وكالات 05 مارس, 2018 - 03:44:00 قال علماء فيزياء أمريكيون، إنهم توصلوا إلى استنتاج جديد فيما يتعلق بالثقوب السوداء التي توجد في الفضاء الخارجي، يفيد بأن بإمكان تلك الثقوب أن تمحو ماضي الإنسان، وتدخله في مستقبل لانهائي، "يعيش فيه للأبد". وكان علماء الفيزياء يعتقدون قديما، بأنه إذا سقط الإنسان في منطقة الثقوب السوداء فإنه لن يبقى على قيد الحياة، حيث يمكنها ابتلاع كل ما حولها، نظرا لجاذبيتها المهولة الناتجة عن تجمع كتلة عملاقة في مساحة ضيقة، لا يفلت منها شيء، وفقا لموقع الجمعية الفيزيائية الأمريكية. لكن الدراسة التي أجراها علماء من جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا الأمريكية، استنتجت أن الإنسان يمكنه النجاة إذا دخل في الثقب الأسود، وبإمكان ذلك الثقب أيضًا أن يمحو ماضي الإنسان وأن يدخله إلى مستقبل لانهائي. وأوضحت الدراسة أن هذه الثقوب السوداء يمكن أن تدمر وتمحو الماضي الإنساني، وتنقله إلى عالم موازٍ لا نهاية له من العقود المستقبلية. وفسر العلماء ذلك بأن الكون في العالم الموازي لا تحكمه نفس قواعد السبب والنتيجة التي تنطبق على كوننا الذي نعيش فيه، لذلك يشير العلماء في تلك الدراسة إلي أن الإنسان يمكن أن يعيش إلى الأبد خلال تلك الثقوب. وقال قائد فريق البحث، الفيزيائي بيتر هينتز إنه "إذا دخل الإنسان إلى ثقب أسود، فسيخرج من دائرة سيطرة القوانين الفيزيائية المتعارف عليها على كوكب الأرض". ووفقا لهينتز، وضع العلماء نظرية افترضت وجود حاجز أطلقوا عليه اسم "أفق كوتشي"، عندما يتم تخطيه داخل الثقب الأسود تسقط جميع القوانين الفيزيائية، ومنها الجاذبية والوقت، ما يعني أنه عند دخول الإنسان في الثقب الأسود فإن حساب الزمن الماضي سيسقط تمامًا ويعيش في عدد لا نهاية له من أزمنة المستقبل. والثقوب السوداء هي منطقة في الفضاء ذات كثافة مهولة، أي تحوي كتلة بالغة الكبر بالنسبة لحجمها، وتصل الجاذبية فيها إلى مقدار لا يستطيع الضوء الإفلات منها، ولهذا تسمى ثقبا أسودا، وأقرب واحد إلى كوكب الأرض يبعد قرابة 1600 سنة ضوئية. وتظهر الثقوب السوداء عندما يستهلك نجم هائل وقوده، وينهار بفعل وزنه، ويهوي إلى أحد الثقوب السوداء النجوم ذات الوزن الكبير فقط، والتي تكون عادة أكبر من شمسنا بنحو 25 مرة، وهي التي يؤدي موتها إلى ظهور ثقب أسود. وهناك واحد فقط من بين كل ألف نجم في المجرة يكون حجمه كبيراً لدرجة أن يؤدي إلى ظهور ثقب أسود، وفي مجرة درب التبانة وحدها هناك على الأقل 100 مليار نجم، وهو ما يعني وجود 100 مليون ثقب أسود كامن هناك. ولايزال اختبار مسألة عبور الإنسان داخل الثقوب السوداء أمرًا مستحيلاً وغامضًا يحاول العلماء تفسيره، فربما تكون هذه الرحلة ذهاب بلا عودة.