الدول المستوردة للنفط في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستحتاج لأكثر من 160 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث القادمة قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، أمس الثلاثاء، إن الولاياتالمتحدة قد تخسر فرصتها في إعادة رسم السياسات في الشرق الأوسط إذا تسببت ضغوط الميزانية في تقييد الدعم الأمريكي للقوى الديمقراطية الناشئة في دول مثل مصر وتونس. وعارضت كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا، أثناء حضورهما لقاء على غرار اجتماعات المجالس البلدية، بقوة إجراء تخفيضات إضافية في الإنفاق العسكري والدبلوماسي ومجالات التنمية في الوقت الذي تحاول فيه الولاياتالمتحدة جهدها لخفض عجز في ميزانيتها. وقالت كلينتون «أمامنا فرصة في الوقت الراهن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لكنني غير واثقة من أننا سنتمكن من انتهازها لأننا لا نملك الموارد لاستثمارها». وأشارت كلينتون إلى أن مصر وتونس وليبيا في حاجة ماسة للمساعدة الأمريكية. وتابعت قائلة «ينبغي أن نقتنص الفرص إذا كان لنا أن نبقى أقوياء وقادرين على إظهار القوة الأمريكية وسنبذل كل ما في وسعنا لإظهار أن القوة الأمريكية هي قوة للخير... نأمل أن يجد ذلك أذانا صاغية في الكونجرس عندما تستأنف هذه المناقشات». وتصريحات كلينتون هي الأقوى حتى الآن في التحذير من أن التقشف المالي في الداخل وكيفية تطبيقه يمكن أن يضعف الدور القيادي للولايات المتحدة في الخارج. وجدد بانيتا تحذيراته من جولة جديدة «مدمرة» من خفض الإنفاق الدفاعي قائلا إنه يتعين على الكونغرس النظر في مجالات أخرى لتوفير مزيد من النفقات. وقال بانيتا الذي تولى منصبه الشهر الماضي إن من الممكن إجراء تخفيضات قدرها 350 مليار دولار من الإنفاق الأمني صدر بها قانون بالفعل. لكن المزيد من التخفيضات يمكن أن يعرض البلاد للخطر. وأضاف قائلا «إذا ذهبوا لأبعد من ذلك... لمضاعفة حجم التخفيضات التي نواجهها فسيكون لذلك أثار مدمرة على دفاعنا الوطني. فهذا سيضعف بشكل مروع قدرتنا على مواجهة التهديدات في العالم». وتبلغ ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية للعام الحالي 526 مليار دولار بخلاف تكاليف الحرب في العراق وأفغانستان. لكن المشرعين في الكونغرس يسعون أيضا إلى مشروع قانون يخفض ميزانية وزارة الخارجية بنحو 5ر8 مليار دولار العام القادم وهو ما يقل بنسبة 18 بالمائة عن مستويات ميزانية 2011 وبنسبة 22 بالمائة عما طلبه الرئيس باراك أوباما. وقدر صندوق النقد الدولي أن الدول المستوردة للنفط في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مثل مصر وتونس ستحتاج أكثر من 160 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث القادمة. وتعهد أوباما بدعم التحولات الديمقراطية في البلدين لكنه قدم حتى الآن مساعدة محدودة تتضمن مبادلة ديون تبلغ قيمتها حوالي مليار دولار لمصر فضلا عن قروض وضمانات قروض بمليار دولار أخرى. وقالت كلينتون انه على الرغم من الضغوط المالية فان الولاياتالمتحدة ما زالت القوة الأولى في العالم لكنها تستخدم هذه القوة لبناء تحالفات وتقاسم الأعباء مع دول أخرى مثلما حدث في الحملة المدعومة دوليا ضد الزعيم الليبي معمر القذافي. وأضافت قائلة «هذا هو بالضبط نوع العالم الذي أريد أن أراه. حيث لا تتحمل الولاياتالمتحدة وحدها العبء بينما يقف الجميع يتفرجون... وبينما نتحمل نحن التكاليف ونتحمل التضحيات ويقدم رجالنا ونساؤنا أرواحهم من أجل قيم عالمية». وقالت كلينتون إن الموقف المالي الضعيف للولايات المتحدة ألقى بظلاله على جهودها لتوسيع المشاركة الأمريكية في الخارج لمواجهة التحديات الأمنية التي تمتد من محاربة تنظيم القاعدة إلي زيادة نفوذ الصين في المحيط الهادي. وأضافت قائلة «نحتاج إلى إجراء نقاش مسؤول بشأن كيف يمكن أن نعد أنفسنا للمستقبل. يجب أن نكون قادرين على المنافسة. لا يمكنني أن نكتفي بمجرد الأمل. بل يجب علينا أن نعمل ولا بد أن نقدم حججا قوية لمواصلة الدور القيادي للولايات المتحدة». *رويترز