برشلونة : مصطفى منيغ ما بُنِيَ مُبَكِّراً لمواجهة العواصف ، يبقَى مُتجمَّداً يتلاشى مع مرور الزَّمن تلاشي بقايا مَطَرٍ مِن فوقِ رَصيف ، إن لم يُصاحبه عقل عارف ، يحسبها وفق قاعدة استباق الحدث باستقراء المؤشرات حين وقوعها الواحدة نلو الأخرى بفِقْهٍ لمعلومةٍ دقيقةٍ يُضيف ، لا تُخطِئ الآتي نهاية آخرها ولو بفترة قصيرة تكون كافية لتجميع الصَفِّ المكَلَّف أصحابه بمسؤوليةِ سرعة التَّصَرُّفِ بما يتقابل وأَحْكَم تصريف ، جاعل المردودية مهما تخلَّلَتها من صِعاب وعوائق وصُرُوف بمثابة ربحٍ وَفيرٍ ضرره خفيف . المغرب حينما قرر تشييد “ميناء طنجة المتوسطي”بغلاف مالي ضخم كان يصعد سُلَّم الاكتفاء الذاتي الاقتصادي درجاً بعد آخر كبُعْدٍ استراتيجي يُطَبَّقُ خطوة خطوة على أرض الواقع في تبات وصمت وانتباه شديد لرد فعل الجارة الاسبانية المبتدئ بهمسات بين مكاتب واضعى القرار فيها مستخلصة ما وضعته في حسبانها من تقارير مخابراتية عملت على النبش في نوايا القصد المغربي من بناء ميناء بحجم ومقاييس دولية مأخوذ بعين اعتبار الدول الكبرى في التعامل مع الخدمات المقدمة من طرفه في جميع مجالات تخصصه كمعلمة بحرية تقرِّب المغرب من التقدم الفاتح حياله التعامل الند للند مع مؤسسات الملاحة البحرية الكبرى عبر العالم ، طالما طرحت اسبانيا مثل السؤال على أذكياء خبرائها في الميدان : ما السر في اقدام المغرب على تشييد مثل الميناء وله في مناطقه الشاطئية مواني “طنجة” و”العرائش” و”القُنَيْطِرَة” الغير بعيدة بعضها عن بعض ؟؟؟، ولم تدرك ساعتها الجواب المقنع لغاية أوان الحسم التاريخي بغلق المملكة المغربية ممرِّ “سبتة” غلقاً نهائيا بما طبَّقت عليه من قوانين تخصّ تدابير المطارات لسد أي باب للتراجع مستقبلا إلا في حالة واحدة لا غير ، أن تُنْهِيَ اسبانيا احتلالها للمدينة المغربية تاريخاً وأرضاً . الترتيب جزء من التنظيم المُبْدِي مستوى الوعى المُطَعَّم بتحويل العِلم المُلَقَّن من النظري إلى العملي تمشياً مع متطلبات العصر السارية الاستجابة لها وفق موازنة مهيأة مكيفة جوهرياً مع القدرات المادية المتطورة للأحسن في الدول المتقدمة صغيرة كانت أم كبيرة ، الترتيب المجزأ تركيبه بين استحضار الماضي لمواجهة الحاضر بما يلزم من صمود التشريعات القانونية الآتي المستقبل بانصافها جملة وتفصيلا ، ولقد كان المغرب مؤهلا ليرتب مثل الترتيب بنجاح اختياره للتوقيت الذى اربك الاسبان في الحكومة المركزية بالعاصمة مدريد، أو تلك الذاتية الحكم في “سبتة” المُستعمَرة ، إذ اغلاق الممر المذكور معناه انتهاء مرحلة امتصاص دم الاقتصاد المغربي من طرفٍ لم يقدِّر في يوم من الأيام أن صبرَ المغرب سينفذ بمجرد الدخول في مرحلة القدرة الكاملة على حماية كيانه مهما كان القصد استحضاره في أي معركة قد تُفرض عليه . البعض في مدن “الفْنِيدَقْ” و”المْضِيقْ” و”مَرْتِيلْ” و”تطوان” و”القصر الكبير” ممَّن كانوا يتعاطون التهريب “المَعِيشِي” وهم بالآلاف ، أظهروا قلقاً ونوعاً من عدم استحسان مثل القرار، المُبعد إياهم عن مثل الممارسة ، لكن حبهم للوطن زرع في قلوبهم ما يغيرون به ربحاً ما تلاءم مع اصلهم النبيل المخترم الشريف ، وممَّا زاد الأمر اطمئناناً على نفس المحيط ، أن فيروس “كرونا” وهو في طريقه لولوج العمق المغربي بواسطة ذاك الممر، يصطدم بالباب الصلب مُغلق ، وهذا وحده علامة من علامات البناء المُبكر لمواجهة العواصف ، وترتيب المُرَتَّب حرصاً على مغرب مغاربة علَّمهم الصبر أن المستقبل بما يخططون له حاضراً القائم على التمسك بالحق والتعامل بالتي هي أحسن ، وحب الخير للجميع ، وعدم التفريط في مكتسباتهم المشروعة والنضال الهادي المتحضِّر لاسترجاع ما ضاع منهم خلال ظروف معينة ، و بالتالي تشبثهم الدائم بالسلام .