثاني من شتنبر خاص بالتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات الباكالوريا الوطني و الجهوي، قبل إجراء الإمتحانات. فتح باب الدورة الإستدراكية في وجه كل من لم يتوفق في الدورة العادية، ما دام عددهم لا يقل عن 10% من المرشحين. الغاء مباريات الإلتحاق بالمعاهد العليا و المدراس و ارجاؤها الى شهر نونبر 2020. إرجاء الدخول المدرسي إلى نونبر 2020 مع تقليص المقرر الدراسي السنة المقبلة بالشكل الذي يجعله يركز على التعلمات الأساس بنسبة كبيرة. بداية الموسم الدراسي المقبل من حيث توقف التلاميذ يوم 14 مارس 2020 خصوصا بالنسبة للتعلمات الأساس بالابتدائي (القراءة و الكتابة باللغتين العربية و الفرنسية و الرياضيات). برمجة حصص الدعم طيلة الدورة الأولى الموسم الدراسي المقبل لتدار ما فات هذا الموسم. فتح الباب أمام الأساتذة للمساهمة في مهام وطنية من قبيل القيام بحملات التوعية و التواصل و القيام بالمهام المكتبية بالمستشفيات في حال تفاقم الوضع. و كل حجر و أنتم تلاميذي الأعزاء بخير