16 ماي, 2018 - 05:43:00 وسط انتقادات لاذعة ومخاوف من تحويل الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلى "ملحقة حزبية"، على الرغم من تلويحه بالاستقالة من حزب التجمع الوطني للأحرار إذا نال رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، عقد صلاح الدين مزوار بمعية شريكه فيصل مكوار، مساء أمس الثلاثاء 15 ماي الجاري، لقاء عرضا من خلاله برنامجهما قصد التصويت لصالحهما في سباق التربع على "الباطرونا" خلفا لمريم بنصالح شقرون التي قضت ولايتين من ست سنوات على رأس أكبر تجمع نقابي للمقاولين بالمغرب. وفي سياق التباري نحو الظفر برئاسة "الباطرونا" بين كل من حكيم المراكشي وآسية بنحيدة، من جهة، وصلاح الدين مزوار وفيصل مكوار من جهة أخرى، قدم الثنائي الأخير أمام أطياف عديدة من رجال المال والأعمال، المعالم الأساس لخارطة طريقهما. خارطة الطريق هذه، ووفق ما كشف عنه مزوار، فإنها تتركز أساسا على المجالات المرتبطة بالجهات وتنبني على أهمية انخراط الفاعلين الاقتصاديين في تطوير الجهات والاستثمار فيها ومواكبة المشاريع الجهوية، فضلا عن إعادة الثقة للشركاء الخواص في اتجاه مساهمتهم في خلق التنمية واستغلال الفرص المتاحة في القطاعات الجديدة، بما فيها البيئة والاقتصاد الرقمي. إلى جانب ذلك، يسعى الثنائي المترشح من خلال برنامجهما "الطموح والواقعي" الذي يضم أزيد من 80 إجراء، إلى دعم المقاولات المتوسطة والصغيرة والصغيرة جدا، تكوين الرأسمال البشري، إيجاد حلول للقطاعات العشوائية، الالتزام بتشجيع الشباب والتركيز على الحوار الاجتماعي مع الحكومة. في هذا الإطار؛ وعد الوزير السابق في قطاعات الصناعة والتجارة، الاقتصاد والمالية، الشؤون الخارحية، بأنه في حالة ما إذا ظفر ب CGEM، فإنه سيوقع ميثاق ثقة مع الحكومة، خلال الثلاث سنوات المقبلة، يرمي التشغيل والنمو ويتم فيه تحديد وهيكلة الأولويات ومناهج الاشتغال بين الحكومة والقطاع الخاص. وكما هو معلوم فقد خلف إعلان ترشح صلاح الدين مزوار، الأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني للأحرار بشكل رسمي الجمعة الماضية، ردود فعل متباينة وطرح أسئلة كثيرة حول علاقة السياسية بالاقتصاد وعن الدعم القوي الذي من المترقب أن يوفره كل من كبير التجمعيين، عزيز أخنوش، وكذا الوزير مولاي حفيظ العلمي لصديقهما صلاح الدين مزوار. وكان حكيم المراكشي قد أشار إلى ما سبق ذكره، لافتا في تصريح صحفي إلى أنه "مرشح من المقاولة ومن أجل المقاولة"، مضيفا أنه يجب على الاتحاد العام لمقاولات المغرب أن يظل بعيدا عن السياسة، في إشارة واضحة لخصمه. بالمقابل، شدد صلاح الدين مزوار الذي يحظى بدعم واسع من لدن أبرز الفاعلين الاقتصاديين بالمغرب أبرزهم أحمد بنكيران، ادريس بنهيمة، نور الدين عيوش، كمال لحلو وبناني سميرس، على أنه "ابن المقاولة، انطلق منها وانتقل للسياسة ثم عاد للمقاولة"، مردفا في تصريح لموقع "لكم" أن مساره يشهد له بذلك، فيما اتهامات المراكشي مردود عليها، وفق تعبيره. ذات المتحدث، وصف تصريحات منافسه ب "غير مسؤولة"، واعتبرها ليست في مستوى النقاش الذي ينبغي أن يطبع مرحلة ما قبل الانتخابات، مؤكدا في السياق نفسه على ضرورة التحلي بالاحترام المتبادل. وتابع المرشح الأبرز لخلافة مريم بنصالح، حديثه بسخرية قائلا: "هو كينتقد السياسيين وكيدير السياسة"، مستدركا "هذه وسائل سياسية، في حين نشتغل نحن وفق منطق المقاولة ولدينا منهجية ومن الأفضل ألا يستمر في هذه التصرفات ". وعن سؤال بشأن انتظارات الفاعلين في القطاع الخاص وكيف سيبلورها الثنائي فيصل مكوار وصلاح الدين مزوار، أفاد هذا الأخير في معرض حديث جمعه بموقع "لكم" على هامش لقاء أمس، بأن هناك أولويات، سيسعى إلى العمل على تحقيقها، وأوجزها في التمويل عبر خلق صندوق للضمان، الأداءات وآجالها، إيجاد حلول للواردات العشوائية التي تؤثر على السوق الداخلي، إلى جانب مطالب أخرى ذات طابع هيكلي تتطلب الكثير من العمل كالجانب المتعلق بالتكوين والضريبة وخصوصية بعض الجهات ثم مواكبة المقاولات لتطوير السوق الداخلي وتموقعها داخل الجهات. وبخصوص الآلية التي ستمكن من بلورة هذه التصورات على أرض الواقع، أبرز صلاح الدين مزوار أنه سيعمل على إقناع الحكومة بضرورة تفعيل اتفاق إطار من أجل التنمية والتشغيل. هذا، وفي ظل منافسة بلغت أشدها، يرتقب أن يختار أعضاء "الباطرونا" رئيسهم ونائبه، يوم الثلاثاء 22 ماي الجاري، احتكاما لصناديق الاقتراع بخلاف ما كان معمول به في السابق "التوافق على مرشح وحيد".