قبل توليه مقاليد المنتخب المغربي، كان رشيد الطوسي من أشد منتقدي الناخب السابق البلجيكي إريك غيريتس، لكن الرجل الذي عول عليه المغاربة لقيادة منتخبهم كشف لهم عن عجزه عن عبور الدور الثاني في نهائيات كأس أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا في نسختها 29، كما وعد هو نفسه بذلك. فهل سيعجل إقصاء المنتخب المغربي من العرس الإفريقي برحيل الطوس، وهو بالكاد قد حل الركاب بقيادة الأسود؟ فالطوسي وفي كل تصريحاته الإعلامية التي سبقت بداية المنافسة الإفريقية، ظل يؤكد بأنه ذاهب لبلاد نالسين مانديلا لإعادة الشرف لكرة مغربية “مفشوشة”، نهشتها عاديات الزمن بتناوب مدربين فاشلين عجزوا عن إدخال الفرحة لقلوب الجمهور المغربي الذي عانى مجددا مع فريقه الوطني بتكريس عقدة الدور الأول التي غالبا ما عانى منها أمام أصحاب الأرض طيلة السنوات الماضية. لم يقدم الطوسي أي إشارة إيجابية وهو يدرب الفريق الوطني في النهائيات: “كوتشينغ”سيء، وغياب لروح المجموعة التي كان مطالبا بفرضها، و اختيارات لم تكن ناجحة جعلت الفريق الوطني يخرج من الدور الأول، الذي لم يعد يرضى بتجاوزه مكرسا نفسه بين صفوف الفرق الصغيرة بدلا من التنافس مع الكبار. في تبريره للإقصاء، قال الطوسي بأنه كان غير محظوظ في الدور الأول مع الفريق الوطني، في وقت لم تعد فيه الكرة الإفريقية تعترف بضربات الحظ، والتبريرات التي قدمها لن تشفع له ولن تجنبه غضبة الجمهور المغربي، الذي يحمله أزمة المنتخب الجدية، خاصة وأنه كان مسؤولا عن اختياراته التقنية بعدما أبعد لاعبين من حجم بوصوفة وكارسيلا اللذين كانا قادرين على تقديم الإضافة لخطوطه في ملاعب جنوب إفريقيا. إقصاء جديد للفريق الوطني جعل علامات الإستفهام الكبيرة تطرح بخصوص المصاريف الكبيرة التي تم تخصيصها لينجح الفريق الوطني في أقصى الجنوب الإفريقي، اموال طائلة رصدت لينجح “كومندو” الطوسي في مهمته، لكن لاشيء حصل.. لتظل حصيلة الفريق الوطني هو الخروج من جديد من الدور الأول الذي ربط معه المغرب “اتفاقية” غير محدودة في الزمان والمكان.. مرة أخرى تعجز الأسود عن الزئير في جنوب إفريقيا، والمحترفون سيرحلون من جوهانسبورغ ليحطوا الرحال ببلدان إقامتهم، والمحليون سيكونون في عين العاصفة بالمغرب يتلقون انتقادات من جمهور الكرة في واحدة من المظاهر المألوفة في كل مشاركة للمنتخب المغربي في نهائيات كأس أمم إفريقيا. “عار” آخر يحل بالفريق الوطني الذي عجز عن مجاراة إيقاع كبار القارة السمراء، التي عادت لتقدم منتخبات جديدة، وفي انتظار تنظيم المغرب لنهائيات كأس أمم إفريقيا، سيقدمون للشعب الوعود المعسولة، فجمهور “الجلدة” المكورة ذاكرته قصيرة وغالبا ما ينسى بسرعة..