بعد معركة الأمعاء الفارغة البطولية التي دخل فيها معتقلو حراك الريف المرحلين تعسفا من سجن عكاشة، والتي بسببها كادت أرواحهم أن تسلم نفسها لباريها لتلتحق بمقام الشهداء. وبعد تحرك المجلس الوطني لحقوق الإنسان للقيام بوساطة بين المندوبية العامة لإدارة السجون والمعتقلين المضربين عن الطعام، فأرسل ثلاثة وفود في نفس التوقيت من يوم الخميس 2019/4/25: الأول إلى سجن طنجة 2 ويضم عضوين وطنيين في المجلس وهما: مدير الحماية والمسؤول عن السجون مركزيا، بجانب أعضاء من اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بطنجة، والثاني إلى سجن رأس الماء بفاس يضم أعضاء من اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بفاس، والثالث إلى سجن الناظور2 يضم أعضاء من اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالحسيمة والناظور، لمباشرة حوار مع المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام. وعقب حوار مطول وتشاور المعتقلين الموجودين بسجني رأس الماء بفاس وطنجة2 فيما بينهم عبر الهاتف؛ رفع معتقلونا السياسيون إضرابهم عن الطعام مقابل الإستجابة لمطالبهم الاستعجالية، باستثناء المعتقل السياسي ربيع الأبلق الذي لا يزال يرفض تعليق إضرابه عن الطعام ما لم يتم تجميع معتقلي حراك الريف بسجن الناظور2 (سجن سلوان). وتتمثل المطالب الاستعجالية للمعتقلين في: -تجميع كل معتقلي حراك الريف في سجن الناظور 2(سجن سلوان) ، وفي انتظار تحقيق ذلك تجميع المعتقلين داخل السجون التي رُحِّلوا إليها وضم المعتقل السياسي محمد المجاوي إلى رفاقه بسجن طنجة2. -توحيد موعد الزيارة الأسبوعية للمعتقلين السياسيين الموجودين بنفس السجن، وتحديد مدة الزيارة في ساعتين. -تحسين شروط إقامتهم داخل السجن على مستوى : المأوى، التغذية والطبخ، الفسحة، التطبيب، والتعليم. وفي الوقت الذي نحيي فيه معتقلينا الأبطال على صمودهم واستماتتهم في الدفاع عن كرامتهم وحقوقهم وحريتهم إلى حد الاقتراب من الشهادة، وفِي الوقت الذي نهنئ فيه عائلاتهم وكل عائلات معتقلي حراك الريف، عن انفراج كربها، ولو مؤقتا وجزئيا، بتعليق معتقلينا لإضرابهم عن الطعام بعد الاستجابة لمطالبهم الاستعجالية؛ فإننا ندعو المندوبية العامة لإدارة السجون إلى ضرورة الالتزام بوعودها وتعهداتها والإسراع في تنفيذها بتجميع كافة معتقلي حراك الريف في أقرب سجن إلى عائلاتهم، وهو سجن الناظور 2 (سجن سلوان)، وتحسين وضعيتهم، ووقف الممارسات الاستفزازية والانتقامية تجاههم. ونحملها مسؤولية أي تماطل أو تحايل في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بينها وبين المعتقلين السياسيين بحضور وفود المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وإذا ما كان احتكام المندوبية العامة لإدارة السجون لصوت العقل واستجابتها للمطالب الاستعجالية لمعتقلينا تم بفعل وحدة وعزيمة المعتقلين وصمود عائلاتهم ودفاعهم وكل الهيئات الحقوقية والمدنية والسياسية والفعاليات المناضلة؛ فإننا ندعو الجميع: معتقلين سياسيين، وعائلاتهم، ودفاعهم، وكل الهيئات الداعمة لقضيتهم محليا ووطنيا ودوليا، إلى جعل جهودهم تنصب على معركة إطلاق سراح كافة معتقلي حراك الريف، وباقي الحراكات الاحتجاجية بالمغرب، وكل معتقلي الرأي، حتى نجعل انتصارنا الجزئي مقدمة للانتصار الأكبر: انتصار الحرية، حرية المعتقلين السياسيين والوطن. وهو ما لن يتحقق إلا بتوحد جميع الإرادات الحرة والضمائر الحية والذوات الفاعلة على مطلب إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووقف المتابعات وتحقيق مطالبهم المشروعة والعادلة. وبالمناسبة، نهنئ عائلات معتقلي حراك الريف على نجاح وقفتها الاحتجاجية أمام مقر المندوبية العامة لإدارة السجون يوم 26 أبريل 2019 بدعوة من جمعية ثافرا للوفاء والتضامن، ونحيي السيد أحمد الزفزافي رئيس الجمعية على كلمته في نهاية الوقفة التي أرعبت بصدقها وصراحتها المؤلمة مؤسسة المندوبية العامة لإدارة السجون فخرجت ببلاغ توضيحي لا يوضح شيئا بقدر ما يتهجم بشكل مغرض على السيد أحمد الزفزافي ويتهمه "بخدمة أجندات مشبوهة"، وهو أمر لا يليق بمؤسسة يفترض أنها لإعادة التربية والإدماج. ومن جانبنا، نتحدى المندوبية بأن تثبت ما زعمته في بلاغها التضليلي وتكشف عن تلك الأجندات وتسمي من يقف وراءها. وننبه محرري ذلك البلاغ الإنشائي بأن تهمة "خدمة أجندات مشبوهة" هي نفسها التهمة الباطلة التي لُفِّقت لمعتقلي حراك الريف وحوكموا بسببها بعقوبات قياسية في جورها وظلمها. وننصح المندوبية بأنه بدل استعارة تهما من محاضر الضابطة القضائية المفبركة لمعتقلي حراك الريف واتهام عائلاتهم بها وعلى رأسها رئيس الجمعية السيد أحمد الزفزافي لمحاولة إخفاء خروقات إداراتها في حق معتقلينا، عليها العمل على إنقاذ المعتقل السياسي عماد أحيذار الذي دخل في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 20 يوما بالسجن المدني بالحسيمة بالاستجابة لمطالبه، وكذا وقف الممارسات اللاقانونية والرعناء لإدارة سجن رأس الماء بفاس في حق المعتقل السياسي حسن باربا وتلبية مطالبه المشروعة المتجسدة أساسا في نقله إلى المستشفى للعلاج ورفع الحصار المضروب عليه من طرف بعض الحراس الساديين لدرجة منعه من التحدث بلغته الأم الأمازيغية مع أفراد عائلته، بالإضافة إلى إنقاذ حياة ربيع الأبلق الذي جاوز أربعين يوما من الإضراب عن الطعام. وختاما، نحيي كل من آزر العائلات في وقفتها أمام المندوبية العامة لإدارة السجون، ونشكر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على تكريمها المتميز لعائلات معتقلي حراك الريف في مؤتمرها الوطني الثاني عشر. كما نحيي بقوة أهلنا بأوروبا على تضحياتهم ونضالهم من أجل قضية معتقلي حراك الريف. وندين الهجمة البلطجية المخزنية على الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها اللجنة المحلية بطنجة لدعم معتقلي حراك الريف وكافة المعتقلين السياسيين مساء يوم 25 أبريل 2019. ونعرب عن تضامننا المطلق مع ضحايا ذلك الهجوم البلطجي، ومع كل الأحرار والحرائر الذين يتعرضون للمضايقات والاستدعاءات والاعتقالات بسبب دعمهم اللامشروط لمعتقلينا السياسيين ولعائلاتهم. عن جمعية ثافرا للوفاء والتضامن لعائلات معتقلي الحراك الشعبي بالريف