02 أبريل, 2018 - 02:45:00 تعود نذر الحرب لتطل من جديد على الصراع الذي يخوضه المغرب مع جبهة البوليساريو، فاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بين الطرفين سنة 1991 مهدد بالانهيار، بعد استفزازات البوليساريو المتواصلة، وتسلل عناصر من الجبهة إلى المنطقة العازلة. خطوة البوليساريو المدعومة من الجزائر، دفعت المغرب عبر سفيره الدائم في الأممالمتحدة عمر هلال، إلى توجيه رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، منبها " أن تحريك أي بنية مدنية أو عسكرية أو إدارية أيا كانت طبيعتها ، ل "البوليساريو"، من مخيمات تندوف في الجزائر، إلى شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء، تشكل "عملا مؤديا إلى الحرب". الرسالة الموجهة إلى مجلس الأمن، بالإضافة إلى تصريحات وزير الخارجية ناصر بوريطة التي قال فيها ،إن المغرب اتخذ قرارا يقضي بالرد بشكل صارم على جبهة البوليساريو، تشي أن احتمال العودة من جديد إلى الخيار العسكري في ملف الصحراء غير مستبعد، خاصة أن المفاوضات بين الطرفين، تراوح مكانها ولم تحقق أي نتيجة. تحركات البوليساريو لا ترتبط بتقرير "أبريل" ويرى المحلل السياسي، محمد شقير أن تحركات البوليساريو الأخيرة في المنطقة العازلة ليست مرتبطة بالتقرير الأممي الذي سيصدر هذا الشهر، بل هي نتيجة لخطة استراتيجية تنهجها الجبهة الانفصالية، منذ تولي ابراهيم غالي رئاستها. وأضاف شقير أن جبهة البوليساريو أظهرت من خلال عدة مؤشرات ومنها تحركاتها في منطقة الكركرات والاستعراض العسكري الذي قامت به هناك، بالإضافة إلى تصريحات ابراهيم غالي الذي يلوح بخيار الحرب كل مرة، هي نتيجة تصور استراتيجي للجبهة وليس مجرد تكتيك أو مناورة، وهذا ما يجب أن يأخذه المغرب بعين الاعتبار. وأكد شقير أنه يجب الانتباه لنقطة مهمة أيضا هي الزيارة التي قام بها السفير الأمريكي بالجزائر لمخيمات تندوف، وتصريحاته الداعمة لأطروحة تقرير المصير، مما يظهر أن تحرك البوليساريو الأخير ممكن أن يكون بضوء أخضر أمريكي. وأشار شقير أن موقف الإدارة الأمريكية الحالية بالرغم من ضبابيته فهو لا يساند الأطروحة المغربية، لذلك لا بد من عدم انتظار أي شيء من الولاياتالمتحدةالأمريكية التي لم تعين لحد الساعة سفيرها في الرباط منذ شغور المنصب بمدة طويلة. خيار الحرب غير مستبعد وشدد شقير على أنه لا يمكن استبعاد الخيار العسكري، مضيفا انه يجب تهييء الرأي العام إلى أن اللجوء إلى الورقة العسكرية أم وارد جدا، سواء من خلال ضربات عسكرية وقائية، أو مواجهة مفتوحة، لأن ما تقوم به البوليساريو حاليا ليس مجرد تكتيك أو مناورة، بل هو موقف تابث لخوض حرب عسكرية مع المغرب. وأوضح شقير أن المغرب يمتلك الكثير من موازين القوى في صالحه في حال نشبت الحرب من جديد، أولا لأنه خاض تجربة قتالية فاقت 30 سنة، وبالتالي راكم خبرة كبيرة، وجانب آخر أنه بنى جدران عسكرية ممكن أن تساعد القوات المغربية بالقيام بضربات استباقية، وهذا ما لا يتوفر للبوليساريو، كما من الممكن أن يلجأ المغرب إلى سلاح الجو للقيام بعمليات عسكرية محدودة. المنطقة العازلة خطأ عسكري وأكد شقير أن المنطقة العازلة التي تسلل لها عناصر البوليساريو كانت خطأ عسكريا للمغرب، استغلته الجبهة كمجال لتحركاتها واعتبرتها منطقة محررة، صحيح أن المغرب يقول إنها جزء من التراب المغربي تخلى عنه للأمم المتحدة حتى تتمكن من القيام بمهامها، لكن المشكلة حسب شقير، أن هذه المنطقة العازلة لم يتم تحديدها بشكل دقيق. وأشار نفس المتحدث أن البوليساريو تريد فرض سياسة الأمر الواقع على المغرب، من خلال نقل مقر مؤسساتها ووزارتها وكذا الكثير من المخيمات من تندوف نحو بئر لحلو بالمنطقة العازلة، ويجب أن لا ننسى، يضيف شقير أن الزعيم السابق للجبهة مدفون في هذه المنطقة، وبالتالي هذا له دلالة خاصة بالنسبة لها. وشدد شقير على أن ضعف الرد المغربي منذ بداية تحركات البوليساريو في منطقة الكركرات هو الذي شجعها على التمادي، وأنه كان عليه من البداية القيام بمواجهة حاسمة ضددها، وأن يردعها منذ أن دخلت إلى الكركرات. وأضاف شقير أنه من المفروض حاليا على المغرب أن تكون له خطة عسكرية مسبقة واضحة المعالم تحدد كل السناريوهات المحتملة في التعاطي مع تحركات البوليساريو. التعامل السياسي للمغرب مع ملف الصحراء ضعيف وبالنسبة للاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة سعد الدين العثماني مع زعماء الأحزاب السياسية، واجتماع لجنة الخارجية والدفاع الوطني بالبرلمان، قال شقير إن الأمر مهم لتهيئ الرأي العام المغربي بأنه من الوارد جدا أن تعود الحرب من جديد في الصحراء. وأوضح شقير أنه لا يمكن أن يفهم من الاجتماع بأن السلطة تحاول في كل مرة عندما تتعرض لأزمات، اللجوء إلى ورقة الإجماع الوطني، وإلهاء المغاربة وصرف انتباههم عن المشاكل الموجودة حاليا، ومنها الاحتجاجات التي تشهدها الكثير من المناطق، مشيرا ألى ان الصراع المغربي مع البوليساريو ليس وليد اليوم، بل منذ 40 سنة والمغرب في حرب مع الجبهة التي تدعمها الجزائر. وأكد شقير أن مشكلة المغرب في تعاطيه مع صراع الصحراء هو ضعف تعاطيه السياسي مع الملف، يحث لا يتم التحرك السياسي إلا بشكل ظرفي في حالة ما حدثت تحركات أو مستجدات، وهذا أمر خاطئ حسب وجهة نظره، لأن المغرب في حالة حرب مع الجبهة منذ سنين طويلة.