تواصل البوليساريو وصنيعتها الجزائر استفزازاتهما للمغرب، خاصة بعد أزمة الكركرات وانسحاب المغرب من الكركرات، استجابة لنداء أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، للطرفين لضبط النفس ومغادرة المنطقة العازلة. وفي هذا السياق قال مصدر فرنسي إن الجزائر وضعت قواتها المسلحة في حالة استنفار قصوى، خاصة تلك الموجودة في المنطقة العسكرية الثالثة، وذلك تأهبا للتدخل دعما لحركات انفصالية وشيكة في محيط الجدار الأمني، فيما تحدث البعض عن وجود مخطط جزائري يهدف إلى إشعال حرب رمال ثانية، ستتكلف البوليساريو بتنفيذ شطره الأول، من خلال زحف مليشياتها على كامل المناطق العازلة وتطويق الجدار الأمني المغربي بذريعة ترحيل الصحراويين المحتجزين بتندوف إلى ما تسميه "أراضي محررة ". وفي تصريح لموقع "نون بريس"، قال المحلل السياسي، محمد شقير، إن الحرب بين المغرب والبوليساريو وصنيعتها الجزائر، موجودة وتُمارس بعدة أشكال سواء إعلاميا أو ديبلوماسيا، مستبعدا في الوقت ذاته أن يدخل المغرب في اصطدام عسكري مع البوليساريو والجزائر باعتبار أن ذلك سيشوش على التحركات الديبلوماسية للمغرب وانضمامه للاتحاد الإفريقي وعودته إلى التعامل مع كل مختلف الدول الإفريقية، يقول شقير. وشدّد شقير على أن أي اصصدام عسكري للمغرب مع البوليساريو، سيعطي الفرصة للخصوم خاصة البوليساريو والجزائر من أجل نسف الانتصارات الديبلوماسية التي حققتها المملكة المغربية في هذه الظرفية. وعلى صعيد آخر، فإن الجمود الذي يعرفه النظام الجزائري بخصوص من سيخلف بوتفليقة يلعب دورا هاما لصالحه، لأنه سيلفت الرأي العام الجزائري عن الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر منها البلاد، ليهتم باحتمال وقوع اصطدام عسكري بين المغرب والجزائر، يقول شقير. وأضاف شقير أن نفس الأمر يمكن أن ينطبق على البوليساريو، حيث أن أي تحرك عسكري للمغرب يمكن أن تستغله لنسف المبادرات الديبلوماسية للمغرب، وفي نفس الوقت يظهر المغرب غير جاد بخصوص مبادرته المتعلقة بعودته للاتحاد الإفريقي، ولهذا فإن صناع القرار بالمغرب يتجنبون أي اصطدام عسكري للمغرب لأنه سيكون في صالح الخصوم.