تم مؤخرا بأمر من المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، الجنرال دو كور دارمي بوشعيب عروب، نقل قوات مغربية إلى منطقة الكركرات في الحدود مع موريتانيا، ردا على استفزازات البوليساريو الأخيرة وكذا التحركات الجزائرية الموريتانية التي تهدف إلى نقل مخيمات تندوف إلى نفس المنطقة ذاتها، للضغط على المغرب. وحول ما إذا كانت هذه الخطوة تشكل مؤشرا على استعداد الأطراف المعادية للوحدة الترابية للدخول في حرب مع المغرب، قال ميلود بلقاضي، أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية الاقتصادية والاجتماعية بالرباط، في تصريح لموقع "نون بريس"،إن التحرك العسكري المغربي على الحدود مع موريتانيا، يدخل في سياق إثبات الذات وبعث رسائل إلى من يهمهم الأمر، مفادها أن المغرب في أراضيه وهو لا يتخوف من الدفاع على أراضيه وأنه مستعد لكل الافتراضات ومن بينها الحرب التي من المستبعد الآن أن تقوم بيننا وبين الجزائر، يقول بلقاضي. وشدّد بلقاضي، على أن المغرب في وضعية أقوى من أي وقت مضى بعكس الجزائر التي تمر من أزمة سياسية واقتصادية ربما قد تذهب بها إلى الدول الفاشلة. واستبعد المحلل السياسي، بلقاضي، دخول المغرب والجزائر في حرب، حيث قال "إنه يصعب الحديث حاليا قيام حرب بين المغرب والجزائر، لأسباب متعددة ضمنها أن الدول العظمى لا تقبل هذه الحرب في وقت يعرف فيه العالم عدة نزاعات إقليمية بسبب الإرهاب و"داعش". وأوضح بلقاضي أنه كان منتظرا من القوى المعادية للوحدة الترابية وفي مقدمتها الجزائر التي تتقرب الآن من موريتانيا، أن تقوم ببعض التحرشات ضد المغرب خصوصا بعد النجاحات الديبلوماسية التي حققتها الزيارة الميدانية للملك محمد السادس للعمق الإفريقي وخصوصا نيجيريا، بحسب تعبير بلقاضي. وأضاف المتحدث ذاته، أن الجزائر وأيضا البوليساريو يمران الآن بأسوأ زمانهما، سواء من ناحية العزلة الإقليمية والدولية أو من ناحية الوضع الداخلي السياسي أو الاقتصادي، وبالتالي فالبوليساريو التي تحركها الجزائر تريد أن تقول للعالم "أنا ما زلت موجودة أو وكائنة" لأن الآن لا أحد أصبح يتحدث عن البوليساريو، خصوصا وأن الجزائر لم تقبل بعد أولا بمشروع عودة المغرب القوي إلى الاتحاد الإفريقي وثانيا موقف المغرب من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين طردوا من الجزائر،وهو ما كان واضحا في البيان الصادر عن وزير الخارجية الجزائري الذي وجّه فيه للمغرب اتهامات غير ديبلوماسية، يقول بلقاضي. وأفاد بلقاضي، أن التحرك العسكري المغربي على الحدود مع موريتانيا وبالقرب من منطقة الكركرات، يدخل ضمن المناورات العسكرية بسبب التحرشات التي يقوم بها أعداء الوحدة الترابية.