أجلت المحكمة الابتدائية بمراكش يوم الثلاثاء 19 يوليو، البث في ملف الطالبة إلهام حسنوني المعتقلة منذ نحو 10 أشهر بسجن بولمهارز بمراكش بدون محاكمةن وذلك إلى غاية يوم الثلاثاء 26 يوليو. وهذه رابع مرة تؤجل فيها قضية الطالبة إلهام (25 سنة)، التي تعتبر أصغر معتقلة سياسية في الوقت الحالي في السجون المغربية، أمام هيئة المحكمة التي رفضت للمرة الرابعة على التوالي تمتيعها بالسراح المؤقت. وكانت المحكمة قد أجلت البث في قضية الحسنوني، بعدما تقدم محامي الشرطي التي يتابعها بتهمة "العنف ضد موظف عمومي أثناء مزاولته لعمله" قد طلب تأجيل الملف وهو ما استجابت له المحكمة. يذكر أن محامي الشرطي تغيب عن حضور جميع الجلسات السابقة مما كان يؤدي إلى تأجيل الملف. وبالإضافة إلى ما يتهمها به الشرطي، تتابع إلهام من طرف النيابة العامة بتهم كيفها قاضي التحقيق، تشمل اضرام النار عمدا في مباني عمومية، وتخريب مباني عمومية، وإتلاف وثائق محفوظة، والمشاركة في تخريب منقولات، واستعمال القوة، ووضع شئ في الطريق الطريق العام لتعطيل المرور ومضايقته، والمشاركة في التحمهر المسلح، والمشاركة عمدا في إتلاف المال المنقول المملوك للغير... وقال محمد المسعودي، محامي إلهام، إن تهمة "اضرام النار عمدا في مباني عمومية" قاضية لوحدها بإصدار حكم مؤبد على موكلته. لكنه استطرد مستغربا كيف يتم كيل كل هذه التهم لموكلته في حين أن نفس المحكمة سبق أأسقطتها عن مجموعة زهرة بودكور، قبل سنتين. واعتبر المسعودي تشبت النيابة العامة بهذه التهم لمتابعة موكلته بمثاية "استهزاء بمقرر قضائي"، في إشارة إلى الحكم الذي برأ بودكور ورفاقها من نفس التهم. إلى ذلك قال المسعودي إنه يثق في براءة موكلته التي نفت كل ما نسب إليها. وأضاف المسعودي في اتصال مع موقع "لكم" أنه لا توجد أية وسائل إثبات ضدها، ما عدا شهادة الشرطي المنصب كطرف مدني في القضية". أما والد الهام، الطيب الحسنوني، فاشتكى للموقع سوء معاملة ابنته داخل السجن. وقال للموقع "إنها تعاني من ظروف اعتقال قاسية، محرومة من تلقي الكتب أو الصحف أو حتى الورق والأقلام". وأضاف الأب المصدوم "لقد ضيعوني في ابنتي التي أنفقت الكثير من اجل تدريسها، وبعد أن حرموها من دراستها، رموها في السجن منذ 10 أشهر بدون محاكمة". وقال الطيب الحسنوني إن ابنته فقدت الكثير من وزنها وإنه لم يعد يتعرف عليها من شدة تغير أحوالها بسبب سوء المعاملة التي تعاني منها في السجن. وكانت الهام تتابع دراستها في درجة الماستر بكلية الحقوق بمراكش، وحلت قبل أن تطرد في المرتبة الثانية داخل دفعتها. وصدرت في حقها مذكرة اعتقال عام 2008 عندما اتهمت ضمن مجموعة زهرة بودكور التي قضت سنتين داخل السجن، ونفس الشيء تم تطبيقه على رفاقهما من الطلبة والطالبات اللذين اتهموا ب"الاعتداء على شرطي أثناء مزاولته مهامه". لكن الجمعيات الحقوقية التي تبنت قضية مجموعة زهرة بودكور اعتبرت المحاكمة ذات طبيعة سياسية. من جهة أخرى تشتكي أسرة إلهام الحسنوني من الإهمال الذي تعاني منه ابنتهم من قبل الجمعيات الحقوقية ووسائل الإعلام، وهو ما ضاعف من معاناتها، حسب قول والدها الذي يطالب بالإطلاق الفوري لابنته لأنها "بريئة" بحسب رأيه، وهي معتقلة بسبب "آرائها السياسية". وكانت إلهام قد اختطفت من أمام بيتها بالصويرة بعد ظهر يوم الثلاثاء 12/10/2010 عندما طرق باب منزلهم رجل بزي مدني سأل عنها شقيقها، وما إن ظهرت إلهام أمام باب المنزل حتى فوجئت بالرجل يلقي شقيقها أرضا هو وعصابة مكونة من 5 أشخاص من ذوي العضلات المفتولة. وقد سبق لإلهام أن وصفت الطريقة الوحشية التي عذبت بها في شهادة نشرها موقع "لكم". --- تعليق الصورة: إلهام الحسنوني