20 سبتمبر, 2018 - 10:48:00 يجمع الرئيس المكسيكي المُنتَخب حشوداً ضخمة أينما ذهب، لكنَّ الأمر اختلف عندما مرَّ صباح الإثنين 17 سبتمبر/أيلول، عبر مدينة كولياكان المكسيكية. ففي اليوم ذاته، كان فيرناندو فالنزويلا، أحد أساطير الفريق المكسيكي للبيسبول، ينعم بالهدوء أثناء تناول وجبة الغداء برفقة زملائِه لاعبي البيسبول المعتزلين في أحد الفنادق. لكن ما طغى على اهتمام الصحافيين ومراسلي التلفزيون الذين اجتمعوا في ردهة الفندق هو حضور الرجل الأرجنتيني القصير الممتلئ الأعرج، ذي ال57 عاماً، الذي تزين وجهه لحية خفيفة، والذي لم يخرج تقريباً من جناحه بالطابق السابع في الفندق منذ أسبوع. لقد حضر أيقونة كرة القدم العالمية دييغو أرماندو مارادونا إلى مدينة كولياكان، التي تعد موطن تجارة المخدرات في المكسيك، لتدريب فريق دورادو، الذي يحتل المركز الثالث عشر، من خمسة عشر فريقاً، في دوري القسم الثاني المكسيكي، ولم يفُز في أول 6 مبارياتٍ له. حدث الكثير في مسيرة مارادونا ما بعد اعتزاله، كإدمانه للمخدرات، وزيادة وزنه وإنقاصه، بالإضافة إلى صداقته مع دكتاتوريين يساريين، إضافة إلى أزماته المالية. وهذا الصيف فاجأ الجميع بواقعة رفعه لإصبعه الأوسط في كأس العالم بروسيا، على نحو كاد يتسبب في نفاد حبر صحف الفضائح العالمية. لكنَّه ما زال قادراً على مفاجأتنا، بوصوله الآن لتدريب فريقٍ مغمور في هذه المدينة المشهورة بتجارة المخدرات وأحداث العنف. وقال فاوستو كاستانوس، الذي عمل في تغطية الأحداث الرياضية بكولياكان لأربعة عقود: «إنَّه من أفضل لاعبي كرة القدم في كل العصور، هو وبيليه. لكن كيف يأتي لتدريب فريق بدوري الدرجة الثانية في مدينة كولياكان؟». بالنسبة إلى الغرباء، اشتهرت مدينة كولياكان منذ فترةٍ طويلة بأنَّها عاصمة ولاية سينالوا في المحيط الهادئ، ومعقل صناعة الأفيون والماريغوانا في المكسيك، وموقع كارتل المخدرات الذي يقوده خواكين غوزمان، الشهير ب «إل تشابو». غوزمان محتجز في السجن الفيدرالي بنيويورك، في انتظار المحاكمة بتهمة الجريمة المنظمة، لكنَّ النزاع بين خلفائه أدى إلى ارتفاع عدد القتلى في جميع أنحاء البلاد. والعام الماضي، شهدت المكسيك جرائم قتل أكثر من أي وقتٍ مضى في تاريخها الحديث، وظهر ألم هذا العنف بطريقةٍ غير مباشرة في رد الفعل المحلي تجاه وصول مارادونا. فبينما تجمهر مئات المشجعين عند وصول مارادونا إلى مطار كولياكان هذا الشهر، وتدفقت الحشود إلى الملعب مرتديةً قميصه رقم 10 في أول مباراةٍ له، مساء الإثنين 17 سبتمبر/أيلول، شعر الكثيرون غيرهم بالإحباط من الاحتفال برجل لديه علاقةٌ بالمخدرات، حتى لو كانت بسيطةً. إذ قال مراسل إذاعة سينالوا المحلية، كريستيان بارسيلو، الذي جلس في مقاعد الصحافيين أثناء المباراة: «يقول الناس إنَّهم لا يريدون مارادونا، والسبب هو المخدرات». خورخي هانك رون المقامر، العمدة السابق لولاية تيخوانا الذي يمتلك نادي دورادو ونادي تيخوانا لكرة القدم، هو من أحضر مارادونا إلى المدينة. واجه هانك منذ فترةٍ طويلة شائعاتٍ لم تثبت صحتها بخصوص علاقته بالجريمة المنظمة. وأُلقي القبض عليه بتهمة حيازة أسلحة، بعد أن عثرت غارة على منزله على 88 بندقية عام 2011، لكنَّ تلك التُّهم أُسقِطَت لاحقاً. يشتهر خورخي بذوقه الصارخ، حيثُ يحتفظ بجمالٍ ونمورٍ بنغالية بيضاء في حديقة حيوانات خاصة به، وكان يمتلك سترة مصنوعة من جلد كلب. وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، اتُّهِمَ بغسيل الأموال وتهريب أنياب الأفيال، لكنه نفى وجود أي صلةٍ تجمعه بالجريمة المنظمة. المصدر : عربي بوسط.